الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الشركات الغربية تتسابق للحاق بالعملاقين الآسيويين

24 يونيو 2007 22:47
يقدم النمو الاقتصادي المتصاعد للصين والهند الكثير من الفرص في اقتصاد العالم كما أنه يشكل تحدياً كبيراً للشركات الغربية متعددة الجنسيات التي تملك استثمارات ضخمة في هذين البلدين الآسيويين العملاقين بسبب غياب الرؤية الواضحة في كيفية آلية عمل هذين العملاقين· ويذكر تقرير صحيفة ''وول ستريت جورنال'' توافر فرص هائلة أمام الجميع لتحقيق الازدهار ولكن ينبغي التحلي بشيء من المرونة وتهيئة الأوضاع التي تتيح للشركات الاستجابة للفرص الجديدة ومن الأخطاء الشائعة التي ترتكبها معظم الشركات تبني استراتيجية تسويقية تركز أعمالها في المدن الكبرى ذات الكثافة السكانية العالية والدخول المرتفعة إلى جانب اختيار شركات محلية كشركاء لها، مهمشين في الوقت ذاته الدور الحيوي الذي تمثله الصين والهند في الاقتصاد العالمي· ويبين الواقع اليوم أن عدم تبني الشركات الغربية لاستراتيجيات عمل الآسيويين العملاقين يجعلها في مواجهة تهديدات خطيرة على مدى السنوات العشر المقبلة حيث تكمن المشكلة في أن العديد من الشركات تشير إلى أنها تملك استراتيجيات ناجحة في الصين والهند ولكن القليل منها حقاً من يعرف كيف تعزز من القوى الإضافية الكامنة لاقتصاديات تلك الدول· ولتجنب الضرر قبل وقوعه يورد التقرير مجموعة من الأفكار التي من شأنها أن تمكن الشركات من استراتيجيات هذين العملاقين· يبدأ التقرير بطرح الأسباب التي تدعو الشركات الغربية متعددة الجنسيات إلى التواصل مع الصين والهند كقوة استراتيجية متكاملة بدلاً من تضييع الوقت في مناقشة أيهما الأفضل اتباعه الصين أم الهند؟ وذلك بسبب ظهور هذين العملاقين كأسواق ضخمة ذات تأثير كبير على أحوال الاقتصاد العالمي إلى جانب معدلات النمو العالية التي تتمتع بها فعلى سبيل المثال يتجاوز عدد مستخدمي الهواتف النقالة في الصين 450 مليون شخص وفي الهند 150 مليوناً ولا يزال العدد في طور الزيادة· وعلى الرغم من أن الصين والهند يمثلان عالمين مختلفين إلا أنهما في الواقع يشكلان قوتين متكاملتين مع بعضهما بعضاً ففي الوقت الذي تعد فيه الصين أقوى في مجال التصنيع والصناعات اللوجيستية فإن الهند تعتبر أقوى بكثير من الصين فيما يتعلق بالبرمجة وعلوم الحاسب الآلي وهذا ما يظهر جلياً بتعاون شركة فةحف مع الصين في مجال أجهزة الكمبيوتر·· إن تكامل استراتيجيات الصين والهند يمثل فائدة عظيمة فيما يتعلق بحماية الملكية الفكرية والملاحظ أن أهمية الملكية الفكرية تبرز في مجالات الاستثمار المختلفة بسبب العلاقة الوثيقة بينهما فكلما قوي نظام الحماية في دولة ما كلما زادت الجاذبية للاستثمار وبالتالي ارتفاع حجم الاستثمارات والعكس بالعكس، وهذا يتطلب من الشركات الاهتمام بالبحث والتطوير· ويوضح خبراء الاقتصاد أن اتباع استراتيجية بمسارين يمكن الشركة من استغلال إمكاناتها بطريقة جيدة تؤهلها للنجاح في كل من الصين والهند وقد لا تتضح في البداية، أي من المسارين أكثر فعالية من الآخر هنا علينا أن نترك للأحداث مجالاً تكشف لنا لاحقاً أيهما أفضل· يذكر أن شركة ''مايكروسوفت'' في أوائل اجتياحها للأسواق الصينية أضاعت سنوات في جهود لا طائل منها عندها أدركت ضرورة تغيير استراتيجيتها فاختارت بكين لإنشاء مركز للأبحاث فيها عام 1998 لأنها تضم 80 جامعة وتعتبر مصدراً غنياً بالعقول والمهارات إلى جانب ما تشكله الصين من سوق ضخمة تتوق له كبريات الشركات العالمية· إن هذا التغيير في الاستراتيجية جعل من السهولة على شركة مايكروسوفت الحصول على الدعم الحكومي من أجل حماية حقوق الملكية الفكرية· وتعتبر الصين والهند من الدول الفقيرة بين دول العالم العشرة الأقوى اقتصادياً حيث نصيب الفرد من الدخل في الصين والهند لا يعادل سوى 1/20 في حالة الصين و1/40 في حالة الهند بالمقارنة مع دخل الفرد في الولايات المتحدة الأميركية مما دفع بالشركات العالمية إلى الابتكار في نماذج الأعمال بما يمكنها من دخول سوق العملاقين وفقاً للظروف السائدة هناك فاخترعت منتجات رخيصة الثمن بهامش ربح مرضٍ بشكل عام، وهذا ما قامت به شركة ''ديل'' الأميركية عندما كشفت عن جهاز الكمبيوتر رخيص الثمن ف082ف والذي يبدأ سعره بـ 335 دولاراً أميركياً وهو مصمم خصيصاً لأسوق الصين والهند والبرازيل وغيرها من الأسواق الناشئة· ومن المسائل الأخرى التي تؤرق معظم الشركات هي تلك المسائل المتعلقة بالشراكة حيث تطرح عشرات الأسئلة قبل أن تختار الشريك المناسب· وكيف يجب أن تكون العلاقة بينهما؟ فكثيراً ما تجد الشركات أنها يجب أن تعتمد على الشركاء في الدول التي تقيم فيها أعمالها بسبب الإجراءات التنظيمية والحاجة إلى وجود جسر بينها وبين السوق المحلية وهذا ما أثبتته شركة هوندا اليابانية التي دخلت الهند لأول مرة عام 1984 عندما أقامت شراكة مع ''هيرو جروب'' وهي مؤسسة محلية لصناعة الدراجات الهوائية، ومنذ تلك المرحلة أصبحت شركة ''هيرو هوندا موتورز ليمتد'' أكبر مصنع للدراجات الهوائية في الهند· ولا يعتمد النجاح في الصين والهند على حجم الفرص وذكاء الاستراتيجية التي تتبعها الشركة بقدر الفوز بمعركة المواهب المحلية حيث يواجه السوقان ندرة في عدد من التخصصات المطلوبة كالخبراء في مختلف الحقول والمهندسين إلى جانب المديرين· الجدير بالذكر أن الرواتب هناك ارتفعت إلى أكثر من 10% هذا العام ووصل معدل دورة رأس المال من 15% إلى 20%·· إن الفوز بمعركة المواهب المحلية تحتاج إلى تغيير جوهري لاستراتيجيات الشركات في الصين والهند لتحقيق الريادة في أسواق سريعة النمو، والسؤال الأخير المطروح: هل سيكون لشركتك نصيب في هذين السوقين العملاقين أم للشركات الأخرى المنافسة؟ --
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©