إثيوبيا سوق واعدة لتجارة الزهور

عندما كان الاقتصاد العالمي يشهد مرحلة نموّه وازدهاره السريعة خلال السنوات القليلة الماضية، ازداد الإقبال على السلع الترفيهية بشكل كبير· وانعكس ذلك بقوة على تجارة الزهور التي كانت تستأثر بسوقها العالمية دول قليلة من أشهرها هولندا· وقد بدأت العديد من الدول النامية تدرك ما تنطوي عليه زراعة الزهور من عوائد كامنة ومنها: إثيوبيا، وكينيا، وزيمبابوي· وبالنسبة لإثيوبيا التي تحتل شريطاً متعرجاً عريضاً من القرن الأفريقي، وهي التي اعتادت على تبنّي سياسة المتاجرة بسلعة أساسية منفردة هي القهوة، وتفتخر بأنها مهد لزراعة أفضل أنواعها، استفاقت مؤخراً تزايد الطلب العالمي على الزهور وبدأ الفلاحون باستغلال هذه الفرصة السانحة· وكان عام 2007 نقطة البداية لهذا الاستثمار الزراعي الجديد، حيث صدر المزارعون الإثيوبيون كميةً متواضعةً من الزهور بلغت قيمتها الإجمالية 20 مليون دولار مقابل 334 مليون دولار تمثل مجمل صادراتها من القهوة· إلا أن سرعة نمو الزراعة الجديدة توحي بأن إثيوبيا سوف تتحول بعد بضع سنوات إلى مصدر عالمي مهم لهذا المحصول· ويتسابق الآن العديد من فقراء المزارعين الإثيوبيين إلى البنوك الزراعية للحصول على قروض ميسرة للانطلاق في زراعتهم الواعدة، إلا أن المراقبين يشككون في جدوى هذا التوجّه بعد الارتفاع الكبير المسجل في أسعار المحاصيل الزراعية الأساسية مثل القمح والذرة الصفراء والشعير والذي يجعل الاهتمام بزراعتها قضية وطنية لضمان تأمين الكميات الكافية منها للاستهلاك اليومي· وتضم تجارة الزهور عدة وسطاء هم على ترتيبهم بمقياس البعد عن السوق، المزارع المنتج، وشركات التوضيب وتجار الجملة، وتجار التجزئة، والمستهلكون· وعادة ما يكون هؤلاء الوسطاء من جنسيات مختلفة ويمثلون شركات كبرى تحتكر كل منها جزءاً من هذه التجارة· ويأتي معظم الإنتاج العالمي من الزهور من أوروبا وأفريقيا وآسيا وأميركا الجنوبية، إلا أن أكبر منتج لها في العالم هي هولندا· وما زالت تحتفظ بالمركز الأول في إنتاجها منذ عام ·1950 وتعدّ ألمانيا أكبر دولة مستوردة للزهور في العالم، وتأتي معظم وارداتها من هولندا، فيما تستورد الولايات المتحدة معظم زهورها من كولومبيا· وتلمع في أسواق تجارة الزهور العالمية أسماء شركات عملاقة من أشهرها مجموعة (داتش فلاور جروب) الهولندية التي بلغت جملة عوائدها 500 مليون يورو عام ·2007 وتأتي في المرتبة الثانية مجموعة (زوريل جروب) بعوائد بلغت 150 مليون يورو خلال العام ذاته· وفي الولايات المتحدة، تحتكر شركة (دول) الأميركية، التي تشتهر بتجارة الموز، زراعة الزهور في كولومبيا والإكوادور وبيعها في الولايات المتحدة· وفي عام ،2007 أنتج المزارعون الهولنديون أكثر من 8 مليارات زهرة بلغت قيمتها الإجمالية 3,2 مليار دولار· وهذا يعبر عن حجم هذه الزراعة في بلاد الجبن وطواحين الهواء· وتنظم في العالم سنوياً عشرات المعارض العالمية للزهور التي تشهد عقد اتفاقيات وصفقات كبيرة بين المنتجين والتجار وتشهد إقبالاً كبيراً من الزوار· نقلاً عن موقع (أون لاين فلاور انسكلوبيديا)