الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المتنمـــــــــــــــرون!

24 يونيو 2007 22:48
ينبع سر العلاقات الإنسانية من مقولة: عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به'' حيث تصنع بذلك علاقات سليمة ومتآلفة مع الآخرين· وفي محيط العمل تختلف السلوكيات وتتنوع أساليب التعامل مع كل منها فهناك السلوكيات الإيجابية التي تعزز من العلاقات بين الموظفين وتحفز من عمليات الإنتاج حتى ترتقي بالمؤسسة إلى مصاف المؤسسات المميزة وفي المقابل هناك السلوكيات السلبية التي تؤثر مباشرة على مستوى الأداء في العمل حتى تمتد وبشكل تلقائي إلى نفسية الموظفين، فهناك من هو دائم التذمر ومولع بالانتقاد والديكتاتوري والمتنمر· قيل إن الشخصية إذا افتقرت إلى الحب فإنها تمرض وتموت فالحب يتضمن التفاهم والنية الطيبة والاحترام للكيان الإنساني للشخص الآخر وهذا للأسف ما يعاني منه الأشخاص صعبو المراس بسبب ما يتسمون به من تشوش ذهني لا يستطيعون بوجوده التكيف والتآلف مع من حولهم فهم ينزعون إلى الجدل والمشاكسة والتهكم على كل شيء· وبالنظر إلى فئة المتنمرين نجد أنه لا يقتصر وجودها بين طلاب المدارس والمراهقين بل يمتد إلى ميادين العمل بين الرجال والنساء بين المتعلمين وغير المتعلمين على حد السواء متخذين عدة سلوكيات سلبية كالتهجم الفردي من إطلاق الشائعات والتعليقات اللاذعة التي تحمل في طياتها التقليل من شأن الآخرين كما قد يلجأ بعضهم إلى تغيير مهام العمل وجعله أكثر صعوبة للأداء بغرض الانتقاد السلبي· المتنمرون قد لا يتم إبعادهم من المؤسسات ولكن في الواقع يتم تجنبهم من جانب رؤسائهم وهنا نوضح أنه من الصعوبة لأي موظف تحقيق شيء في العمل من دون مساعدة الرؤساء، ما يجعل المتنمر ضحية ذاته· إن الإزعاج الذي يسببه المتنمرون لزملائهم الموظفين من سخرية وترهيب وتهديد يشكل حاجزاً أمام تكوين أي علاقات طيبة مع الغير فضلاً على عدم حصولهم إلى أي دعم ما أن يقعوا في أي مشكلة خاصة عندما نعلم أن المتملقين هم دائماً من أصدقاء المتنمرين الحميمين الوحيدين بسبب سهولة السيطرة عليهم إلا أن ولاءهم ضعيف جداً لأن هدفهم حماية أنفسهم في المقام الأول· والمتنمرون الذين بلغوا مناصب رفيعة نجد أنهم يعيشون حياة مزدوجة ما بين تملق رؤسائهم وسوء معاملة معاونيهم فتصدر الأحكام الظالمة والآراء غير العقلانية وهذا ما يفسر عدم بقاء هؤلاء المتنمرين لفترة طويلة في مناصبهم· يعد السلوك السلبي الذي يتبعه المتنمر سلوكاً دائماً ومستمراً وليس دة فعل مؤقتة وهذا يستدعي وقفة حازمة لأن السكوت يعني الموافقة بطريقة غير مباشرة على نشر هذا السلوك المؤذي للمجتمع ككل وهذا من خلال مجموعة من الخطوات نحصرها في النقاط التالية: في البداية لا بد من معرفة موقف مكان العمل من مثل هذه التجاوزات وما الإجراءات المتبعة في مثل هذه المواقف ولابد من الإشارة إلى أن تحديد المدير لمسؤوليات موظفيه يحد من التنمر نوعاً ما· افصل نفسك عاطفياً عنه ولا تجعله يظن أبداً أنك المخطئ لأنه سيشعر أنك ضحية مما يمنحه القوة ويعزز من موقفه· لغة الجسد من أهم اللغات في هذه المواقف وهنا لابد من المحافظة على الاتصال البصري معه واستخدام لغة جسد مفتوحة لا تضم يديك ولا تثنيها وابتعد عن مبادلة التهديد بتهديد وتجنب تقليد سلوكه السلبي·· هذا التقليد الذي يتمناه لك لتحقيق أهدافه في السيطرة عليك· من لغة الجسد إلى قوة الكلمة ومن هنا ينصح بعدم الصراخ مهما كان حجم الموقف عندما نعلم أن الصراخ يجعل الطرف الآخر في موقف الأضعف، لذا لابد من اختيار الكلمات بعناية على أن تكون مباشرة وحازمة مثل قولك: ''لماذا قمت بـ ··· ؟'' وتجنب نقده كقولك: ''لا يجب أن··، ليس من حقك،·· '' أو الاعتذار له: '' آسف لم أقصد···'' وأخيراً وليس آخراً لا تفسح المجال أمام المتنمر ليعطي إجابات فيها تحايل على السؤال، وهنا تأتي ضرورة طرح أسئلة مباشرة عليه مثل:''ما دليلك على ما تقوله؟ ''من الذي استشرته في هذا الخصوص؟''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©