الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المعجزة

26 فبراير 2017 00:24
شيء خارق للعادة كما هو معلوم وخاصة لمن عايشوا حدوث ذلك الشيء، وليس شرطاً أن تستمر المعجزة في خرقها للمعتاد والمألوف بل من الممكن أن تصبح ضمن ذلك المعتاد مع الوقت ولكن تحقيق المعجزة يكون وقت حدوثها وعلى هذا المعنى السابق أردنا توضيح الفرق بين معجزات الرسل والأنبياء وبين معجزة القرآن الخاصة بأبي القاسم صلى الله عليه وسلم وأول تلك الفوارق أن معجزة الرسل السابقين كانت معجزات حسية، يراها من تزامن حدوثها وقت حياته وتنتهي بانتهاء الهدف منها دون رجعة وبوفاة النبي المؤيد بها وثاني تلك الفوارق أن تلك المعجزات كانت مرسلة لقوم دون غيرهم مقتصرة فقط على القوم المبعوث فيهم الرسول المنزلة عليه تلك المعجزة لتأييده ونصره، كما أشرنا وثالث تلك الفوارق أن الرسل السابقين كانت معجزاتهم شيئا ومنهجهم شيء آخر، ولكن القرآن الكريم كمعجزة يختلف تماماً عن ما سبق فهو منزل لكل البشر أجمعين غير مرتبط بفئة خاصة منهم منزل فيهم ولهم وكفى بل هو منزل لكل الناس إلى قيام الساعة معجزة لا تنتهي بوفاة النبي ودورها ممتد أبداً غير مرتبط بزمان أو مكان، يحوي بداخله على الإجابات كافة ويتطابق مع أي تقدم علمي وأي تقدم روحاني غير جامد صلب بل يحتمل التفاسير كافة كمنهل علم لا ينتهي ومنبع لا ينضب، فالقرآن الكريم المعجزة والمنهج مع بعضهما البعض، لا يأتيه الشك أو الريبة أبداً، ولنا هنا قصة تثبت ببساطة ما ذكر خاصة بموضوع الشك فقد كانت آيات القرآن لا تكتب ولا تدون إلا إذا شهد لها رجلان فهكذا كان القياس والتأكيد إلا آية واحدة، وهي قول الله عز وجل (مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى? نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) شهد لها فقط خزيمة بن ثابت الأنصاري وعلى طريقة القياس المذكورة، فتلك الآية لا ينبغي أن تدون فقد شهد لها رجل واحد فقط ولكن هيهات أن يأتي القرآن الشك أبداً فمن ذا الذي شهد على تلك الآية إنه ذو الشهادتين الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه و سلم من شهد له خزيمة فحسبه أي أقر له الرسول بأن شهادته بشهادتين وهذا ليس عبثاً بل فقد حدث أن ابتاع سيدي رسول الله صلي الله عليه وسلم فرساً من أحد الأعراب وأسرع كي يقضيه الثمن ولكن تحدث آخرين مع الأعرابي لشراء الفرس، وتبادل الأعرابي النقاش، وقال للرسول صلى الله عليه وسلم إن كنت مبتاعا هذا الفرس وإلا بعته، فرد الرسول صلى الله عليه وسلم أوليس ابتعته منك ولكن رد الأعرابي ما بعتكه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم بلى قد ابتعته، فرد الأعرابي هلم بشهيد، فقال خزيمة أنا أشهد أنك بايعته وبعد أن انصرف الناسا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لخزيمة بم تشهد فرد خزيمة بتصديقك يا رسول الله، وعلى هذا أجاز الرسول الله صلى الله عليه وسلم لخزيمة أن تكون شهادته بشهادتين، وبذلك تأكد القياس بالنسبة لهذه الآية، فالقرآن الكريم أعزائي القراء لا ينتهي الحديث عنه أبداً فمن لحظة للأخرى يتجدد ويذهل كل من تبعه بالفحص والدرس، فهو كما أشرنا معجزة الزمان لكل العالمين، يحوي كلمات تنفع كل زمان ومكان، لا تتعارض أبداً مع علم أو عقل بل هو الحق بالآيات الكونية والأخرى النفسية كي يصدق العلم ويؤيده. مصطفى حامد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©