الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«كرنفال» عالمي في سويحان للحرف التراثية والمشغولات اليدوية

«كرنفال» عالمي في سويحان للحرف التراثية والمشغولات اليدوية
9 فبراير 2014 01:12
أحمد السعداوي (أبوظبي) - واصلت المرأة الإماراتية نجاحاتها المستمرة في المجالات كافة، لتثبت يوماً بعد آخر أنها على قدر المسؤولية، وتستطيع مشاركة الرجل في تحمل المهام الصعبة وبلوغ الأهداف البعيدة، هذا هو ما أثبته حال النساء المشاركات في مهرجان سلطان بن زايد التراثي لهذا العام، عبر الجهود الكبيرة التي بذلنها من أجل الوصول بالمهرجان إلى مصاف الأحداث العالمية، إعداداً وتنظيماً وحضورا جماهيريا فاعلا من كافة الأعمار والشرائح المجتمعية. وكان للنساء المنتسبات لنادي تراث الإمارات على اختلاف درجاتهن الوظيفية ومواهبهن المتنوعة، نصيب الأسد في هذه المشاركة، حيث أسهمن في تنظيم المهرجان بشكل حضاري راق عبر عضويتهن في لجنة الأنشطة بإدارة المهرجان، ومنهن من شاركت في عرض المشغولات التراثية الإماراتية، وفريق آخر قدم واجبات الضيافة والكرم الإماراتي الأصيل للجمهور القادم إلى سويحان من كل مكان. أجمل محل المهرجان الذي انطلقت فعالياته في الثاني من فبراير الحالي وتستمر على مدى خمسة عشر يوماً، أبرز الدور المحوري الذي قامت به نساء الإمارات في حفظ موروث الأجداد وطرحه على المجتمع المحلي والعالمي في قالب جذاب، يتناسب مع ثراء مفرداته وأصالة مجموعة القيم والأفكار التي يتميز بها. تقول فاطمة التميمي رئيس قسم الأنشطة النسائية بالإنابة في نادي تراث الإمارات، وعضو لجنة الأنشطة المصاحبة في المهرجان، إن دورها تمثل في تنظيم وتنسيق السوق الشعبي، من خلال توزيع المحال على العارضات المشاركات من جهات عديدة، وبدأ العمل باستقبال العارضات والتأكيد على الأسماء ثم توزيع المحال عليهن، والإشراف على طريقة عرض المنتجات وديكور المحال، لأان هناك مسابقة تجريها إدارة المهرجان لاختيار أجمل محل، ومعايير الاختيار هي القدرة على تنظيم المنتجات المعروضة، تعامل العارض مع الزوار، الالتزام والسلوك بمعنى ضرورة حضور/ وجود صاحب المحل الخاص بالمنتجات التراثية طوال اليوم، من العاشرة صباحاً وحتى العاشرة مساءً ليشرف على منتجاته بنفسه ولا يترك بديلاً عنه، كون الزائر للفعاليات التراثية لديه شغف بمكونات المشغولات وكيفية استخدامها وطريقة صنعها، وكل هذه العناصر لا يجيب عنها سوى صاحب المنتج نفسه وليس مجرد عامل أو عاملة ينوب عنه للتعامل مع الزائرين. أكلات مجانية فيما توضح منى الملا، المساعد الإداري ومدربة الأشغال اليدوية في مركز السمحة النسائي التابع لنادي التراث، أن دورها، المساعدة في تنظيم المسابقات والإشراف عليها، موضحة أنهن كعضوات لجنة الأنشطة يقسمن العمل بينهن، ثم توجيه وإرشاد العارضات حتى يخرج المهرجان بشكل راق، يتناسب مع الصورة المشرقة لدولة الإمارات في العالم، والتي جعلت الجميع يتطلع بشغف لرؤية كافة الفعاليات والأنشطة المقامة في سويحان، وهو ما بدا عبر الإقبال الكبير الذي شهده المهرجان في نسخته الحالية، بفضل تطوره عن الأعوام السابقة بشكل نال إعجاب الجميع. ولفتت إلى أن الوالدات المنتسبات لمركز السمحة النسائي قمن بصنع وتقديم الأكلات المحلية المجانية للضيوف، والتي تتميز بطعم خاص يعكس جودة المطبخ الشعبي الإماراتي، وكرم الضيافة لأهل بلادنا. وقامت الوالدات بتعليم الأجيال الجديدة والزائرين أساسيات