الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

نائب أميركي بارز: الأسلحة الكيماوية السورية جاهزة للاستخدام

14 ديسمبر 2012
عواصم (وكالات) - قال مايك روجرز رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي الليلة قبل الماضية، إن الأسلحة الكيماوية في سوريا في وضع يمكن فيه استخدامها «بمجرد إشعار فوري» وإنه يجب على المجتمع الدولي ألا يقبل أي تأكيدات من المسؤولين السوريين بأنه لن يتم استخدام هذه الأسلحة. في حين حذر مسؤول أميركي كبير من أن قوات الرئيس بشار الأسد أطلقت صواريخ سكود على مقاتلي المعارضة الذين يحاولون الإطاحة بنظامه في خطوة ينظر إليها على أنها تصعيد في مساعي الأسد للاحتفاظ بالسلطة. من جهته، أكد الملازم أول المنشق عرابة إدريس الذي خدم في كتيبة صواريخ أرض- أرض بمحافظة ريف دمشق أمس، أن قوات النظام أطلقت صواريخ طراز سكود قبل 3 أيام في اتجاه مناطق يسيطر عليها المعارضون، قائلاً إن ضباطاً وعناصر في الكتيبة 578 التابع للواء 155 لا يزال على اتصال معهم رغم انشقاقه قبل 10 أشهر تقريباً، أبلغوه بإطلاق 5 صواريخ سكود للمرة الأولى الاثنين الماضي من موقعهم في الناصرية على طريق حمص دمشق. وبالتوازي، صرح أمين عام حلف شمال الأطلسي «ناتو» أمس، أن المعلومات الاستخباراتية لدى الحلف تشير إلى أنه يتم استخدام صواريخ سكود ضد الثوار السوريين، موضحاً «رصدنا إطلاق عدد من صواريخ قصيرة المدى غير موجهة داخل سوريا مطلع الأسبوع الحالي». من ناحيتها، نفت وزارة الخارجية السورية أمس، استخدام الجيش صواريخ سكود، بحسب ما أورد التلفزيون الرسمي الذي نقل في شريط إخباري على شاشة التلفزيون السوري «مصدر مسؤول في الخارجية ينفي جملة وتفصيلًا ما تروج له الأوساط المغرضة والمتآمرة على سوريا حول قيام الجيش النظامي باستخدام صواريخ سكود في التصدي للمجموعات الإرهابية المسلحة». وكان مسؤولون أميركيون وغربيون آخرون وجهوا في الآونة الأخيرة تحذيرات شديدة إلى الرئيس الأسد من مغبة استخدام الأسلحة الكيماوية. ووصفت دمشق هذه التحذيرات بأنها «ذريعة للتدخل» في الحرب الأهلية. وقال روجرز وهو نائب جمهوري لرويترز في مقابلة إن أنشطة الحكومة السورية المتصلة بالأسلحة الكيماوية شهدت تحولًا في وضع هذه الأسلحة وأنها مبعث قلق بالغ. وأضاف روجرز «أعتقد أنهم وضعوا عناصر برنامجهم للأسلحة الكيماوية في حالة يمكن فيها استخدامها بمجرد إشعار فوري وهو ما يختلف كثيراً عما كان عليه الوضع من قبل». وأضاف أنه يجب على المجتمع الدولي ألا يقبل تأكيدات المسؤولين السوريين أنهم لن يستخدموا الأسلحة الكيماوية. وقال «هذا نظام يزداد يأساً كل يوم. ومن المؤكد أنهم وضعوا عناصر برنامجهم للأسلحة الكيماوية في وضع مهيأ للاستخدام وهذا أمر يبعث على قلقنا جميعا» بحسب قوله. جاءت تصريحات روجرز وسط أنباء بأن قوات الأسد أطلقت صواريخ ذاتية الدفع طراز سكود من العهد السوفيتي على مقاتلي المعارضة في تصعيد خطير للصراع الذي مضى عليه نحو عامين. وقال روجرز إنه يجب الحصول على مزيد من المعلومات قبل أن يمكنه أن يقول على وجه اليقين إنه تم استخدام صواريخ سكود. وأضاف قوله إن الأنباء عن استخدام سكود وتغيير وضع الأسلحة الكيماوية تنبئ بأن حكومة الأسد وصلت إلى حالة من اليأس. واستدرك بقوله «لن يكون غريباً على نظام يمتلك بعض أنظمة السلاح المتطورة في هذه الأيام (فيما أرى) والأشهر أو الأيام والأسابيع الأخيرة لنظام يائس أن يستخدم ما لديه من أسلحة». وقد عاد روجرز قبل وقت قريب من زيارة للبحرين والسعودية حيث ناقش مسألة سوريا وقضايا أمنية أخرى