شعاع كابيتال تعتزم تنفيذ عمليات استحواذ وتوسعة نطاق عملها

عكست صفقة السندات القابلة للتحويل إلى أسهم والتي تتيح لمجموعة دبي المصرفية تملك حصة تصل إلى 32% من رأسمال شركة شعاع كابيتال، سعي الأخيرة إلى تكبير عضلاتها والاستعداد للمنافسة المتزايدة في مجال الخدمات المالية سواء من مؤسسات محلية وإقليمية مثل أي اف جي هيرميس وأبراج كابيتال أو من مؤسسات عالمية عملاقة بدأت تتلمس طريقها نحو أسواق المنطقة مثل جولدمان ساكس وجي بي مورجان· وتم تقييم سهم شعاع كابيتال على أساس 6 دراهم للسهم في إطار هذه الصفقة علما انه تم تداول السهم أمس في سوق دبي المالي بسعر يتراوح بين 5,16 درهم و5,54 درهم وأنهى جلسة الأمس منخفضا 6 فلوس بنسبة 1,13% إلى 5,25 درهم· وعلمت ''الاتحاد'' أن شعاع كابيتال بصدد تنفيذ مجموعة من عمليات الاستحواذ في أسواق إقليمية مختلفة بهدف تعزيز أنشطتها وتوسعة نطاق عملها قطاعيا وجغرافيا، حيث ينتظر أن تتملك الشركة خلال المرحلة المقبلة إحدى شركات الخدمات المالية المصرية، وسوف تسهم السيولة الكبيرة التي تتوفر لها من إصدار السندات الجديدة في توفير المؤونة اللازمة لإنجاز عمليات من هذا النوع حيث بمقدورها مثلا تملك مصرف صغير أو متوسط الحجم على حد قول محلل رفض الكشف عن اسمه· وأشار رئيس مجلس إدارة شعاع كابيتال ماجد سيف الغرير في اتصال هاتفي مع ''الاتحاد'' إلى أن المدى الزمني لتنفيذ الاتفاق مع مجموعة دبي المصرفية يصل إلى سنة، ومن المقرر أن يتم دفع فائدة تصل إلى 6% عن تلك السندات· ويرى محللون أن خيار السندات القابلة للتحويل ومع مجموعة مثل دبي المصرفية أفضل بمراحل ولا يقارن بالاقتراض من المصارف مثلا أو إصدار سندات أو صكوك وطرحها لأطراف متعددة، لان قيمة الشراكة الاستراتيجية المضافة أعلى بكثير خاصة في ظل المنافسة المحتدمة مع مؤسسات خدمات مالية إقليمية وعالمية حيث إن منافسين آخرين لشعاع أصبحوا في الآونة الأخيرة أكثر ملاءة وتوفرت لديهم سيولة عالية، وكان من المطلوب أن تكبر الشركة عضلاتها وتملأ خزانتها للمنافسة مع هؤلاء واغتنام فرص قد تظهر جراء التوجه المتزايد للدمج والاستحواذ وحالة الكونسوليديشن التي سيشهدها السوق في المرحلة المقبلة· وسيكون بمقدور ''شعاع'' الاستحواذ على شركات إقليمية أخرى لديها أولا رصيد من الموارد البشرية التي تمثل ركنا أساسيا في هذا القطاع، كما سيكون لديها أيضا حقيبة أعمال جيدة وأصول تحت إدارتها تسهم في تكبير الكعكة أمام شعاع· وتدرك شركات الخدمات المالية الإقليمية المختلفة سواء كانت شعاع أو اي اف جي أم غيرها أن الشركات العالمية بدأت تتحرك نحو ملعب المنطقة وأنها لن تكون قادرة على المنافسة وإدارة الإصدارات وعمل الضمانات المالية ''اندر رايتنج''، والاستحواذ على حصص سوقية جيدة إذا ظلت أسماكا صغيرة· ومما لاشك فيه فان الصفقة الجديدة تنطوي على مكاسب عديدة بالنسبة لشعاع كابيتال بداية من توفير موارد إضافية كبيرة، مرورا بالاستفادة من علاقة الشراكة الاستراتيجية مع مجموعة دبي المصرفية، العضو في دبي القابضة، بما يحمله ذلك من فرص عمل عديدة سيكون لشعاع الأولوية في الحصول عليها، وصولا إلى تعزيز قدرة شعاع على الاحتفاظ بفريق عملها الأساسي من المدراء التنفيذيين ومدراء الإدارات بعدما عانت في الآونة الأخيرة من نزيف عقول فقدت على اثره عددا لا يستهان به من موظفيها ممن أغرتهم فرص عمل في مؤسسات مالية أخرى سواء قائمة أو حديثة التأسيس· وعززت الصفقة الجديدة من جدوى الاستمرار في العمل بالشركة في ضوء التزام مجموعة دبي المصرفية بسداد كافة الالتزامات المطلوبة لبرنامج خيارات الأسهم بقيمة 176 مليون درهم· ومن المقرر أن تناقش عمومية غير عادية لشعاع موضوع إصدار السندات القابلة للتحويل ورفع الحد الأقصى لملكية الأجانب من 40% إلى 49% وذلك يوم 5 أغسطس المقبل· ويرى محللون أن اعتماد شعاع على خيار دخول مستثمر استراتيجي إقليمي عوضا عن آخر عالمي الى ان مجال عمل الشركة في هذه المرحلة هو سوق المنطقة وان بمقدورها الاستفادة من الشريك الإقليمي في توسعة نطاق أعمالها، وان يكون لها أولوية في الحصول على أعمال ذات صلة بهذا الشريك، واستقطاب استثمارات لإدارتها الأمر الذي يعزز قدراتها على ''المبارزة'' مع المنافسين، أضف إلى ذلك ان المستثمر الاستراتيجي العالمي إذا استحوذ على حصة منها في هذه المرحلة سيكون ذلك بقيمة قليلة يمكن أن تتضاعف عدة مرات إذا ما تم ذلك بعد سنوات قليلة· وتبقى الإشارة إلى أن أحدث صفقات دبي القابضة وشركاتها التابعة في السوق المحلية جاءت متشابهة إلى حد ما مع صفقة الأرض مقابل الأسهم مع اعمار العقارية لكن بخلاف الفارق في الدفع النقدي بدلا من الدفع في صورة أراض لم تتحدد بعد، يظل الفارق الأهم هو أن صفقة شعاع ودبي المصرفية انطوت على شفافية أعلى بكثير من سابقتها التي تدور إلى الآن وبعد مرور أكثر من ثلاثة شهور في إطار من الضبابية والغموض·