السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«القاهرة السينمائي»: «ظل البحر» بداية للسينما الواقعية في الخليج

«القاهرة السينمائي»: «ظل البحر» بداية للسينما الواقعية في الخليج
15 ديسمبر 2012
أثار الفيلم الروائي الإماراتي «ظل البحر» للمخرج نواف الجناحي، نقاشا واسعا بين جمهور مهرجان القاهرة السينمائي، فقد أشاد رواد صناعة السينما بلغة المخرج نواف الجناحي وبراعته في اختيار أماكن التصوير وفريق العمل المتجانس رغم انهم من جنسيات متعددة، وقالوا إن الفيلم طرح صورة غير نمطية للمجتمع الخليجي، معتبرين إياه بداية للسينما الواقعية في منطقة الخليج. ماجدة محيي الدين (القاهرة) - يتناول الفيلم جزءاً من الواقع الذي لا يعرفه سوى أهله، من خلال قصة الصبي منصور، الذي يعيش مع أسرته في رأس الخيمة، ويشارك أسرته في تدبير تكاليف الحياة، من خلال عمله كموزع لبعض السلع بدراجته، ويستعرض الفيلم معاناة بعض الأسر التي تواجه الصعوبات المادية سواء من المواطنين أو الوافدين، كما يلقي الضوء على بعض المشاكل التي تتسبب فيها العمالة الوافدة لاختلاف الثقافة والعادات والتقاليد، ويطرح رغبة الجيل الجديد من الشباب الإماراتي في التعليم والسعي نحو حياة أفضل، كما هو الحال في أبوظبي أو دبي، فهما نموذجان للمجتمعات المتقدمة حضاريا وثقافيا، بينما ما زال هناك الجيل الأكبر عمرا يتمسك بالماضي، ويرفض الانتقال أو التغيير كما هو حال والد جاسم، فهو رجل فقد زوجته أم أولاده ويعيش غارقاً في أحزانه وكأنه في عالم خاص به. ملامح المجتمع وعقب عرض الفيلم عبر جمهور المشاهدين عن الإعجاب بالصورة التي يطرحها، التي تختلف عن الشكل النمطي الذي يكاد يرسم ملامح واحدة للمجتمعات الخليجية والدول النفطية، باعتبارها دولا لا تعاني من أي مشكلات. وأوضح عضو لجنة المشاهدة بالمهرجان الناقد الفني ياقوت الكريب، الذي أدار إحدى ندوات المهرجان التي تطرقت للفيلم، إن السينما الخليجية تشارك في الدورة الحالية لمهرجان القاهرة السينمائي بحضور غير مسبوق حيث تعرض 4 أفلام خليجية: «ظل البحر» «من الإمارات»، «تورا بورا» من الكويت، «بالمودة» من السعودية للمخرجة هيفاء المنصور، بالإضافة إلى فيلم روائي قصير من سلطنة عُمان للمخرج خالد الديزجالي. وأوضح أن السينما الخليجية واعدة وتعبر عن مدارس سينمائية متنوعة وتتوفر لها كل الإمكانات المادية والفنية لتحتل مكانها في المهرجانات الدولية وهو ما يلمسه المتابع لتطور السينما الخليجية حيث نلحظ فرقا كبيرا بين التجارب السينمائية الأولى والأخيرة. تعدد الأساليب وأشار إلى أن المخرج نواف الجناحي نموذج لجيل من السينمائيين الشبان درس السينما في كاليفورنيا، ولكنه انحاز للواقع ومشاكله وهو من خلال تجاربه السينمائية يبدو شديد التفاعل مع الواقع ويعبر عنه بأدواته الفنية بأساليب متعددة جعلت الصورة السينمائية التي يقدمها شديدة التميز والإحساس موضحاً أن فيلمه ألأول «مرايا الصمت» شارك في 22 مهرجانا دوليا، ويبدو من خلال أفلامه فنانا يملك رؤية نقدية للواقع تجعلنا نستعيد أفلام صلاح أبوسيف رائد الواقعية في السينما المصرية. وعن علاقته بالسينما، أوضح المخرج نواف الجناحي انه يعشق السينما الواقعية وانه يسعى من خلال أفلامه إلى إن يخاطب الجمهور الخليجي. وقال: اعتقد انه من المهم لنا في دول الخليج أن نرى انفسنا على الشاشة. وفي ردة على أسئلة النقاد والصحفيين، قال نواف إنه حاول تقديم صورة لزاوية جديدة غير مطروحة وتختلف عن الصور النمطية التي يعرفها الجميع عن أبوظبي أو دبي، حيث يتصور البعض أن الدول النفطية مليئة بناطحات السحاب والمتاجر والسواق فقط، مشيراً إلى أن «ظل البحر» جزء من واقع موجود وأن الأحداث التي يتناولها الفيلم تدور بالفعل في عام 2012. مقترحات ورفض الجناحي أن يقدم حلولاً أو مقترحات من خلال الفيلم قائلا: إنني لا أتصور أن دور السينما هو البحث عن حلول أو فرض مقترحات، لكنها تطرح مشكلة وتدعو المشاهد للبحث عن حل أو تثير الخيال لما سوف تحمله الأيام. وعن اختياره لفريق التمثيل واعتماده على ممثلين اغلبهم هواة قال إن الصدفة قادته لاختيار بطل الفيلم حيث التقى به في مهرجان أيام الشارقة المسرحية ووجد ملامحه تكاد تطابق الصورة التي كانت في مخيلته عن منصور، وأكد له عمر الملا الذي لعب دور منصور أنه يحب التمثيل وبعد عدة تجارب واختبارات تأكد له انه الأنسب للشخصية أمأ «كلثم» فهي نيفين ماضي وهي فنانة سورية شابة لها عدة تجارب سابقة في أفلام قصيرة وطويلة. وحول الصورة السلبية التي اظهرها الفيلم لبعض العمالة الآسيوية الوافدة قال انه كمواطن إماراتي يعرف الواقع أكثر من غيره، مشيرا إلى انه لم يقصد الإساءة وإنما ربما عندما يصبح لدينا انتاج سينمائي غزير تكون هناك نماذج وأفكار أخرى تعبر عنها موضحا ان شخصية «الحلاق» الأجنبي هي جزء من السيناريو الذي كتبه المؤلف وتضيف بعداً في الصورة، ولكن الإساءة غير مقصودة، والدليل أن هناك جارا للحلاق من نفس جنسيته، لكنه يرفض سلوكه. إضاءة أوضح المنتج رامي ياسين أنه تحمس لإنتاج الفيلم لإيمانه بقدرات المخرج الذي قدم معه فيلما قبل 3 سنوات، لأنه وجد السيناريو يقدم نوعية جديدة من السينما هي السينما الواقعية، فضلا عن أن الفيلم يضم جنسيات مختلفة، وقال إن اسم الفيلم «ظل البحر» يعبر تماما عن مضمونه، فالبحر ليس له ظل، وكذلك منصور عاش العديد من الأحلام التي لم تكتمل وربما لم يكن لها وجود سوى في رأسه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©