الحملة والقمع الممنهج !

استهدفت حملة الأنفال، الأكراد في 1988 والتي أدت الى مقتل حوالى 100 الف شخص· ووصف القضاة العراقيون حملة الأنفال بانها ''إبادة جماعية'' فيما كان نظام صدام يعتبرها مجرد عملية ضرورية لمواجهة حركة تمرد ابان الحرب مع إيران (1980-1988)· وتشير تقديرات مختلفة الى مقتل حوالى 100 الف شخص وتدمير أكثر من ثلاثة الاف قرية خلال الحملة· وتؤكد شهادات كثيرة جمعت عن الحملة ان السلطات خططت لها بعناية ونفذتها بدقة وكانت منهجية ما يسمح بملاحقة مرتكبيها بتهمة الابادة الجماعية· وشملت الحملة ثماني عمليات استمر كل منها اسبوعين من فبراير الى سبتمبر 1988 وتبعا لسيناريو واحد· تم التخطيط لحملات الأنفال في 1987 بعد اسبوعين من تعيين صدام لابن عمه علي حسن المجيد رئيسا لمكتب شؤون الشمال في مجلس قيادة الثورة، أعلى هيئة قيادية في النظام السابق· وجرت الحملة ردا على هجمات المقاتلين الأكراد (البشمركة) الذين سيطروا خلال الحرب مع إيران على بعض المدن بدعم من الحرس الثوري الايراني· وتولى المجيد الملقب بـ''علي الكيماوي'' و''جزار كردستان''، تحديد ''المناطق المحظورة'' في كردستان حيث اعتبر كل السكان متمردين· وكشفت بعض الروايات ان عددا من القرى قصف ودمر بأسلحة كيميائية· وتحدثت شهادات عن عمليات نهب على نطاق واسع وإعدامات جماعية وقرى تم محوها عن الخارطة· أما قصف مدينة حلبجة بالغازات الكيميائية الذي أسفر عن سقوط خمسة آلاف قتيل في 16 مارس 1988 فهو حالة منفصلة ولا يندرج في اطار حملة الأنفال· وصودرت وثائق لجهاز مخابرات صدام بعد التمرد الكردي عام 1991 اتاحت لمنظمة ''هيومن رايتس ووتش'' اعداد تقرير مفصل عن حملة الأنفال· وأكد التقرير الذي أصدرته المنظمة في 1993 ضرورة ''التشديد على ان عمليات القتل لم ترتكب خلال عمليات مكافحة التمرد اذ كان المعتقلون يقتلون بعد عدة أيام او اسابيع من تحقيق القوات المسلحة أهدافها''· وأضاف التقرير ''في النهاية هناك مسألة النية التي تقع في صلب مفهوم الإبادة''·