السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

75% من المحاولات الهجومية لـ «الأبيض» بـ «بصمة خليل»

75% من المحاولات الهجومية لـ «الأبيض» بـ «بصمة خليل»
25 مارس 2016 22:37
أبوظبي (الاتحاد) تخطى منتخبنا الوطني عقبة فلسطين بهدفين في الجولة قبل الأخيرة لتصفيات المرحلة الثانية لنهائيات كأس العالم « روسيا 2018»، ورفع رصيده إلى 16 نقطة، بفارق ثلاث نقاط عن «الأخضر»، متصدر المجموعة الأولى، والذي أمن فرصته في التأهل إلى المرحلة الحاسمة، سواء متصدراً أو وصيفاً للمجموعة، ويطمح «الأبيض» إلى تحقيق نتيجة إيجابية في مواجهة «الأخضر» يوم الثلاثاء المقبل لحسم تأهله أيضاً. المواجهة مع فلسطين لم تكن سهلة على الإطلاق، خاصة في بداية كل شوط، حيث لم يتمكن «الأبيض» من فرض إيقاعه الهجومي أو السيطرة مبكراً، وطوال 18 دقيقة من الشوط الأول لم يسدد منتخبنا أي كرة على مرمى «الفدائي»، وهو ما تكرر خلال 11 دقيقة في بداية الشوط الثاني أيضاً، وهو ما يجب تلافيه في مواجهة السعودية، حتى لا يمنح منتخبنا الفرصة لمنافسه ليكون صاحب الكلمة الأولى في اللقاء المهم والحاسم. ويمكن تلخيص القوة الهجومية أمام فلسطين في اسم أحمد خليل فقط، أفضل لاعب آسيوي، حيث قام المهاجم الدولي بكل ما يمكن القيام به على المستوى الهجومي بمفرده تقريباً، حيث استخلص الكرة وصنع الهدف الأول باقتدار، ثم عاد وسجل الهدف الثاني الحاسم من ركلة جزاء بمهارة فائقة. خليل أغزر اللاعبين محاولة على المرمى، حيث سدد 6 كرات من إجمالي 8 محاولات لـ «الأبيض»، أي أنه قام بمفرده بتنفيذ 75% من محاولات المنتخب الهجومية، وشارك أيضاً في الفرصتين التهديفيتين المؤكدتين لـ«الأبيض» طوال المباراة، بعيداً عن ركلة الجزاء، وقام بعمل المساندة في الأولى، وأضاع الثانية من تمريرة عرضية لوليد عباس، ونوَّع أفضل لاعب آسيوي هذا العام من تسديداته، حيث صوب 3 كرات من داخل المنطقة، ومثلها من خارجها، كما استخدم رأسه في تسديدة واحدة أيضاً. ثلاثة لاعبين فقط كانوا أصحاب المحاولات الهجومية على المرمى الفلسطيني، ومع أحمد خليل، هناك صاحب الهدف الأول، إسماعيل الحمادي، والبديل حبيب الفردان، حيث سدد كل منهما كرة واحدة على المرمى، ويغيب الثنائي عن مواجهة السعودية بسبب البطاقات الملونة، كما صنع خليل وعباس فقط كل فرص منتخبنا في اللقاء، وكل ذلك يعني أن «الأبيض» في حاجة حقيقية إلى البحث الجاد عن حلول هجومية كثيرة ومختلفة عند مواجهة «الأخضر». الاهتمام بالأرقام والإحصاءات المتعلقة بالأداء الهجومي أمر طبيعي، خاصة أمام منافس قدم مباراة دفاعية من الدرجة الأولى طوال أحداث اللقاء، ولهذا نجد أن ثلاث محاولات بين القائمين والعارضة هو رقم ضئيل، منها محاولة واحدة فقط في الشوط الأول بأكمله، وأن دقة التسديدات بلغت نسبة 37.5% وهى أيضاً نسبة قليلة. وإجمالاً نفذ لاعبو منتخبنا 27 هجمة على مناطق فلسطين الدفاعية، بمعدل هجمة واحدة كل 3 دقائق ونصف من اللعب، وهو ما يدفعنا للمقارنة بين نسبة الاستحواذ على الكرة، والتي وصلت إلى 70%، وتمرير 512 كرة بشكل صحيح طوال المباراة، وبالطبع فإن الاستحواذ كان سلبياً في أغلب الفترات، وأن أكثر تلك التمريرات كانت