من المتوقع أن يلقى المرشح الأميركي لرئاسة البنك الدولي استقبالا حارا لدى مؤسسة المساعدات التي تتوق للتخلص مما تعانيه من فوضى واضطراب· ونظرا لعظم ما سيواجههم من مهام فإنه على الارجح سيعتمد نهجا حازما· ومن المتوقع أن يبدأ زوليك المدير التنفيذي السابق ببيت الاستثمار جولدمان ساكس، والذي شغل منصب نائب وزير الخارجية الأميركي وكبير المفاوضين الأميركيين عمله بعد الحصول على موافقة رسمية اليوم الاثنين من قبل مجلس إدارة البنك المشكل من 24 عضوا· ولم يتقدم لشغل المنصب مرشح آخر· وكما صرح عضو أوروبي بمجلس الإدارة '' فإن خبرته في المناصب السابقة التي شغلها تؤهله حتما لشغل الوظيفة· ومن المؤكد انه سيستقبل بأذرع مفتوحة''· وتتناقض هذه المشاعر الجياشة مع المعركة السياسية التي أثارت الانقسام حول بول وولفويتز الذي استقال في 17 مايو تحت ضغط شديد من جانب مجلس إدارة البــــــــنك على خلفية ترقية رتبها لصـــــــديقته الموظفة بالبنك·
ودأب وولفويتز على نفي ارتكاب أي خطأ· ومن المهام العاجلة أمام زوليك - 53 عاما- استعادة الروح المعنوية والتوجيه بين موظفي البنك البالغ عددهم 10 آلاف موظف في مختلف أنحاء العالم بعد عامين عصيبين تحت قيادة بول وولفويتز، الذي اتهمه منتقدون باستغلال البنك في دعم أجندة إدارة بوش· وتعهد زوليك بالحفاظ على الاستقلال عن البيت الأبيض عندما التقي مديري البنك الـ 24 على مدى أربع ساعات يوم الأربعاء الماضي، حيث ابلى بلاء حسنا على حد وصف هؤلاء المديرين· تحدث زوليك الدبلوماسي المخضرم الذي ذاع صيته كمفكر استراتيجي ومخطط تواق للإنجاز عن الحاجة لتعديل مهمة البنك الذي يتعامل مع 185 بلدا كي تتواءم مع المتغيرات الجارية في العالم النامي· وقال مسؤول بمجلس الإدارة طلب عدم الإفصاح عن هويته ''إنه لن يتسامح مع المتقاعسين ولاسيما أصحاب القرارات التخطيطية منهم''· ومن دون شك ستظل أفريقيا واحدة من بؤر التركيز في ظل قيادة زوليك الذي ألمح كذلك إلى دور اكبر للبنك الدولي في محادثات التجارة العالمية· ويعتزم زوليك مكافحة الفساد لكنه من المتوقع أن يكون أخف وطأة من سلفه، وما إن يبدأ زوليك مهام منصبه من المقر الرئيسي للبنك في واشنطن حتى يواجه بعدة اختبارات من أولاها جمع 26 مليار دولار من الدول المانحة لتقيم قروض من البنك للدول الأشد فقرا عام 2008 - 2011 بزيادة قدرها 8 مليارات دولار عن الأعوام الثلاثة الماضية· ومن المتوقع أن يطرح زوليك مع حلول الاجتماع السنوي للدول الأعضاء في البنك الدولي الذي يبدأ في 19 أكتوبر استراتيجية مفصلة لفترته التي تستمر خمس سنوات· وستتطلع الحكومات وجماعات المساعدات لنوع من التغيير في مهمة البنك الدولي ولاسيما الآن بعد أن شرعت الدول الناهضة مثل الصين والهند والبرازيل وبشكل متزايد في تجاهل البنك والبحث عن أسواق مالية للقروض· وفي المقر الرئيسي للبنك ربما يواجه زوليك صراعا بشان كيفية التعامل مع كبار المديرين الذين عينهم وولفويتز أو المقربين منه· كما أنه سيدفع بقوة على الارجح ولاسيما من قبل اوروبا للتعامل مع قضايا البيئة والطاقة· ومنذ ترشيح الرئيس جورج بوش له في 30 مايو جاب زوليك أوروبا وأفريقيا وأميركا اللاتينية حشدا للتأييد في مؤشر على محاولة رأب الصدع، وهو أمر مطلوب بعد إخفاق وولفويتز· لكن زوليك لديه ميزة أساسية فهو ليس وولفويتز نائب وزير الدفاع الأميركي السابق وأحد مخططي الحرب على العراق الذي بغضه كثيرون في البنك الدولي منذ البداية· يقول عضو مجلس الإدارة ''العملية برمتها أكثر سهولة ما كان عليه الوضع قبل عامين· وفي ظل الظروف الجديدة فإن لدى زوليك الأساس الجيد الذي يمكن أن ينطلق منه''·
عدد اليوم
