الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ميناء عدن.. بوابة اليمن الجديد

ميناء عدن.. بوابة اليمن الجديد
9 يناير 2016 20:26
استعاد ميناء عدن الدولي عافيته بشكل كبير جداً، بعد أيام قليلة فقط من دحر مليشيات الحوثي والرئيس المخلوع من مدينة عدن كبرى مدن الجنوب، وذلك تتويجاً لجهود الحكومة الشرعية في اليمن ودولة الإمارات العربية المتحدة التي تلعب دوراً كبيراً في إعادة الحياة إلى طبيعتها، وتأهيل وإعادة إعمار المؤسسات والمرافق الخدمية في العاصمة الشرعية الجديدة عدن. ماهر الشعبي (عدن) تمضي عجلة النمو بتسارع يوماً بعد آخر في الميناء اليمني الأهم والأبرز «ميناء عدن للحاويات» الذي بدأ يستعيد عافيته منذ بداية أكتوبر الماضي بشكل غير مسبوق، وكان ميناء عدن، وهو احد أهم الموانئ العالمية، عاود نشاطه نهاية أغسطس الماضي، بعد زهاء أربعة أشهر من التوقف بسبب الحرب التي خلفت دماراً كبيراً في المنشآت الاقتصادية والتجارية، وأعاقت الكثير منها عن العمل، الأمر الذي تسبب بشل الحركة التجارية في عدن وبقية المحافظات، غير أن عودة الاستقرار ساهمت إعادة الحركة التجارية النشطة للميناء، وشهدت انتعاشاً غير مسبوق منذ سنوات عدة. ويأتي هذا الانتعاش لميناء عدن لكونه المنفذ الوحيد حالياً لليمن، وبلغت الطاقة التخزينية للميناء نهاية نوفمبر الماضي 110%، الأمر الذي شكل تحدياً كبيرا لإدارة الميناء، ما دفعها إلى إيجاد حل إسعافي وطارئ، بحسب رئيس مؤسسة موانئ خليج عدن محمد علوي أمزربة، حيث شرعت إدارة ميناء عدن للحاويات على إجراء عملية توسعة عاجلة لمساحات إضافية في حرم الميناء، والاستفادة من تلك المساحات لخزن أكبر عدد ممكن من الحاويات. ويقول رئيس مؤسسة مواني خليج عدن، وهي المسؤولة بالإشراف عن موانئ عدة في خليج عدن: «إن المساحات الإضافية التي يجري تجهيزها حالياً تقدر بــ 25000متر مربع، وتستوعب حوالي 2000 حاوية نمطية، وهي جزاء من المساحات الخاصة للمرحلة الثانية من توسعة الميناء». وأكد أن التوسعة الحالية ستعمل على تخفيف الازدحام الموجود في مساحة خزن الحاويات نتيجة الزيادة الكبيرة في أعداد الحاويات الواصلة، والتي وصلت نسبة مساحة التخزين 110 % من المساحة المخصصة لخزن الحاويات نهاية نوفمبر الماضي. وقال: «الميناء يعمل بوتيرة وجهود عالية وكبيرة، وإن أعمال التوسعة العاجلة تأتي في إطار سعي ميناء عدن لرفد المحطة بمعدات مناولة الحاويات لتسريع من وتيرة المناولة، وتحسين أداء محطة عدن للحاويات». ويقول القائم بإعمال مدير ميناء عدن عارف الشعبي لــ «اتحاد»: «إن ميناء عدن للحاويات استطاع خلال الأربعة الأشهر الماضية من استعادة نشاطه التجاري بشكل أفضل، ومنذ إعادة تشغيله أمام الحركة التجارية في الــ21 من أغسطس وحتى نهاية الأسبوع الأول من ديسمبر الحالي، وصلت إلى الميناء 45 سفينة، في حين بلغت حجم المناولة في الميناء للحاويات الواصلة والمغادرة 86,244حاوية نمطية (20 قدم) وصلت إلى الميناء». في حين بلغت عدد الحاويات التي خرجت من بوابة الميناء إلى السوق المحلية 38,219 حاوية، و35,914 حاوية دخلت الميناء، فضلاً عن 3020CFS حاوية تم تفريغها في محطة شحن الحاويات، بينما 173 حاوية تم شحنها من محطة الشحن بالميناء. وعن القدرة الاستيعابية للميناء لخزن الحاويات، قال القائم بإعمال الميناء: «إن القدرة الاستيعابية للمحطة برص 3 حاويات رأسياً، هي 17065، في حين تبلغ عدد الحاويات الموجودة في مساحة الخزن إلى نهاية نوفمبر 18,830 حاوية أي بنسبة 110%». وقال: «في الأشهر الأولى لعودة النشاط كانت عدد الحاويات التي تخرج من الميناء يوميا بين250 إلى 270 حاوية، وبحلول نوفمبر وصل عدد الحاويات الخارجة إلى 500 حاوية يومياً، وهذا مؤشر إيجابي». وحول أعمال التوسعة الحالية لأرصفة الخزن، قال الشعبي للاتحاد: «شكل هذا الأمر تحديداً كبيراً بالنسبة لنا، وقد اتخذت إدارة الميناء وقيادة المؤسسة العامة لموانئ خليج عدن قرراً عاجلاً وسريعاً بضرورة ردم مساحات إضافية في حرم الميناء لتخزين الحاويات فيها، بغية توفير مساحات إضافية لكي يستطيع الميناء من استقبال الحاويات الواصلة والمغادرة من والى الميناء. وعن التسهيلات التي يقدمها الميناء لتجار يقول القائم بإعمال الميناء: «قدمنا عدداً من التسهيلات، أبرزها منح عدد من التجار تخفيض في الرسوم التي كانت تمنحهم إياهم