الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صورة تذكارية مع جونو

25 يونيو 2007 03:11
استكمالا لاستخراج الدروس والعبر من قلب ''جونو''، أود طرح نقطة رئيسية في هذا الموضوع، وهي أنه يجب أن تكون لدى عامة الناس ثقافة التعامل مع خطورة هذا الحدث، فما شاهدناه ورأيناه لدى الكثير من الأفراد سواء المواطنين أو المقيمين، أفراداً أو جماعات، وخاصة الأسر، أنه كان واضحاً عليهم عدم الاكتراث بهذا الأمر الخطير، ناهيك عن التجمع والتجمهر غير المبرر على سواحل البحر في مواجهة هذه الأمواج الكبيرة العاتية، والمرور بالسيارات الخاصة على الشوارع التي تغمرها المياه، في قلب الحدث وفي مواجهة الإعصار، بينما البعض الآخر منهم يحاول تصوير هذا الحدث بواسطة كاميرات فيديو أو هواتف نقالة، خاصة النساء اللاتي كن في سباق مع الزمن للوصول الى شاطئ البحر، وكأن الوضع هو وضع حفل أو عرس أو مهرجان· فقد كان الجميع في سباق محموم للوصول الى الشاطئ للتجمهر والتصوير رغم النداءات والتحذيرات المتكررة من رجال الشرطة بعدم الاقتراب من الشاطئ، وضرورة مغادرة المكان في الحال إلا أن كل هذه النداءات لا تلقى آذانا صاغية وتذهب كلها أدراج ''الرياح''، فهذا الشيء من شأنه أن يعيق تعامل رجال الأمن والإنقاذ وسيارات الإسعاف والشرطة ورجال المؤسسات والدوائر المختلفة عن تأدية واجبهم والدور المنوط بهم وعرقلة أي عملية إنقاذ، كما أن ذلك من شأنه أن يعرض حياتهم للخطر المحدق من جراء هذه الأمواج العاتية التي كانت تضرب سواحل ومدن الساحل الشرقي· لذا فإنه يجب أن يكون هناك وعي تام لدى الجمهور بخطورة هذه التصرفات التي قد تأتي بنتائج عكسية· النقطة الثانية هي بروز أهمية دور الجمعيات الخيرية وجمعية الهلال الأحمر في مثل هذه المواقف الإنسانية، فشهادة حق أمام الله سبحانه وتعالى أن الإخوة في هاتين المؤسستين الخيريتين قاموا بجهود جبارة في سبيل إيواء النازحين من منازلهم وتقديم كل سبل العون والمساعدة لهم، من مأكل ومشرب وملبس، لذا فإن دعم مثل هذه الجمعيات ذات النفع الإنساني من قبل أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة والتجار والمؤسسات المالية هو أمر واجب تقديمه والسعي من أجله خدمة للمجتمع وتحسباً لأي أمر طارئ· كل ما ذكرناه هو في واقع الأمر إفرازات وتوابع لإعصار جونو الذي مر من جوارنا وكان بيننا وبينه ذلك الصراع المرير والذي انتهى برحيله ولكن بعد أن تعلمنا واستفدنا منه الدروس والعبر، وهكذا هي المحن والمصائب دائماً ما يستقي منها مثل هذه الدروس· قد أصبح الجميع الآن يدرك مدى الخطورة والآثار السلبية المدمرة التي تخلفها مثل هذه الأعاصير وهذه الرياح الموسمية والمنخفضات الجوية التي تجتاح السواحل الشرقية من الدولة خاصة مدينة كلباء الساحلية والتي دائماً ما تكون هذه الرياح والأمواج ذات تأثيرات قوية على بنية المدينة التحتية، لذا فقد أصبحت الحاجة اليوم ماسة أكثر من ذي قبل لأن يتم تدارك هذا الوضع قبل أن يطوي النسيان هذا الحدث وتمر الأيام والليالي والسنون وننسى ما قد حدث، وتذهب كل المقترحات والتوصيات أدراج الرياح، المهم في الأمر هي الجاهزية الكاملة لذلك والتعرف على المناطق ذات الحساسية الكبيرة التي تكون دائماً عرضة لتشريد الأهالي وخراب الممتلكات العامة والخاصة وبالتالي مزيد من الخسائر· لا نريد أن نسهب في هذا الشأن، فمسرح الحدث على الساحل الشرقي بات واضحاً للجميع، ولا يتطلب الكثير والمزيد من الشرح والتفصيل، فقط الذي نرجوه هو التحرك السريع ومنذ الآن لتلافي كل الأخطاء والسلبيات التي صاحبت الإعصار جونو وما قد يكون عليه في المستقبل من حوادث مشابهة، فمن يدري ربما اليوم لم تكن هناك خسائر في الأرواح وهذا لطف بنا من الخالق، ولكن ربما تأتينا الأحداث مستقبلاً أسوأ كارثية عما واجهناه في هذا الإعصار· حمدان محمد - كلباء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©