بعيدة عن الثلث الدفاعي للمنافس، بشكل عرضي يميناً ويساراً، من دون تقدم حقيقي إلى الأمام. بعكس المنتخب الفلسطيني الذي شن 40 هجمة على المناطق الدفاعية لمنتخبنا، بل وسدد إجمالاً 10 كرات على ماجد ناصر، وحتى لو لم تحمل تسديداته خطورة بالغة، فإن هذا يعكس طبيعة ما دار في المباراة، من سيطرة شكلية لـ «الأبيض» مقابل أداء تكتيكي من منتخب فلسطين يستحق الإشادة، وربما يعود ذلك إلى توتر لاعبي «الأبيض»، ورغبتهم في حصد النقاط المهمة في مسيرة التصفيات، بالإضافة إلى الكثافة العددية الفلسطينية في وسط الملعب، وأمام منطقة المرمى، مع بطء واضح في بناء الهجمة الإماراتية، نظراً للمراقبة الشديدة التي نفذها لاعبو فلسطين على مفاتيح لعب «الأبيض»، خاصة «عموري». المؤكد أيضاً في المباراة أن أجنحة وأطراف «الأبيض» لم تقدم الأداء المنتظر منها، واحتاج الأمر إلى دخول محمد عبد الرحمن، حتى يتحرر فوزي وعباس على الطرفين إلى حد ما، وظهر الطرف الأيسر بشكل أفضل قليلاً من الأيمن في وقت لاحق لمشاركة عبد الرحمن.. ويظهر ذلك بوضوح في إجمالي التمريرات العرضية، والتي بلغت 7 كرات فقط طوال اللقاء، أي أن المنتخب أرسل كرة عرضية واحدة كل 13 دقيقة لعب تقريباً، وهو أمر يحتاج إلى تعديلات فردية وتكتيكية للتغلب عليه أمام السعودية، لأن الهجمات مالت أغلبها إلى العمق، واصطدمت بحائط صد دفاعي قوى وكثيف، وكان الحل الوحيد هو اللجوء إلى الأطراف، لكنها غابت عن اللقاء بشكل كبير. وكالعادة، برز ماجد حسن بأداء دفاعي جيد جداً في وسط الملعب، ويتأثر المنتخب كثيراً بغيابه عن اللقاء القادم، وكان صاحب أغزر معدل لقطع واستخلاص الكرات، خاصة الكرة الثانية في الوضع الهجومي، كما قدم إسماعيل أحمد أداءً متميزاً للغاية، وأجهض العديد من الهجمات الفلسطينية بذكاء وتوقيت ممتاز، حيث قطع وشتت 26 كرة. وتبقى ملاحظة جماعية وفردية تخص المثلث الهجومي الذي بدأ المباراة، والبداية مع أحمد علي الذي كان أكثر اللاعبين فقداً للكرة سواء بشكل مجاني أو بسبب تمرير خاطئ، وبلغ إجمالي الكرات التي فقدها 11 كرة، وهو ما يعني إضاعته لـ 46% من الكرات التي وصلت إليه، حيث لمس أحمد علي الكرة 24 مرة فقط. نضيف إلى ذلك أنه لم يقم بتسديد أي كرة على المرمى، وهو حال «عموري» أيضاً الذي ظهر بعيداً في أغلب الأوقات عن منطقة الجزاء والخطورة بسبب التعليمات الفنية المكلف بها، وعلى الرغم من أهمية دوره في التمويل الهجومي، فإنه أكثر اللاعبين تمريراً خاطئاً، ربما بسبب الضغط الكبير والرقابة اللصيقة عليه من قبل لاعبي فلسطين. وأخيراً، لا يمكن إغفال دور الحارس ماجد ناصر، الذي تعامل بنجاح مع أغلب الكرات التي وصلت إليه داخل منطقة الجزاء، بعيداً عن التمريرة الخاطئة في الشوط الثاني التي ارتدت بهجمة خطيرة، حيث تصدى بنجاح لتسديدة واحدة بين القائمين والعارضة مع بداية الشوط الأول، وخرج من مرماه في توقيت ممتاز، ليغلق المجال أمام محاولة أخرى في الشوط الثاني، كما أحسن التعامل مع 5 عرضيات، من دون خطأ واحد من جانبه، وهو أحد عناصر القوة في «الأبيض» بكل تأكيد التي تدعو إلى الاطمئنان قبل مواجهة «الأخضر».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©