بذخ وإسراف

كنت أسمع كثيرا عن التجهيزات التي تقوم بها النساء قبل الولادة من حيث تفصيل أطقم خاصة لسرير الأم والطفل إلى جانب الحقيبة والمستلزمات الأخرى للزائر الجديد (الصغير) وراودني الفضول حول هذا الأمر وأحببت تجربته خاصة بعد قيام معظم نساء العائلة بهذا التقليد·· لكنني فوجئت بأن هناك من جهز الأطقم كاملة (سرير الفراش للأم والطفل-ستائر للمستشفى- حقيبة لأغراض الطفل عند خروجه من المستشفى- ''القماط'' أو ما تحمل به الأم ابنها وغيرها من الأمور بثلاثة آلاف درهم)·· بصراحة وجدت هذا المبلغ كبيرا لإنفاقه على بعض الأمور التي قد لا أحتاجها إلا مرة واحدة·· ولكن الفضول لم يفارقني فأحببت أن أقوم بجولة على المحال لمعرفة الأسعار، وقلت في نفسي لاداعي لكل هذه الأمور، إذ يكفي التركيز على سريري وسرير طفلي فقط خاصة وأن هناك زيارات اجتماعية كثيرة وشخصيات مهمة سأستقبلها، ووضعت في ذهني أن القيمة ستقل كثيرا لأنني لن أقوم بشراء كل شيء·· لكنني فوجئت عندما علمت أن الغلاء طال هذه التجارة كثيرا لدرجة لم أكن أتوقعها· فقد صُدمت عندما قالت لي البائعة إن قيمة طقم السرير فقط بـ 7800 (سبعة آلاف وثمانمائة درهم) وكنت بالبداية أظنها 700 فقط، لكنها كررت على مسامعي ذلك الرقم الصاعق، فلم أشعر بنفسي إلا ورجلي خارج المحل·· ولا أعلم كيف تقوم النساء بمثل هذا الأمر، وكيف تصرف الأموال هكذا على أشياء تافهة ولا قيمة لها ثم تأتي بعد ذلك المعاناة من الغلاء؟ بصراحة·· هم من صنعوا الغلاء بأنفسهم لأنهم لا يمانعون على أي سعر يعرضه عليهم البائع·· بل يوافقون مباشرة ظنا منهم أن بالأمر وجاهة وبالأصل فيه استخفاف بعقولهم·· عندها حزمت أمري وعقدت العزم بعدم فعل أي شيء من التحضيرات التي تحرق راتبي ويكفي أن أقوم بالسلامة· فوزية ناصر