الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رحم الله امرأً أهدى إليّ عيوبي

26 يونيو 2007 02:42
لكل إنسان أخطاء وعيوب، طبعاً لا أقصد العيوب الخلقية بل أقصد العيوب في التصرفات والطباع التي قد تحتاج لنصيحة شخص مقرب منا كي نقوّمها، ولكن كم منا يقدم النصيحة وكم منا يتقبلها؟ على سبيل المثال: لو كان لك صديق به من الصفات الجميلة الشيء الكثير ولكنه نمام أو كذاب أو كثير الكلام هل ستواجهه؟ وإذا كانت هذه الصفات فيك ''مثلاً'' هل سترضى إذا واجهك بها صديقك وهل ستعتبرها هدية؟ أم ستعتبرها إهانة وتدخلا فيما لا يعنيه أو وقاحة؟· إن كنت تعتبر المصارحة بالعيوب ''هدية'' كما قال عنها سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فما هو الأسلوب الذي تحب ان يهديك صديقك به عيوبك؟ بالطبع ليس هناك شخص يتقبل أن تذكر عيوبه أمام الناس، ويفضل ان تكون تلك النصيحة بينه وبين الشخص الناقد أو الناصح، وهو ما أعتبره أفضل وسيلة لتوصيل رسالة أو تنبيه بتصرف معين لا يعجبك بأخيك أو صديقك، وترى انه يفقده بعضاً من شخصيته المميزة، فللنصيحة أسلوب وذوق يجب علينا ان نتعلمه وان نختار الوقت والمكان المناسب لها، فمثلاً إذا رأيت صديقاً قام بشيء لا يجب ان يقوم به أو قال كلمة في غير محلها أمام بعض الأصدقاء فيجب عليك في هذا الحال أن لا توجه له الانتقاد على تصرفه، بل تنتظر المكان والوقت المناسبين بينك وبينه لتوضح له وجهة نظرك، وتقدم له النصيحة، لأنك لو قمت بانتقاده أو نصيحته أمام الملأ، يمكن ان تكون له ردة فعل لا تتوقعها، تنتج عنها العداوة والكراهية، فكم من أصدقاء تركوا بعضهم البعض بسبب مثل تلك المواقف، فالنصيحة على الملأ فضيحة· كما يجب على الصديق الناصح أن يراعي مشاعر الآخر بحيث لا تكون تلك النصيحة تجريحا في شخصيته، وأن تكون بأسلوب محبب حتى يتقبلها بصدر رحب، وبذلك تكون النصيحة بين الناصح والمنصوح في أروع نتائجها· ليس من العيب ان ينصح صديق صديقه·· فالصديق يحب أن يرى صديقه في أحسن صورة، وكم جميلا أن يعرف الانسان أين تكمن نقاط عيوبه حتى يعمل على التخلص منها تدريجياً، ويتجنب المكابرة التي لا تزيده الا تمادياً في الخطأ وبعدا عن الصواب، ومع ذلك هناك مع الأسف أناس لا يتقبلون النصيحة حتى وإن كانت بين طرفين· علينا تعلم الكثير من سيدنا عمر رضي الله عنه وان نتقبل النقد البناء من أي شخص إذا كان في هذا النقد أو بتلك النصيحة تقويم لسلوكنا، فكما نعلم ان النقد يبني العقول ويقوّم النفوس ويقيم الروابط·· ولكن بين العقلاء ممن هدفهم البناء دائماً، بعيداً عن أناس لا يريدون من النصيحة والنقد إلا التجريح والتشهير· وأختم بقول جميل للإمام الشافعي، رحمه الله، حيث يقول: تعمدني بنصـــــح بانفــــــراد وجنبني النصيحة في الجماعة فإن النصح بين القوم نوع من التوبيخ لا أرضى استماعــه جاسم عبد الله الحمادي المنطقة الغربية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©