الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حقوق الفلسطينيات

25 ديسمبر 2011 21:08
تثير صفحة جديدة على موقع الفيسبوك، تضم نحو ألفي عضو، انتباه الجمهور والإعلام الفلسطينيين. فقد أصبح موقع "صبايا حائرات" ساحة هامة في الجدل الدائر حول حقوق المرأة في فلسطين. وتدير الصفحة شابات فلسطينيات ناشطات يناضلن ضد ظلم المرأة، ويخلقن حواراً مع أصحاب وجهات النظر المختلفة. وتتراوح المواضيع بين الزواج المبكر والعنف ضد المرأة وحقوق الميراث و"جرائم الشرف". ويقول مؤسسو الصفحة إن اهتمامهم الأولي يتعلق بالظلم المستمر ضد المرأة الفلسطينية، وهم يصرّون على أن الإجحاف الذي يُمارَس ضدها يتناقض مع الهدف الفلسطيني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق الاستقلال. وفي الحوار الساخن الذي برز عقب جريمة قتل "آية برادعية"، وهي شابة من جنوب الضفة الغربية، قالت تقارير إن عمها قتلها لأنه لم يوافق على شاب كانت على علاقة معه، تجمّعت شابات معاً لمناقشة هذه الجريمة البشعة على صفحة الفيسبوك. وارتفع مستوى الصخب نتيجة للتغطية الإعلامية المحلية والعالمية، ما أدى إلى تعديل قانون كان يسمح بعقوبة مخففة للرجال الذين يقتلون قريباتهم حفاظاً على شرف العائلة. ويعتبر تعديل هذا القانون ذا أهمية ملحوظة، بغض النظر عن تجاهله في قطاع غزة الذي تحكمه حركة "حماس" التي تحدّ بشدة من حرّية المرأة وحقوقها هناك. ورغم الأهمية التي يمثلها تغير التشريعات، فإن التقاليد الاجتماعية داخل المناطق الفلسطينية تقف أحياناً كثيرة كحجر عثرة أمام تحقيق تقدّم في هذا المجال. ومن هنا تأتي أهمية التثقيف والحوار اللذين يساهمان في تحدّي التقاليد والثقافة المحافِظة. ويعقد مديرو الموقع نقاشات وحوارات إلكترونية مفتوحة مع صحفيين ورجال دين وسياسيين كبار، مثل حنان عشراوي. كما رحّبوا بتعليقات لمذيع التلفزيون الفلسطيني محمد أبو عبيد، انتقد فيها المرأة لأنها لا تناضل بشكل كافٍ من أجل نيل حقوقها. ويوسع إشراك وجهات النظر المتعارضة في هذه النقاشات، أفق الحوار، ما يسمح للمشاركين بمعالجة القضايا التي تهم الطرفين. ويرى العديد من المعارضين إعطاء مزيد من الحريات للمرأة، أن بعض الحريات التي تتمتع بها المرأة في الدول الغربية تتعارض مع الشريعة الإسلامية، وأن ذلك قد يؤدي إلى الانحطاط الاجتماعي. وتدور بعض النقاشات حول التأثير الغربي على الثقافة العربية، والتهديد الذي تتعرض له التقاليد. كما يعرب هؤلاء عن قلقهم من أن تؤدّي القيم الغربية إلى تحديات للأسرة، بما فيها نسب مرتفعة من حالات الطلاق وظاهرة "الأمهات العازبات". ويحتلّ موضوع الشرف مساحة واسعة من الحوار، حيث ترد العديد من النساء بأن المجتمع يكيل بمكيالين عندما يتعلق الأمر بالمرأة. فبينما يتغاضى عن علاقات الرجل خارج إطار الزواج، يُنظر إلى المرأة التي تفعل ذلك باشمئزاز شديد. ورغم أن الحوار الذي ما زال في مراحله البدائية يفتقر للعمق والجدّية، فإنه يعكس الحاجة الماسّة للبدء بالحديث عن هذه القضايا الملحّة. ويتجه مديرو صفحة "صبايا حائرات" أحياناً إلى رجال الدين للحصول على النصح والدعم. لكنهم ليسوا وحدهم الذين يفعلون ذلك. ففي مجتمعٍ مثل المجتمع الفلسطيني، تعتمد الجمعيات النسائية على أئمة للتعامل مع العنف ضد المرأة وقضايا مثل حقوق الميراث من خلال خطبة صلاة الجمعة. ويشكّل هذا أمراً مثيراً للاهتمام، فرغم أن هذا التوجّه لا يؤدي بالضرورة إلى حشد القادة للانضمام إلى الكفاح من أجل تحرير المرأة، فإنه يثبت وجود موارد هامة داخل المجتمع الديني يمكن استغلالها للحد من معاناة المرأة. وبالمقارنة مع بعض الدول العربية الأخرى، تعتبر المرأة الفلسطينية في وضع أفضل. فوجود قياديات نسائية ونساء في مناصب عامة مؤثّرة في مجالات مثل التعليم والإدارة والسياسة، يؤكّد هذه الحقيقة. إلا أن المرأة الفلسطينية ما زالت تناضل من أجل نيل حقوق تعتبرها المرأة الغربية تحصيل حاصل. وبغض النظر عما يحمله المستقبل للنضال من أجل حقوق المرأة الفلسطينية، فمن الواضح أن العملية دينامية وتحوّلية، وتحمل في طيّاتها احتمـالات الانتقـال إلى عالم السياسـة، وغيره من المجالات المجتمعيـة، ما يساعد في السعي لبناء دولة حديثة وقوية وعادلة. نداء توما صحفية مستقلّة تقيم في رام الله ينشر بترتيب مع خدمة «كومون جراوند» الإخبارية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©