السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صفقات تلفزيونية عالمية بمئات ملايين الدولارات وسط سباق إعلامي شرس

صفقات تلفزيونية عالمية بمئات ملايين الدولارات وسط سباق إعلامي شرس
25 ديسمبر 2011 21:13
بينما تتسابق الشركات الإعلامية الكبرى على صفقات واتفاقات بمئات ملايين الدولارات، يحاول قطاع التلفزيون إثبات أنه لا يزال ملك الوسائل الإعلامية. وبينما تضفي مشاركة شبكة الجزيرة حماساً ملحوظاً بدخولها لاعباً منافساً في السوق الأوروبي يلاحظ تراجع حصة شبكات عريقة مثل "سكاي نيوز" لصاحبها الملياردير الشهير روبرت مردوخ. وبين الاثنين يبدو أن الشركات التلفزيونية قادرة على أن تتحول بين حين وآخر إلى محور أساسي للأخبار المتخصصة، خاطفة حصة لا بأس بها من اهتمامات الإعلام العالمي. في فرنسا استمرت ردود الفعل على استحواذ قناة الجزيرة القطرية على الحصة الأكبر من حقوق بث بطولات كرة القدم. في هذا الصدد، قالت صحيفة "لوفيجارو" إن الجزيرة باتت تحجز الآن موقعاً مهماً في كرة القدم الفرنسية، وأن هذا الموقع جاء على حساب تلفزيون شبكة "القناة +" الخاصة التي تعتبر من أعرق التلفزيونات الفرنسية والأوروبية. وتساءلت الصحيفة عن مستقبل القنوات التلفزيونية الفرنسية التي تعتمد النظام المدفوع في المدى المنظور، بعد أن فازت الجزيرة القطرية بحقوق بث أربع باقات، من أصل خمس، من دوري أبطال كرة القدم الفرنسية، أي ما يعادل 133 مباراة كانت حتى الأمس القريب من حصة "قناة +"، التي كانت تستفيد من هذه الحقوق أيضا لتغذية قنواتها التابعة المتخصصة "فوت +". فوائد وانتقادات بعدما كانت صحيفة "لوكيب"، المتخصصة بالشأن الرياضي، قد تحدثت عن أن قيمة عرض الجزيرة يبلغ 60 مليون يورو، تساءلت "لوفيجارو" إذا كان لدى "قناة +" الإمكانيات، التي تخولها المنافسة مع الجزيرة، وهو مبلغ يقدر بضعف ما كانت القناة الفرنسية تدفعه لمثل هذه الحقوق، لتجيب على ذلك بالقول إنه "بهذه الأسعار من المستحيل التنافس مع الطرف القطري، ما قد يؤشر إلى أن وجود الجزيرة في قلب المشهد الرياضي الفرنسي قد يطول لسنوات". وهو أمر قابله البعض هناك بانتقادات انطلاقاً من مشاعر وطنية أو انتصاراً لتعاطفه مع القناة الفرنسية التي تتمتع بإعجاب ملايين الفرنسيين والأوروبيين. لكن في المقابل فإن صفقة بيع الحقوق بهذا الثمن قد أدخلت السعادة لأوساط واسعة من الفرنسيين. فهناك أولا اتحاد الكرة الفرنسي، الذي لم يعلق على قيمة المبلغ، نفياً أو تأكيداً، ولكنه، وبحسب الصحيفة نفسها "يهنئ نفسه على حصوله على فرصة لتطوير شراكة مع الجزيرة في فرنسا". ويقول "نحن نقدر عالياً خبرتها في مجالات الإنتاج والالتزام تجاه نحو رابطة البطولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ونحن سعداء بأن نكون جزءاً من تطوير المجموعة في فرنسا. ومستوى الفائدة بالنسبة لحقوق دوري البطولات يؤكد حقيقة المنافسة". وهناك ثانياً الطرف الأهم وهو الأندية. فقد لاحظت "لوفيجارو" أنه إذا كانت حيازة الجزيرة بهذه العقود لعمليات البث خبراً سيئاً بالنسبة لـ"قناة +"؛ فإنها أدخلت البهجة إلى الأندية الفرنسية التي ستشارك في بطولات الدوري، لأن الزيادة الواضحة في حقوق سترتد مباشرة وإيجاباً على عائدات هذه الأندية. وكان إطلاق الجزيرة لقناة "الجزيرة الرياضية" لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الأول من نوفمبر الماضي، مع بث نشرات رياضية كل ساعة، إلى جانب 20 برنامجاً