الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

رجاء لا تيأسوا

25 ديسمبر 2013 23:09
كنت مصراً على ألايجرفني تيار الشك وألا تعصف بي رياح اليأس وكرة القدم المغربية تنزل عميقا إلى سفوح الرداءة لتصدر للجماهير العربية الخيبات والنتائج السلبية، وهي التي تستحق بإجماع كل العرب صفة الريادية والسبق والقدرة على منافسة الآخرين. لم أكن برغم ما يعتريني من حزن وما يصيبني من إحباط على هذا الذي يقع ضدا عن الطبيعة، أرغب في تصدير خطاب اليأس لأنني وسط قشات التشاؤم كنت أحتفظ بنظارة التفاؤل الذي يعطي معنى جميلا للحياة، يقينا مني أن في المغرب تحديدا هناك قدرات إبداعية لا بد وأن تعبر عن نفسها حتى لو مورست عليها أبشع أنواع الهدر ممن توكل لهم مهمة إدارة كرة القدم. جاء الإنجاز التاريخي لنادي الرجاء البيضاوي وهو يبلغ نهائي كأس العالم للأندية وينال، لقب وصيف البطل ليذكرنا بما قالته العرب قديما من أن شقائق النعمان تولد من العتمة، وليضعنا أمام حقيقة تهنا عنها بفعل إدماننا للقلق إلى الحد الذي يصيب بالسوداوية، حقيقة أن أنديتنا ومنتخباتنا ولاعبينا إن هم آمنوا بقدراتهم وإن هم وثقوا بملكاتهم وإن هم تحفزوا، حرروا إبداعاتهم من قيودها وعبروا إلى العالمية ليتركوا بها بصمة، لذلك اعتبرت الملحمة التي كتبها نادي الرجاء على ضفاف كأس العالم للأندية ليعطى بكامل الجدارة صفة التفرد عربيا، دليلا على أنه متى تأسس المشروع الرياضي على رؤية مصاغة بطريقة محكمة ومنزلة باحترام كامل للأبعاد الفنية والإدارية والتسويقية كان النجاح حليفه. كان نادي الرجاء الذي قدم نفسه سفيرا للكرتين المغربية والعربية إلى جانب شقيقه الأهلي المصري محترما بالكامل لمرجعيته التاريخية، يقدم في حقيقة الأمر نموذجا لمشروع رياضي احترم كل السمات التي يجب أن تتوافر لتحقيق النجاح الكامل، وأكثر سمة لم تكن فيها أدنى مساومة هي السمة الفنية التي تتعلق بالهوية التكتيكية التي تستمد قوتها من تشكل الترسانة البشرية على أساس من التطابق والتكامل، وحتى بعد أن فكرت إدارة نادي الرجاء بالتضحية بالمدرب فاخر قبل أيام من انطلاق كأس العالم للأندية وهو من كان رقما صعبا في معادلة البناء، وهو ما قلنا عنه مقامرة، فإنها نجحت في أن يكون البديل الذي هو الإطار التونسي فوزي البنزرتي بنفس قامة وكاريزمية فاخر، ما حرر اللاعبين من قيود الضغط وطرد عنهم حالات التشنج وأطلق العنان لملكاتهم الإبداعية، فزالت عن منظومة اللعب كل أنواع الاحتباس التكتيكي ليقدم الرجاء مونديالا يمكن وصفه بالأسطوري. نجاح الرجاء يجب أن يكون ملهماً ومحفزاً على تفجير الطاقات الإبداعية المخزونة، فرجاء لا تيأسوا. drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©