الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

تساؤلات

21 يونيو 2007 02:25
المشهد: النار تتمادى وكأنها تريد أن تغمر الأرض كلها، والموت أصبح أكثر سهولة·· جثث متفحمة، وأطفال يوشك الجوع أن يفتك بهم، الفقر في مناطق شاسعة من العالم، نساء ثكالى وأطفال على الطرقات، يبكون ويموتون·· الجبار يمعن في تجبره ويذهب مباشرة إلى تشويه الحياة ويوغل في تدمير الحرث والنسل· فيالق الموت العلني والمخفي لا تعير أي إذن لأصوات السلام· والدائرة لا تتسع للجمال، إنها تضيق يوما بعد يوم، ويكاد الأمل أن يتلاشى·· خطوات الخوف والدمار والتسليح لمزيد من الخراب تتقدم إلى الأمام· يحدث هذا منذ أن سُكب الدم الأول على الأرض·· يحدث بفعل الإرادة وفعل الإنسان ذاته، وكأن الأرض قد عشقت شرب الدم وأصبح مزاجها الذي لا يتغير؛ وهناك أحد ما، تواطأ مع هذا العشق للدم، وأصبح نادل الأرض الأول الذي يسقيها الدم، فيما هي تجود له بالقوة كي يمعن في التدمير· *** ما يحدث في العالم من مشاهد الموت والخراب اليومي القريب جدا منا والبعيد في زمننا، في التاريخ البشري، يؤكد تراكم الكراهية، تراكم عدم الوعي والإدراك، تراكم الإصرار على حقائق مختلفة وزائفة· وكأن خلاص الإنسان في يد شعب بعينه، أو أمة بعينها، أو تعاليم وأفكار خاصة لذلك الشعب أو تلك الأمة·· كأنه خلاصه في الماضي فقط، وليس في لحظته، حاضره، قلبه، روحه وفي ما تزخر به الطبيعة من جمال· وكأن الإنسان أصيب بعمى البصيرة ولم تتحقق له رؤية الجمال، وذهب إلى التعصب والتشدد والتَهم أفكار سلفه الشرسة حتى العماء·· وحين التحديق بعمق في صراع العالم، فإننا على أعلى تقدير، لا نجد منطق الصراع الأزلي الذي يقال عنه صراع الخير والشر، بل في المجمل إننا نرى قتال الشر مع الشر، إذا جاز لنا التعبير عن هذا الخسران الدائم لمعنى الحياة الجميل· *** هكذا ضاعت الحقيقة ولم يعد الإنسان يرى حتى عندما قفز الفيلسوف اليوناني امبذوقليس ( 490 -034 ق · م ) ذات يوم من أيام البشرية البعيدة، في البركان وترك نعاله كعلامة أو كأثر، حيث برغم هذا الفعل الضخم لم يدرك الإنسان، بان الحقيقة هي إننا نمضي والحياة تستمر وكل ما نحمله في رؤوسنا يحرقه هذا البركان ولا يبقى منا سوى ذلك الأثر، الأثر الذي يجب أن نعمل على أن يكون مغلفا بمحبة بإتساع الكون، وأن لا ندع ذلك الذي حضنا وما زال يحضنا على حروبنا التي تحصدنا كل يوم، يتلذذ بموتنا· وهنا تطرح هذه التساؤلات نفسها : هل نتأمل كمالياتنا وما أنجزناه ونحن في مسيرة تطورنا التي خلفت آلاماً ومآسي كثيرة، ثم نذهب بعيداً، نسرح في الوجه الجميل من الطبيعة؟ هل نؤمن ونطبق ثقافة جديدة تجعلنا نستمر حتى أرذل العمر بسلام ومحبة؟ هل سننجو، أم القادم بشع ولايطاق؟ هل تستمر الحضارات القادمة كدائرة تتسع وتحقق في اتساعها السلام والأمان، وليس حلقات وحقب ننتقل معها من خسارات إلى خسارات؟ هل يمكن أن نصل إلى اتفاق حول قضايانا الثقافية التي نختلف على استيعابها؟ هل لنا أن نقوم بتغيير التشنج والتعصب للفكرة ونصل إلى القدرة على نقل الاختلاف ووضعه في سلة الأخذ والعطاء لنحقق الحوار الحضاري فيما بيننا دون إلغاء أحدنا الآخر أو التقليل من تجارب بعضنا البعض؟ *** ساعدنا أيها الحب على أن لا ننهار هنا في هذا القفر دعنا نحدق في الجمال، حيث في القصيدة كلاما آخر، لا تنكسر ·· فقلبك رائع وفي الشمعة المشتعلة فكر وحقيقة، كلنا نحبك ونعرف الصفاء الذي يسكن روحك
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©