الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوامر ترامب.. هل تقلص العنف؟

26 فبراير 2017 00:20
أعلن الرئيس دونالد ترامب الشهر الجاري، في أوامر تنفيذية، أن الحكومة الاتحادية ستحاول «تقليص الجريمة في أميركا»، وأن البيت الأبيض يعارض العنف ضد ضباط الشرطة، لكن نظامنا الجنائي يعمل على مستوى الولايات غالباً، ولذا فنفوذ الفرع التنفيذي من الحكومة الاتحادية محدود على الشرطة المحلية. وتقليص الجريمة لا يتحقق عبر استغلال مشاعر الخوف أو الأوامر الاتحادية. ورغم أن لا أهمية تقريباً لهذه الأوامر، لكن صدورها بحد ذاته يكشف عن تحول في التركيز في ظل إدارة ترامب. وتقليص الجريمة أمنية تداعب الخيال. والاهتمام الاتحادي بتقليص الجريمة كان غائباً بشكل مثير للفضول في الإدارة السابقة، لكن علم ترامب بعمل الشرطة محدود، وخطابه عن المخاطر في المدن التي اعتمد فيها على بيانات خاطئة عن معدلات القتل، يوضح أن الشيطان يكمن دوماً في التفاصيل. ويعلن ترامب أنه رئيس «القانون والنظام». ورغم أنه لا يعترض على القانون والنظام إلا عدد قليل من الناس، فإن العبارة نفسها ذات تاريخ عنصري يميني بشكل خاص. وجاء في أحد الأوامر التنفيذية أن القانون والنظام يستلزمان تركيزاً على «الهجرة غير الشرعية وتجارة المخدرات وجرائم العنف». وهذا يسيء فهم طبيعة الجريمة في الولايات المتحدة. وتركيز ترامب على المهاجرين -المكسيكيين والمسلمين منهم بخاصة- مضلل على نحو خاص، لأن تأثير هذه الجماعات محدود على الجريمة والعنف في أميركا. فمعدل الجريمة وسط المهاجرين بصرف النظر عن دينهم أو وضعهم القانوني أقل من معدله وسط الأميركيين المولودين في البلاد. وترامب محق حين أشار إلى زيادة العنف في أميركا في الآونة الأخيرة. صحيح أن الجريمة ما زالت أقل بكثير عما كانت عليه قبل 10 أو 20 أو حتى 50 سنة. لكن العامين الماضيين شهدا زيادة غير مسبوقة في معدلات القتل تقترب من 25%. والزيادة الإجمالية على مستوى البلاد كبيرة ومزعجة وتؤثر بشكل غير متناسب على غير البيض. والأميركيون الأفارقة يشكلون حالياً غالبية ضحايا القتل في أميركا. وفي عام 2016 زاد عدد ضباط الشرطة الذين قتلوا أثناء أداء الخدمة بنسبة الثلث، مما يخالف توجهاً نزولياً استمر حتى بدايات سبعينيات القرن الماضي. وغالبية ضباط الشرطة (86%)، وفقاً لمسح أجراه معهد بيو البحثي مؤخراً، يقولون إن حوادث العنف الكبيرة جعلت أداء عملهم أكثر صعوبة. ويقول 93% منهم إن الضباط أصبحوا أكثر قلقاً على سلامتهم. وهناك ثلاثة من كل أربعة ضباط يقولون إن زملاءهم أصبحوا أكثر تردداً في إيقاف الأشخاص المريبين. وهذا لا يعني أن الاحتجاجات والتركيز على التصرفات الشرطية السيئة لم تلق الضوء على مشكلات حقيقية. فما زال هناك عدد كبير من المدن ينظر إلى قوات الشرطة ونظام المحاكم باعتبارها في المقام الأول «رافداً للحصول على عائدات» لتمويل الحكومة الاتحادية. وربما ينتهي الحال بالأوامر التنفيذية التي أصدرها ترامب لتصبح مجرد كلمات طيبة في حق ضباط الشرطة. وضباط الشرطة مثل أي أفراد مهنة أخرى، يحبون كلمات التقدير من رأس السلطة في البلاد، لكن الكلمات ليست كافية، وترامب سيُحكم عليه في النهاية بالأفعال وليس بالكلمات. غير أن فرض قيود على الحدود، وشن مداهمات ضد المهاجرين.. يضر أكثر مما ينفع ولا يقلص العنف بحسب وصف ترامب. ة. *ضابط سابق وأستاذ مساعد بجامعة سيتي في نيويورك ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©