السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رفقاً بالقوارير من طول الدوام

25 يونيو 2007 03:09
كلنا يعلم عِظم دور المرأة في كيان الأسرة، فهي العامل الرئيسي والمحرك لكل شيء بالأسرة من حيث رعاية الأبناء وتدريسهم ورعاية الزوج، إضافة إلى العامل الاجتماعي للأسرة من حيث العلاقات الأسرية والتواصل وزيارة الأرحام والمجاملات بين الناس، وانشغال الأم ما بين عملها واحتياجات الأسرة·· الخارجية والداخلية· وجرت العادة أن الأب هو المسؤول الرئيسي عن تمويل الأسرة، ولكن حالياً تتطلب الحاجة الاقتصادية وما يقابلها من ارتفاع في الحياة اليومية والغلاء الفاحش من المرأة، بأن تكون رافدا اقتصاديا مهما ومساندا للزوج، فجميعنا يعلم أن راتب الزوج والزوجة بالكاد يكفي قضاء الحاجات الأساسية من السكن والمعيشة والتعليم، كما أن الحاجات الأسرية تغيرت عن السابق، فما كان سابقاً يعد كماليات أصبح الآن مع التطور وتمدن الحياة حاجة ضرورية وهذا من سمات المجتمعات المتطورة والمتغيرة· وبين هذا وذاك فهي كائن حي لها متطلبات، منها تحقيق الذات وتحقيق الإنجاز والتفوق في عملها، وقد يقول البعض إن العمل للرجل والبيت للمرأة ولكن الظروف تغيرت كثيراً وارتفاع مستوى المعيشة أصبح يتطلب عملها، ولو نظرنا الى أسر عديدة لوجدنا ان من يرعاها امرأة فقط· فرفقاً بالقوارير·· من دوام أصبح يقضي على الحياة الأسرية بأغلب أوقاتها، فإذا كانت المرأة تعمل من الثامنة الى الرابعة، أضفنا الاستعداد للدوام وازدحام الطرق وبعد مناطق السكن عن العمل، فماذا بقي لتعيش الأسرة والأم والأبناء والزوج حياة أسرية وتواصلا أسريا وزيارات لزيادة الأواصر بين الأرحام؟! أعتقد أن الجميع يعود للبيت وهو متعب، فلا يقوم إلا بمتابعة بعض الأشياء المهمة مثل وجبة العشاء تقضيها الأسرة مجتمعة ومراجعة بعض الدروس ومتابعة بعض البرامج التليفزيونية وقضاء الحاجات الضرورية من السوق، ومن ثم الاستعداد لليوم التالي من العمل، وحتى الإجازات لا تكفي، فهي فقط للراحة وقضاء الأمور المؤجلة لانشغال باقي الأيام بطول ساعات العمل· فنرجو أن يعاد النظر في زيادة ساعات العمل خاصة للمرأة، لأنها أساس الأسرة وتربية جيل الغد، ولا أكتب هذا الموضوع عن كسل وتقاعس عن أداء العمل والواجب، ولكن لنعطي الأمور حقها من جميع الجوانب· عائشة عبدالله الشرياني
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©