الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«قلعة البيت متوحد» منحوتة تحاكي عراقة الماضي وتطور الحاضر

«قلعة البيت متوحد» منحوتة تحاكي عراقة الماضي وتطور الحاضر
25 ديسمبر 2013 14:26
فاطمة عطفة (أبوظبي) - كورنيش أبوظبي أحد الواجهات السياحية الرائعة في المدينة، التي يعبر عليه المئات من الناس يوميا، ليس فقط للتمتع بمنظر البحر وما يحيط به من بهاء وجمال المدينة وروعة صروحها الحديثة، التي تظهر مثل قلادة على صدر حورية الخليج العربي، بل أيضا لاستضافة بعض فعاليات أفراح الاتحاد المتمثلة في العمل الفني منحوتة «قلعة البيت متوحد»، التي دشنت مؤخرا ضمن الاحتفالات باليوم الوطني، وبرعاية الشيخ محمد بن سلطان بن حمدان آل نهيان. وأمس اختتمت فعاليات العمل النحتي والإضافات الجديدة، التي أنجزها الفنانون المشاركون والهواة من الجمهور. شكل 8 فنانين محترفين ومجموعة من الهواة أضخم «منحوتة رملية»، وأظهروا فيها أشكالا ونماذج متعددة لصروح معمارية ومعالم تراثية من الإمارات، وحول هذا العمل الفني التراثي المعاصر، يوضح عامر إبراهيم، المدير العام لمؤسسة «نقاط لإدارة الفعاليات»، المنسق العام للاحتفالية إن «هذه القلعة الرملية التي كنا نطمح بأن نحطم فيها الرقم القياسي المسجل حاليا بمجموعة جينيس، والذي ما زالت الصين تحتفظ به من عام 2010، ارتفاعه 22 مترا، ومحيطه 40 مترا، لكن منحوته «القلعة الرملية: البيت متوحد» هي الأكبر في الوطن العربي، وقد استخدم في بنائها 3000 طن من الرمل واستغرق العمل عليها 17 يوما بمشاركة اثنين من الفنانين الإماراتيين وهما شادي المطروشي، وجاسم آل علي، ومعهم أربعة فنانين عرب، وهم فؤاد يوسف من لبنان، وهيثم أبوالعينين من مصر، ومنير عليوي من سوريا، وفيصل قويدر من الأردن، إضافة إلى مشاركة بعض الهواة من الجمهور مثل شيخة آل علي، وسلطان الحارثي. ويشير عامر إلى أن هذه الفعاليات واحدة من فعاليات مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية، حيث ظهرت مثل تحفة فنية تحمل جزءا من تراث الإمارات، لتقديمها هدية إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، كما جسدت هذه القلعة المنحوتة مدى الألفة بين أبناء الوطن والتفافهم حول قيادتهم الرشيدة. وعنوان «البيت متوحد» مقولة أطلقها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، فانطلقت لتغمر فضاءات الإمارات، وتجمع أبناء الشعب الواحد كله على كلمة سواء، فالوطن كلمة غالية يجتمع عليها أبناؤه بالألفة والمحبة. وجاءت إضافات فنية جديدة على فعاليات منحوتة «القلعة»، في إطار احتفالات مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، بالتعاون مع الشريك الراعي للاحتفالية مجموعة آل شافي، وبدعم من بعض الجهات الحكومية مثل بلدية أبوظبي ونادي تراث الإمارات وشركة الجرف لتنمية المشاريع، ومديرية المرور والدوريات. عمل مهم واصل الفنانون تقديم منحوتات جديدة خلال مدة عرض المنحوتة منذ الـ 24 من الشهر الجاري. وعما أضافه، قال الفنان جاسم آل علي «أعتبر مشاركتي في منحوتة القلعة عملا مهما يمثل بعض معالم الإمارات الحضارية، مثل المترو، وفندق جميرا بيتش في دبي، والأهم كانت فكرة قلعة الحصن التي حفرت عليها صورة والدي المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، وهذا أول عمل أقوم به حيث اكتشفت من خلاله هوايتي الفنية ومحبتي له، واستطعت بذلك تجسيد هذه الصورة التي رسمت في قلوبنا كلنا، نحن أبناء الإمارات». والفنان آل علي يعمل مدرسا لذوي الاحتياجات الخاصة، وقد أسس منذ عامين فرقة «ليولة الحربية»، ويشارك مع الفرقة في حفلات التراث، كما قام بتصميم جائزة نوبل للأعمال الإنسانية عام 2010، بمشاركة طلبة معاقين. وعما أضافه تحديدا يقول «أضفت على الكورنيش منحوتة بعنوان «الاتحاد قوة» وهي عبارة عن أياد متشابكة مع بعضها». وشارك الفنان اللبناني فؤاد يوسف في نحت القلعة حيث جسد مركز جامع الشيخ زايد في أعلى القلعة الرملية، وسوق الشارقة الشعبي، من جهة أخرى، وقلعة الحصن في أبوظبي، وهو يعمل حاليا على منحوتة الديناصور، وحول هذه المنحوتات، يقول «تراث الإمارات يضم الفن والجمال، ومن المهم جدا أن تأتي مثل هذه الفعاليات ليتعلم الأطفال من مشاهدة هذه المجسمات عن معالم من تراث الإمارات وهي تناسب تفكيرهم. وهذه المنحوتة الرملية التي شاركت فيها تحمل شعارات مهمة مثل «روح الاتحاد»، «البيت متوحد» أيضا، ومن المعمار الحديث مبنى «الدار»، و«متحف اللوفر»، و«مجسم الفراري»، وهو معلم اختير على أن له قيمة معمارية مثل برج خليفة. والناس كانت تأتي وتشاركنا في هذه المنحوتات، وهي تغذي موهبتها وتعرفها عن طريق الفن بهذه المعالم». وحول النحت بالحجر أو بالرمل والفرق بينهما، يوضح يوسف «العمل في مادة الرمل يحتاج إلى تقنية ودقة أكثر من الحجر، إذ نضيف عليها بعض المواد البسيطة التي تزول بسرعة من دون أن تترك أي أثر على البيئة، كذلك عوامل الطقس لها تأثير كبير، وكل ما نحتاجه في النحت على الرمل الضغط على الرمل بقوة مناسبة ليصمد أكثر فترة ممكنة»، مشيرا إلى أن الناس تحب كثيرا أن ترى الفنان وهو ينفذ عمله النحتي، فلديهم حب الفضول وإشباع رغبتهم في لمس الرمل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©