متى يلجأ الإنسان إلى الكذب ولماذا؟ وهل أصبح الكذب من ضروريات الحياة؟ الكذب عادة سيئة تفتك بصاحبها، وتقوده إلى طريق لا يتمنى أن يسلكه، قد يلجأ بعض الناس إلى الكذب·· ربما لنوع من التملق وزخرفة الحديث، أو للتضخيم والتهويل، أو خوفاً أو هرباً من الواقع أو لخلق نوع من المشاكل بين الأشخاص ممزوجة بالطمع والحقد، لا شك أن هناك الكثير من دوافع الكذب ولكنها تظل محصورة في دائرة النوايا الرديئة للمرء الكاذب، وأقصد بالتحديد الكذب المدمر الذي ربما لن يجني المرء من ورائه سوى تأنيب الضمير وسلوك درب الفجور كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الكذب يهدي للفجور وان الفجور يهدي إلى النار··)·
فللكذب عواقب كثيرة منها أنه يضعف ثقة الناس ببعضهم البعض، ويشيع فيهم أحاسيس التوجس والتناكر، وهو باعث على تضييع الوقت والجهد الثمينين، لتمييز الصدق من الكذب، وله فوق ذلك آثار روحية سيئة، ومغبة خطيرة، فالكاذب ارتكب جريمة كبيرة في حق نفسه وغيره من الناس، فما الذي يدعونا إلى تدمير حياتنا وتلطيخها بالكذب؟ ثق بأن الصدق روح جميلة تظل تخفق رغم الصعاب، متفادية كل السبل نحو الكذب، ثقتها بالله فوق كل شيء، فما أجملها من روح اتخذت من التوكل على الله طريقاً لها في كل شيء، ولن تستسلم أو تخضع لآفة الكذب، فلنعلم أبناءنا أهمية الصدق، ولنغرس فيهم الثقة وعدم الخوف من الواقع، وحب الناس والسعي إلى توحيدهم لا تفريقهم·
فاطمة محمد المقبالي
جامعة الإمارات
عدد اليوم