رياضياً إخباريا، وتغطية البطولات الرئيسية والأحداث الرياضية، أثار اهتمام صحيفة "ذي جارديان" البريطانية، التي أشارت إلى الجزيرة الرياضية ستبث كذلك وباهتمام مركّز المباريات والأحداث الرياضية التي تملك القناة حقوقها من اتحاد كرة القدم في كل من إسبانيا وإيطاليا وفرنسا. وذكرت أن القناة القطرية حصلت مؤخرا على العديد من حقوق البث من رابطة اتحاد الكرة الفرنسي للفترة الممتدة من العام 2012 إلى 2016 مقابل 129 مليون دولار سنويا لبث مباراتين حصريتين كل أسبوع، لافتة أيضا إلى فوز قطر "المثير للجدل" في ديسمبر 2010، واستضافة بطولة كأس العالم للعام 2022، بالإضافة إلى تقدمها لاستضافة بطولات الأولمبياد. أزمة "سكاي نيوز" في هذه الأثناء، سجل تراجع كبير لفروع شركة تلفزيون "سكاي نيوز"، التابعة لشركة "نيوز جورب" المملوكة لامبراطور الصحافة الغربية، روبرت مردوخ، في كل من إيطاليا وأستراليا. فقد انسحب تلفزيون "سكاي إيطاليا" من السباق على حيازة ترددات البث وفق الصيغة التي كانت أعلنتها الحكومة الإيطالية السابقة برئاسة المليارداير سيلفيو برلسكوني، والتي قوبلت بموجة انتقادات واسعة واتهامات بأنها كانت ستؤدي إلى توزيع الترددات لمصلحة شبكات التلفزيون المهيمنة، قبل أن تأتي الحكومة الجديدة، وتعيد النظر بالصيغة على أمل تحقيق ثورة طائلة من شركات التلفزيون. وكانت صيغة "برلسكوني تقضي بتوزيع الترددات وفق صيغة رضائية أسميت اتفاق "الإطار الجميل"، غير أن وزير الصناعة الجديد كورادو باسيرا، سارع إلى رفض هذه الخطة التي تعفي الترددات الرقمية من الرسوم في وقت تمر فيه البلاد بأوقات مالية صعبة. وكانت "سكاي إيطاليا" بررت انسحابها من المشاركة بأنها تتطلب مساراً طويلاً جداً، وأن نتائجها ستكون حتماً لمصلحة المشغلين الحاليين في إشارة إلى تلفزيون برلسكوني نفسه "ميديا سيت"، وإلى القناة الإيطالية العامة (آر أيه آي)، ومجموعة "تيليكوم إيطاليا ميديا" النافذة. ولم يعرف إذا كانت حظوظ سكاي أفضل في الصيغة التي يفترض أن تطرحها الحكومة الجديدة في وقت قريب والتي ستعتمد على قاعدة المزاد التنافسي، أملا في رفد الخزانة الإيطالية بمبلغ خمسة مليارات دولارات، وفق ما ما قالته صحيفة "دايلي ريبوبلكا". ولم يوضح باسيرا، الذي جاء إلى الحكومة من منصبه السابق كرئيس تنفيذي لبنك "انتيسا سانباولو"، نوع المزاد بل أشار فقط إلى أنه سيكون شيئا مختلفا، وإلى أنه بالإمكان طرح الترددات للاستخدام من أجل التكنولوجيات الجديدة وليس بالضرورة من أجل التلفزيون. أما في استراليا، فإن "سكاي نيوز" كانت خرجت مؤخرا خالية الوفاض من السباق نحو إدارة شبكة تلفزيون أستراليا (الحكومية) لعمليات بثها الموجهة نحو آسيا، والتي فازت بها "شركة البث الأسترالي" (ايه بي سي)، وذلك خلافاً لتكهنات وسائل الإعلام بأن سكاي ستحوز على هذا العقد الضخم الذي تبلغ قيمته 223 مليون دولار أسترالي (نحو 227 مليون دولار أميركي). وتبث الشبكة الحكومية في 44 بلدا في آسيا ومنطقة الباسفيك، وهي وفق وصف وزير الاتصالات الأسترالي ستيفن كونروي، الموازي لشبكة "بي بي سي" البريطانية و"دويتشيه ويلليه" الألمانية، وتعتبر منصة للعلاقات الدبلوماسية العامة التي تلعب دوراً رئيساً في بناء صورة أستراليا لدى جيرانها الآسيويين، علما أنها تبث الأخبار والمسلسلات والبرامج الرياضية، وكذلك برامج تحسين مهارات التحدث باللغة الإنجليزية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©