الموانئ اليمنية الأخرى، بالإضافة إلى إعفائهم من رسوم الأرضيات للحاويات التي وصلت قبل الحرب ومكثت في الميناء لأشهر عدة، وذلك لحثهم على سحب بضائعهم». وحول الصعوبات التي التي تواجهه التجار في عدن، قال ميال القيسي مدير عام شركة الجزيرة للأسماك: «إن الإجراءات الجمركية تسبب إعاقات كثيرة وكبيرة وتؤخر الإنجاز»، داعياً إلى توفير أكثر من مناوبة للمخلصين الجمركيين للاستمرار في مواصلة العمل على فترتين صباحية ومسائية، كما هي الحال بالنسبة لإدارة ميناء عدن التي تعمل على مدار اليوم، خصوصاً وأن جميع الموانئ اليمنية متوقفة، هناك ضغط كبير على ميناء فلذا، يجب أن تقوم إدارة جمارك الميناء بمعالجة هذا الأمر وعدم تأخير التجار». وحول التعاون بين التجار وميناء عدن والتسهيلات التي تقدمها إدارة الميناء إلى التجار اليمنيين، قال القيسي: «بالنسبة لنا كتجار ومستثمرين نشكر إدارة وعمال ميناء الحاويات على الجهود المبذولة لتسهيل إجراءاتنا والتسريع بها، ولا يوجد أي صعوبات من قبل إدارة الميناء، فمثلاً أمامك نحن الآن قبيل المغرب، والعمل جارٍ في الميناء، ويستمر حتى المساء عكس إدارة الجمارك». وأضاف مدير عام شركة الجزيرة: «هناك ازدحام غير عادي في الميناء للحاويات الواصلة والمغادرة، وهذا يتطلب عملية توسعة لأرصفة الميناء، وكذلك نأمل تعميق القناة الملاحية، لكي تستطيع السفن العملاقة من التوجه إلى ميناء عدن، وهذا بدورة يحتاج إلى دعم خليجي وإماراتي، خصوصاً لتطوير ميناء عدن، كما نأمل من إخوتنا الإماراتيين والخليجين دعم ميناء عدن بالمعدات الأزمة، وغيرها من المعوقات التي تواجه إدارة الميناء». ويقول مالك عبد الوهاب بن همام عضو النقابة العمالية لميناء الحاويات: «إن النشاط في الميناء ليس كما كان في السابق على الرغم من أن هذه الفترة مرت بظروف حساسة ومعقدة وتوقف الميناء قربة أربعة أشهر بفعل الحرب، لكنة وعلى الرغم من كل ذلك إلا أن الجهود التي بذلتها ولا تزل تبذلها إدارة الميناء الحالية كانت كبيرة جداً، واستطاعت أن تؤتي ثماراً طيبة». وأضاف بن همام أن كل الجهود التي تبذل هي جهود شخصية من قبل الإدارة الجديدة للميناء وإلا كان الميناء متوقف حالياً، فالميناء بحاجة إلى معدات وصيانة، والأمر الأهم من ذلك كله إعادة التامين على الخطوط الملاحية ومتى ما تم إعادة التامين للخطوط الملاحية سيشهد الميناء نشاطاً غير عادي. وتابع قائلاً: «هناك خطوط ملاحية لم تعود إلى الميناء حتى اليوم بسبب التأمين، وإن الخطوط التي عادت هي بجهود شخصية من إدارة الميناء، وبفضل تلك الجهود عادت تلك الخطوط إلى ميناء عدن من دون تأمين عليها». وقال: «كما نطالب باعتبارنا نقابة عمالية بضرورة الإسراع في توسعة الميناء خصوصاً والميناء اليوم في حاجة ماسة لتوسعة عاجلة وسريعة، وفي وقت سابق كانت قد اعتمدت هذه التوسعة لكنها توقفت ولم يتم البدء بتنفيذها، ونؤكد أن الميناء لم يحظ بأي اهتمام من سابق، وأملنا إن يتم الالتفات لهذا الميناء الحيوي المهم». وقال عضو النقابة العمالية: «يجب الاهتمام بالعاملين وتحسين معيشتهم، فيما مضى عانينا كثيراً في هذا الميناء من عدم الاهتمام سواء بالكادر البشري أو بالميناء نفسه، واليوم نحن سعداء جداً أن المدير العام هو من أبناء الميناء أنفسهم، ويعرف معاناة العاملين ونثق به، ولكن يبقى أملنا بضرورة دعم الإدارة الحالية للارتقاء بميناء عدن وكوادره. وبحسب الناشط المدني والحقوقي في مؤسسة موانئ خليج عدن وفروعها حسين السعيدي: «إن إتاحة الفرصة لجيل الشباب المتعلم وذوي الخبرات والأخلاق لتولي مناصب قيادية سوى على مستوى المؤسسات أو في الحكومة تعد مسالة جوهرية وهامة، ويجب على القيادة السياسية في الدولة ان تتبناها لنهوض والارتقاء بمؤسسات الدولة والحكومة». بيانات وأرقـــام يمتد ميناء عدن للحاويات على طول 700 متر، وعمق بحري 16 متراً، وينقسم إلى رصيفين يبلغ كل رصيف منهما 350 متراً، وتنتصب فيه سبع رافعات جسرية، منها 5 رافعات نوع ريجيانا، تبلغ الحمولة الآمنة لكل منها 40 طناً، وتصل إلى مسافة 48 متراً من مقدمة الرصيف، في حين هناك رافعتان من نوع لييهر، حمولة الواحدة الآمنة 65 طناً، وتبلغ المساحة الأرضية لخزن الحاويات 5705 حاوية فئة 20 قدماً، أما مساحة الخزن، بارتفاع ثلاث رصات، فتبلغ 17065حاوية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©