الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

10 % من الأرباح النسبة العادلة لمساهمة القطاع الخاص في خدمة المجتمع

10 % من الأرباح النسبة العادلة لمساهمة القطاع الخاص في خدمة المجتمع
24 يونيو 2007 22:36
طالب المشاركون في مؤتمر المسؤولية الاجتماعية للشركات أمس، القطاع الخاص بتعزيز دوره في مجال خدمة المجتمع، والعمل على توفير فرص عمل لمواطني الدول التي يعمل بها، لافتين الى أن الدور الاجتماعي للقطاع الخاص مازال دون مستوى الطموحات المأمولة منه· وفي الوقت الذي قدر فيه المشاركون نسبة ما لايقل عن 10 في المئة من ارباح المؤسسات في خدمة المجتمع كأساس معقول يناسب مدى الاستفادة التي تحققها الشركات من الاستثمار في بلدان العالم، الا أن الشركات والمؤسسات العاملة في دول المنطقة رفضت الكشف عن حجم مساهمتها فيما يسمى بالمسؤولية الاجتماعية، كما لم تكشف عن نسب التوظيف المحلي في كل دولة لمواطني الدول التي تعمل بها· ووجه المشاركون انتقادات لتقصير بعض الشركات في القيام بالدور الاجتماعي، خاصة شركات البترول العالمية التي توفرت لها فرص استثمارية عالية في مختلف المجالات بدول المنطقة، مشيرين إلى أن هذا الدور مازال محدودا، خاصة فيما يتعلق بتوظيف الخريجين من أبناء دول المنطقة، وحدد المنتقدون بعض الشركات بالاسم، بينما رأى البعض أن فكرة المسؤولية الاجتماعية للشركات مازالت جديدة على المنطقة، وستأخذ بعض الوقت، الا أن مشاركة الشركات في خدمة المجتمع بما في ذلك الإمارات ضئيلة مقارنة بعدد الشركات وحجم استثماراتها· المسؤولية الاجتماعية وكانت فعاليات الدورة الرابعة لمؤتمر المسؤولية الاجتماعية للشركات قد انطلقت أمس تحت شعار ''جعل المسؤولية الاجتماعية للشركات حقيقة'' بمشاركة أكثر من 300 مشارك من مختلف التخصصات الاقتصادية والاجتماعية، وممثلي المؤسسات والشركات العالمية والمحلية· وتناول المؤتمر أهمية تطوير السياسات والاستراتيجيات المستدامة في مجال المسؤولية الاجتماعية للشركات، وفق النماذج العالمية، مع مراعاة البعد الإقليمي في العمل والثقافة المحلية وممارسات الأعمال في الشرق الأوسط· ويقدم 41 متحدثا من 17 دولة أوراق عمل حول التجارب العالمية في المسؤولية الاجتماعية، وحول المبادئ الرئيسة للمسؤولية الاجتماعية للشركات والترويج لها في أماكن العمل، والمسؤولية الاجتماعية للشركات في السوق، ومدى الاسهام تجاه المجتمع والتركيز على ظاهرة الاحترار العالمي والتغيرات المناخية وتأثيريهما على الأعمال، كما يتضمن المؤتمر ثلاث ورش عمل حول التسلسل الإداري الفعال للمسؤولية الاجتماعية للشركات· وقال الدكتور سعد الدين إبراهيم أستاذ علم الاجتماع ورئيس مركز بن خلدون: ان المسؤولية الاجتماعية للشركات ثقافة جديدة على المجتمع الإقليمي، وستأخذ وقتا حتى يتسنى لها أن تنتشر بين أكبر عدد من الشركات ومؤسسات القطاع الخاص، موضحا بأن دور الشركات والمؤسسات في التنمية الاقتصادية، أضحى شريكا مهما إلى جانب الحكومة، بل في مرات عديدة يتفوق في دوره الحكومات· وأشار إلى أن عدد شركات القطاع الخاص المشاركة في خدمة المجتمع، ضئيل جدا ولا يوازي سوى 1 في المئة من إجمالي عدد الشركات العاملة في المنطقة، بل إن مشاركات هذه الشركات تقتصر على نمط معين، وبعضها يركز على العمل البيئي، وهذه جيد، ولكن المسؤولية الاجتماعية أوسع وأكبر من هذا بكثير، خاصة فيما يتعلق بمجالي التنمية البشرية، والاقتصادية· واشار الى أن شركات الشرق الاوسط استنسخت التجربة الأميركية في العمل الاجتماعي وخدمة المجتمع من خلال التركيز على هذه الخدمة على القطاعات التي تتمتع بإعفاء ضريبي، لافتا الى أن الشركات في أوروبا تركز على العمل بطريقة مسؤولة اجتماعيا والتي تشتمل على الاستثمار والتعامل مع مؤسسات ذات توجه مماثل وتبرير الدعم لمجتمعاتها المحلية بطريقة عمل واضحة· واشار انيس جل مدير العلاقات والتعاون المنظمة النسائية في افغانستان الى أن قضية المسؤولية الاجتماعية للشركات تتوسع في منطقة الشرق الأوسط فالقطاع المصرفي الإسلامي مثال مهم في هذا الاتجاه وهو يتم بالتوازي مع ما يسمى بالاستثمار المسؤول اجتماعيا، خاصة مع رغبة المساهمين في ان يكونوا مرتبطين بشركات تدعم