الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العطلات القصيرة أكثر فائدة من عطلة واحدة طويلة

العطلات القصيرة أكثر فائدة من عطلة واحدة طويلة
24 ديسمبر 2011 20:12
قد يعتقد البعض أن الاستفادة من العطلة لا يحصل إلا إذا كانت هذه الأخيرة طويلةً، لكن خبراء صحة نفسية أميركيين يقولون إن هذا الاعتقاد السائد عار تماماً عن الصحة. فالإنسان يمكنه أن يُحصل استفادةً قصوى على الصعيد البدني والنفسي من فترة عطلة قد لا تتجاوز أسبوعاً واحداً أو أسبوعين في حال أحسن استثمارها وتنظيمها. بل إن هؤلاء الخبراء يذهبون أبعد من ذلك ويقولون إن توزيع العطل على فترات متفرقة قصيرة يُعد أفيد للجسم من تجميعها في عطلة سنوية واحدة طويلة. وهم يدعون في هذا الصدد إلى الإقلاع عن ذلك التفكير الذي يفيد بأن العطلة القصيرة تستلزم لُزوم البيت، مُشيرين إلى أن قضاء أيام قلائل في أماكن مفضلة وفي ممارسة ما يعشقه المرء من هوايات ورياضات وأنشطة قد يكون له من المنافع ما لا يُحصله المستفيد من عطلة تصل مدتها شهراً أو أكثر. ويقترح أعضاء الجمعية الأميركية للسرطان القيام بخطوات بسيطة لتحقيق الاستفادة القصوى من العطل القصيرة كعطلة ما بين الفصلين الدراسيين أو عطلة رأس السنة أو غيرها من العطل غير الطويلة. وأول خطوة ينصح الخبراء باتباعها هي البعد عن مُسببات القلق والتوتر واستبعاد كل ما من شأنه أن يجلبه. ويُشيرون إلى وجود العديد من العلاجات المساعدة على التخلص من القلق والتوتر، سواءً منها المندرجة ضمن الطب الطبيعي أو التكميلي البديل أو الأدوية الموصوفة وغير الموصوفة. ويُخاطبون المخطط للاستفادة من العطلة «إذا كُنت من المدخنين وشددت رحالك لوجهة ما، فتأكد أنك أخذت معك العدة اللازمة بما فيها الأدوية، وفي حال تعرضت إلى مواقف لم ترُقك، لا تجعل دخان السيجارة ملاذك، بل استعض عنه بأشياء بديلة أخرى يليق بها المقام الذي تحط فيه مثل ممارسة رياضة أو هواية أو تناوُل مأكولات صحية أو النوم على إيقاع موسيقى هادئة أو حتى المشي على شاطئ البحر والتنفيس عن النفس حتى لو اقتضى ذلك الصراخ ومخاطبة أمواج البحر الصاخبة أو الناعسة. وإذا لم تنفع أي من هذه الوسائل في إعادة راحة مزاجك، فلا بأس بالاستعانة بالتحدث إلى صديق أو زميل أو رفيق أو زوجة أو زوج والبوح له بما يشغلك ويعكر صفو بالك من مشكلات أو هموم أو شجون». وينصح الخبراء بالحرص على عدم جعل العطلة ولو قصرت مناسبةً للتساهُل مع النفس في الأكل والشرب بدافع أن خرق النظام الغذائي المتبع لأسبوع واحد أو أسبوعين لن يؤثر، بل العكس هو الصحيح، إذ قد ينجح المرء في الحفاظ على وزنه المثالي أو إنقاص كيلوجرامات من وزنه طيلة أشهر، لكنه قد يهدم في أسبوع ما بناه في أشهر في حال تساهل مع نفسه وأحل لنفسه في العطلة ما حرمه عليها في غيرها. ويؤكد الخبراء أيضاً أهمية ممارسة التأمل والتنفس العميق في الأجواء الجميلة الصافية على شاطئ البحر أو في مكان جبلي أو صحراوي أو غيره من الأمكنة التي يرتاح لها المرء كل حسب أذواقه وميوله. وإذا كان النظام الغذائي من الأمور التي لا ينبغي للشخص أن يحيد عنها حتى لا يعود من العطلة غارماً لا غانماً، فلا بأس عليه إن خرق البرنامج الرياضي الأسبوعي الذي اعتاد اتباعه، بل إنه من الطبيعي أن يخرقه بسبب طبيعة أنشطة العطلة التي تكون مختلفةً عن الروتين اليومي الرتيب والمنتظم للشخص في بيته المعتاد. ويرى خبراء أن استثمار أوقات العطل في تجريب ممارسة أنشطة رياضية تُناسب المكان الذي يوجد فيه الشخص كالتزلج على الجليد أو تسلق الجبال أو سياقة الدراجة على الرصيف أو على رمال الشاطئ المبتلة قد تكون له فوائد أكثر على صحة الشخص ونفسيته، كما قد تجعله يكتشف هوايات أخرى لم يعهدها ومن ثم يُصبح من عُشاقها وممارسيها. ومن النصائح التي يسوقها الخبراء خلال فترة العطل هي عدم السهر، فعدم اضطرار المرء إلى الاستيقاظ مبكراً لا يعني سهره لأوقات متأخرة من الليل، فذلك يُفوت عليه الكثير من مباهج الطبيعة الصباحية مثل شروق الشمس وزقزقات العصافير والجو الصباحي المنعش الجميل، كما يُقيد خياراته في نوع الأنشطة التي يمارسها خلال اليوم التالي ويجعله يشعر بانقضاء الوقت بشكل أسرع. ولذلك يُنصح بالاكتفاء بتقليل الأنشطة الليلية قدر الإمكان وقصر أنشطة ما بعد تناوُل العشاء على المشي قليلاً وممارسة إحدى الهوايات المهدئة للبال والنفس مثل قراءة رواية أو الاستماع إلى الموسيقى، والحرص على عدم النوم على مشاهد تلفزيونية، فمعظمها يُتعب الدماغ في فترة العطلة أكثر مما يُريحه. وفي حال سافر الشخص رفقة أفراد أسرته، يُفضل له أن يُشرك أطفاله في الأنشطة التي يقوم بها ويضع لهم أنشطةً خاصةً بالتشاوُر معهم وبما يجعلهم أيضاً يحققون الاستفادة القصوى من العطلة، وذلك لا يتحقق إلا بالنأي بهم عن الأنشطة اليومية المألوفة التي اعتادوها، خصوصاً مشاهدة التلفزيون وممارسة ألعاب الفيديو، فإقناعهم بقضاء عطلة بدون تلفزيون وألعاب فيديو يجعلهم يستفيدون أكثر ويكتشفون عوالم أوسع وأرحب من عوالم البيت الضيقة المحصورة في الشاشات وبين أحضان الإنترنت. هشام أحناش عن «واشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©