مع المسؤولين. وقال روجرز «الولايات المتحدة لديها قدرات فريدة للتعامل مع هذه الأسلحة»، في إشارة إلى الأسلحة الكيماوية السورية. بالتوازي، أعلن مسؤولون أميركيون أنهم لا يعلمون بأي حالات سابقة استخدمت فيها قوات الأسد صواريخ سكود خلال الانتفاضة المستمرة منذ 21 شهراً. ورفض المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أمس الأول تأكيد هذه الأنباء قائلًا إنه علم بها لكنه لا يمكنه الخوض في الحديث في مسائل الاستخبارات. وأضاف «إن صحت فسيكون هذا أحدث عمل يائس من نظام أبدى استخفافاً تاماً بحياة الأبرياء. إن فكرة أن يطلق النظام السوري صواريخ داخل حدوده على شعبه أمر صادم وعمل يائس وتصعيد عسكري غير متناسب على الإطلاق». من جهته، أكد مسؤول أميركي رفيع اشترط عدم نشر اسمه، استخدام صواريخ سكود. وأمس، قال أمين عام الأطلسي «رصدنا إطلاق عدد من صواريخ قصيرة المدى غير موجهة داخل سوريا مطلع الأسبوع الحالي». وأضاف «بعض المعلومات تشير إلى أنها صواريخ من طراز سكود». وتابع «الصواريخ أطلقت من داخل سوريا وسقطت داخل البلاد. بمعنى آخر فإنه لم تصب أي صواريخ الأراضي المجاورة». وكان مسؤول في الحلف ببروكسل اشترط عدم نشر اسمه، قال أمس الأول، إن عدداً من الصواريخ الذاتية الدفع قصيرة المدى من نوع سكود أطلق داخل سوريا في الأيام الأخيرة. وأضاف المسؤول «رصدت أجهزة المخابرات والمراقبة والاستطلاع في الحلف إطلاق عدد من الصواريخ قصيرة المدى غير الموجهة داخل سوريا هذا الأسبوع...وتشير مسارات المقذوفات والمسافات التي قطعتها إلى أنها صواريخ من نوع سكود». وذكر توماس هولاهان المحلل العسكري في مركز الأمن والعلوم إن الأسلحة هي على الأرجح صواريخ «هواسونج 6» المصنوعة في كوريا الشمالية وهي نسخة محسنة من الصواريخ سكود السوفيتية الأصل. وأضاف هولاهان في إشارة إلى كوريا الشمالية «فيما يتعلق بالصواريخ الميدانية قصيرة المدى، فإنها تنتج صاروخاً جيداً بدرجة مقبولة وبسبب حاجة كوريا الشمالية الدائمة للعملة الصعبة، فيمكنها أن تبيعها مقابل سعر رخيص إلى حد ما. لذلك فقد نقلوا الكثير من الصواريخ وانتهى الحال بحصول سوريا على عدد كبير منها». ومضى يقول إن الصاروخ هواسونج 6 أكثر دقة من سكود الأصلي ويمكنه أن يحمل رأساً حربياً زنة نحو 820 كيلوجراماً ومداه نحو 700 كيلومتر. ونفت دمشق أمس استخدام هذه الصواريخ. وجاء في خبر بثه التلفزيون الرسمي على شريط إخباري نقلاً عن مسؤول بوزارة الخارجية قوله «من المعروف أن صواريخ سكود استراتيجية وبعيدة المدى ولا تستخدم في مواجهة عصابات إرهابية مسلحة». غير أن الملازم أول المنشق عرابة إدريس الذي خدم في كتيبة صواريخ أرض-أرض قبل انشقاقه أكد أن ضباطاً وعناصر في الكتيبة 578 التابع للواء 155 لا يزال على اتصال معهم رغم انشقاقه قبل 10 أشهر تقريباً، أبلغوه بإطلاق 5 صواريخ طراز سكود للمرة الأولى الاثنين الماضي من موقعهم في الناصرية على طريق حمص دمشق. وذكر عنصر رفض الكشف عن اسمه وقد انشق من هذه الكتيبة غداة إطلاق الصواريخ الخبر. وأوضح الضابط، وهو خبير في صواريخ أرض- أرض، أن الصواريخ التي أطلقت من صنع روسي أو روسية معدلة، ويطلق عليها اسم «جولان-1» ويصل مداها إلى حوالى 300 كلم، مشيراً إلى أن الاتجاه الذي أطلقت فيه يشير إلى أنها سقطت إما في منطقة حلب وإما في إدلب. وكانت لجان التنسيق المحلية ذكرت في بيان لها الاثنين الماضي، أن «قوات النظام أطلقت من منطقة الناصرية صاروخي سكود بعيدي المدى، ولم يتم تحديد وجهة الصواريخ».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©