الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طهران ومرحلة «السلام الفاتر»!

26 ديسمبر 2013 00:02
سكوت بيترسون طهران لم يعد الهاجس المتبادل بين إيران والولايات المتحدة واضحاً بدرجة كبيرة في مقر السفارة الأميركية السابق في طهران، حيث يحيي المرشد السياحي زائراً أميركياً بينما يروي قصص «وكر الجواسيس» من وجهة النظر الرسمية الإيرانية. ويقول المرشد السياحي محمد رضا شوغي ـ بنبرة خافتة ـ «المنزل منزلكم، يمكنكم المجيء في أي وقت»، أثناء دخولنا إلى مقر السفارة، الذي تحول إلى متحف، لمشاهدة مجموعة من أجهزة المراقبة الجاسوسية وماكينات قديمة لفرم الأوراق، ولسماع حكايات مناهضة للولايات المتحدة تراكمت في إيران منذ احتجاز 52 دبلوماسياً أميركياً كرهائن في عام 1979 لمدة 444 يوماً. وعلى رغم ذلك، يتناقض هذا المتحف، ورسالته بشأن الصراع الدائم مع عدو يمثل شراً مستطيراً، مع قصة أخرى تتكشف مفادها انحسار حذر لهذا الصراع الأميركي الإيراني الدائر. وشهدت الأشهر الأخيرة حواراً مباشراً غير مسبوق بشأن البرنامج النووي الإيراني مع وعد من قبل «روحاني» بالسعي إلى «تقارب بناء» مع الغرب. ولكن دائماً ما واجهت المحاولات السابقة سدوداً منيعة، ولذا تقصران الولايات المتحدة وإيران الآن المحادثات على الملف النووي، وتتحركان بحذر. وبالنسبة لكثيرين، فإن هذا التواصل، بما في ذلك الاتصال التليفوني الأخير بين الرئيسين الأميركي والإيراني في سبتمبر الماضي، يشي بذوبان الحاجز الجليدي في العلاقات. ولكن إلى أي مدى يمكن أن يمضي التقارب الأميركي الإيراني في ضوء جيل من الضغائن المتبادلة واستحكام العداء الأميركي الذي لطالما شجعه النظام في ظهران؟ ويشير المحللون إلى أن أي تفاهم أميركي- إيراني، سيعتمد على التقدم في المحادثات النووية مع القوى العالمية للحيلولة دون تمكن إيران من إنتاج قنبلة نووية في أي وقت. ويجمد اتفاق الأشهر الستة المبدئي الذي تم توقيعه في جنيف في نوفمبر الماضي برنامج إيران في مقابل تخفيف طفيف للعقوبات، في خطوة أولى نحو اتفاق نهائي شامل. وبالطبع سيساعد التوصل إلى اتفاق نهائي على تخفيف انعدام الثقة المزمن، ويمكن أن يفضي إلى فصل جديد من العلاقات الأميركية الإيرانية قوامه «سلام فاتر». وأوضح المحلل المحافظ أمير محبيان، الذي يرتبط بعلاقات جيدة مع النظام في طهران، أنها فرصة لكل من أوباما وروحاني، وربما تكون «الأخيرة». وتابع «إن التكامل مع إيران يمكن أن يساعد في حل جميع المشكلات الإستراتيجية في العالم». وفي غضون ذلك، لا تزال هناك عقبات كثيرة، منها التشريع الذي أصدره مجلس الشيوخ الأميركي يوم الخميس الماضي الذي من شأنه انتهاك اتفاقية جنيف بفرض مزيد من العقوبات على إيران. وخلُص تقييم للاستخبارات الأميركية في العاشر من الشهر الجاري إلى أن فرض مزيد من العقوبات في الوقت الراهن سيقوض احتمالات التوصل إلى اتفاق نهائي، لا سيما أن طهران صرحت بأن أية عقوبات جديدة ستدمر الاتفاق، وهو ما دفع البيت الأبيض إلى تأكيده على أنه سيمنع هذا التشريع. وأشار «محبيان» إلى أنه من الملاحظ أن الخطوات الأميركية الإيرانية المترددة نالت موافقة أعلى المستويات في إيران، وخصوصاً الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي. وأضاف «أن هذه هي الفرصة الأخيرة للتحول من الجيل الأول إلى الرعيل الثاني من الزعماء في طهران، ويرغب الزعيم الإيراني في حل قضية الولايات المتحدة في ظل قيادته». ونوه محبيان بأن خامنئي - الذي بلغ منتصف العقد الثامن من عمره- يرى أن إيران تتفاوض من أفضل مركز قوة بسبب التقدم النووي الذي أحرزته على رغم العقوبات، إلى جانب إيمانه بالجاذبية الكبيرة لرسالة الثورة في إيران. وقال «إن أهداف النظام الإسلامي في إيران قد تغيرت، مع الاعتقاد بأن القوة لا تكمن فقط في القدرات العسكرية». ولا يعني استعداد خامنئي لحل هذه القضية على الأرجح إمكانية إقامة علاقات تحالف مفاجئ أو صداقة مع الولايات المتحدة- على الأقل في ظل حكمه- ولكن إيجاد مستوى متبادل من التسوية المتفق عليها. وكثيراً ما يتحدث خامنئي عن انعدام الثقة المتجذر في إيران تجاه الحكومة الأميركية، معدداً قائمة الشكاوى القديمة التي تشير بالنسبة له إلى أنه لم يمر يوم واحد منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 من دون محاولات أميركية لتقويضها. ومن جانبه، يرى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة، في كتاباته، أن العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران مهمة، لكن لا يمكن أن تصبح «ودية أبداً». وبعد توقيع اتفاقية جنيف المبدئية، قلل وزير الخارجية الأميركي ونظيره الإيراني من احتمال أن يكون الاتفاق واتصالهما المباشر غير المسبوق خطوة أولى على طريق علاقات متحسنة. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©