العديد من المبادرات الاجتماعية والبيئية وهو امر لا يزال يمثل تحديا من ناحية استيعاب الثقافات المؤسسية الإقليمية له· الشفافية والحوكمة وقال: ان الشفافية وحوكمة الشركات من المسائل الهامة التي يجب أن يتم معالجتها في المنطقة وبلدان العالم النامي، على أن على رأس جداول اعمال الشركات، لافتا الى أن نجاح الشركات متعددة الجنسية يعود جزء منه الى استيعاب الثقافات المحلية، وان كان هذا ما زال محدودا، وأكدت (جان بكنجهام) مدير القيم العالمية لشركة بودي شوب البريطانية ان السبيل الوحيد لتطبيق استراتيجيات مستدامة للمسؤولية الاجتماعية للشركات هو ان يتم ربطها بالقيم الداخلية للشركة وموظفيها، موضحة بأن برامج المسؤولية الاجتماعية للشركات لن تكون ناجحة ما لم تعكس طريقة العمل التجاري في الشركة او المؤسسة حيث تعمل قيم الشركة نفسها في نهاية المطاف على توجيه ودفع الاستراتيجيات الطويلة الامد للمسؤولية الاجتماعية للشركات· ولفتت بكنجهام الى أن حملات شركتها ''كن صديقا للماء'' للحفاظ على الثروة المائية و''اوقفوا العنف في البيوت'' حققتتا نجاحا كبيرا، موضحة أن المبادرة الأخيرة جاءت بعدما أوضحت دراسة ان 30 في المئة من النساء بالعالم يتعرضن لنوع ما من العنف خلال حياتهن، وساهمت الحملتان في نشر الوعي بالثقافة المحلية خاصة في منطقة الشرق الاوسط· الأمان الوظيفي وشددت على أن الأبحاث أكدت الحاجة إلى حملات محلية جدا تعبر عن الواقع المحلي لكل مجتمع، كما ان المبادرات المحلية هي السبيل الوحيد لإيجاد مردود للعمل الاجتماعي، مشيرة إلى أن التسويق والعلاقات العامة وسائل هامة لتوصيل القيم المجتمعية· وقالت كوستا بيتروف مدير المؤتمر: ان واحدا من الجوانب المدهشة في نموذج أعمال شركة بودي شوب هو ايجاد قوة عمل تعمل كسفارة لها، لدرجة ان قيمها الاساسية تنعكس حتى في مهام الوظائف لديها، والشركة ايضا تعمل على تمكين موظفيها وتعزيز جانب الامان الوظيفي لديهم من خلال معرفتهم بأن قيم الشركة قريبة من قيمهم هم· واشارت الى أن بعض التجارب للشركات العالمية في مجال العمل الاجتماعي نجحت في إيجاد شبكة من الداعمين والمساعدين لأعمالها في مختلف الأسواق من خلال التوسع في خدماتها المجتمعية، وتحول حملة الأسهم في هذه الشركات الى سفراء لنقل القيم الأساسية للمسؤولية الاجتماعية للشركة للمجتمع المحلي والمجتمع الأوسع· وقالت كوستا بتروف: ان تعريف مصطلح المسؤولية الاجتماعية للشركات يأخذ اوجها عدة الا انها في الاساس العملية التي تقوم الشركات بها بتطبيق ممارساتها التجارية بصورة اخلاقية والتأثير الايجابي لهذه الممارسات على المجتمعات المحلية والمجتمع بصورة عامة· وأكدت أنه لا يمكن شراء المسؤولية الاجتماعية للشركات كمنتج جاهز حيث ينبغي على الشركات تقييم قيمها المؤسسية مع الاخذ بعين الاعتبار المثل الاجتماعية العليا ضمن نطاقاتها الجغرافية التي تؤثر فيها مع العلم ان لكل منطقة اولوياتها الخاصة التي ينغي ان تصيغ الطريقة التي تمارس فيها الشركات وظائفها· وقالت ''آنا روزفلت'' نائب الرئيس للمواطنة المؤسسية العالمية في شركة بوينج: ان النموذج الخيري في المسؤولية الاجتماعية للشركة هو الجانب المفضل لدى العديد من الشركات الاميركية، وعادة ما تركز الشركات الاميركية على التبرعات المعفاة من الضرائب للأعمال الخيرية وهي ممارسة نسختها العديد من المؤسسات في منطقة الشرق الأوسط· واضافت: لقد مضى الوقت الذي كانت فيه الشركات تكتفي بتسليم شيك والسلام، فالاعمال الخيرية لا تزال مؤثرة وقائمة الا ان الامر يتعلق بكيفية استخدام هذه الاموال وانعكاساتها الملموسة على المجتمع· وتحدث أمام المؤتمر أمس ''مياك باتريك'' مدير المسؤولية الاجتماعية للشركات في تي ان تي اكسبرس البريطانية، و''ايان كيرنان'' رئيس شركة كلين أب استراليا ان كلين اب ذي وورلد، ودكتور انيس جل مدير العلاقات والتعاون المنظمة النسائية في افغانستان وحمد مالك مدير الاتصالات المؤسسية في ال جي الكترونكس الشرق الاوسط· ويرعى المؤتمر شركة القدرة القابضة وداو كيميكال كومباني العالمية ومايكروسوفت-الخليج، وبالتعاون مع شل الشرق الاوسط· شرح: جانب من الحضور
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©