فنون التلّي والسدو وغيرهما من المشغولات اليدوية الإماراتية الحديثة والقديمة، ما يعود بالنفع على أبنائنا وتعليمهم «السنع» وهي (سلوكيات الضيافة والمجالس والتعامل مع الغير)، وكذلك تعليمهم الكثير من العادات والتقاليد الإماراتية المختلفة. أسباب النجاح خديجة ناصر المهري، مساعد إداري بنادي التراث وعضو بلجنة الأنشطة بالقرية التراثية والسوق الشعبي المقام على هامش المهرجان، قالت إن أهم أسباب النجاح اللافت لفعاليات مهرجان سلطان بن زايد التراثي لهذا العام، هو أسلوب العصف الذهني وتبادل الأفكار مع الزملاء قبل القيام بأي عمل، حتى نصل إلى الأسلوب الأمثل في إنجازه. ومن ضمن دورها في فريق العمل، المساعدة على حل المشكلات إن وجدت، الإشراف على الأمهات وتيسير عملهن ومساعدتهن على إبراز المشغولات التراثية بالصورة التي تستحقها، مؤكدة أن هذا التعاون أدى لظهور المهرجان بصورة أفضل من الدورات السابقة، نتيجة التطور في كل النواحي وأهمها التآلف بين فريق العمل الذي أسهم في إنجاح كل خطوات المهرجان منذ الإعداد له وحتى الوصول إلى درجة رضا عالية من الجمهور الذي تزايدت أعداده بشكل واضح. زميلتها، حليمة عبدالله المهري، عضو فريق الأنشطة المصاحبة، ذكرت أنها تعمل كمسؤولة عن التنظيم والترتيب والتيقن من اللمسة الجمالية في المحال، وكذلك التعامل مع العارضين والتعرف على احتياجاتهم والعمل على توفيرها، حيث تقوم بالمرور عليهم نحو 6 مرات يومياً، من أجل تذليل أي مصاعب حال وجودها، والبقاء معهم طوال اليوم، حتى تكون مشاركتهم فاعلة ومفيدة لهم ولغيرهم، مشددة على أن أجمل ما في عملهن، هو روح الفريق الواحد التي كان لها الفضل الأكبر في إنجاح عملهن، وجعل المهرجان كرنفالاً تراثياً إماراتياً عالمياً، وهو ما بدا من الحضور اللافت لكثير من الجنسيات العربية والأجنبية إلى جانب أشقائهم الإماراتيين، وجعل من ساحة المهرجان وسيلة لتبادل رسائل الحب والسلام بين شعوب العالم على أرض الإمارات. قيمة المهرجان ونوهت المهري، إلى قيمة زيارة المهرجان، واعتبار من فاته ذلك سيفتقد كثيراً من الأشياء الممتعة التي بذلت فيها إدارة المهرجان جهوداً كبيرة، مثل العروض الفنية اليومية، والمسابقات ذات الجوائز القيمة، وأجواء الراحة وحسن الضيافة التي شهد بها الجميع. الوالدة وادية عتيق، إحدى منتسبات نادي تراث الإمارات، كانت لها مساهمة مميزة ضمن مناشط المهرجان، عبر فنون الخوص المختلفة التي برعت فيها وأدهشت الزائرين بتنوع أشكالها وتصميماتها، ودقة صنعها التي تجعل هذه المشغولات مستخدمة في أغراض الزينة والديكور ويتهافت الجميع للحصول على بعض منها، لتزيين جدران منازلهم أو وضعها في مجالسهم لتمنحها سمتاً عربياً خالصاً. ومن المنتجات التي برعت فيها عتيق، «المكب» ويكون على شكل هرم وكان يستخدم في تغطية الطعام لحفظه من الحشرات والهواء والملوثات، «الجفير» عبارة عن سلة كان يستخدمها أهل البر في حمل الرطب، وأهل البحر في حمل الأسماك، ولها استخدامات منزلية أخرى متنوعة يعرفها الأقدمون الذين عاصروها منها حمل الأشياء البسيطة عند الانتقال من مكان إلى آخر، «الزفارة» التي تصنع من جريد النخيل وتُستخدم كباب للبيوت القديمة وللعرشان وتسمح بمرور الهواء منها فيصبح البيت صحياً وهواؤه متجدداً، «السرّود» وتستخدم كصينية لتقديم الطعام وهي متعددة الأحجام ويمتلك كل بيت أكثر من واحدة منها في العادة، لأن لها استخدامات أخرى غير تقديم الطعام فهناك من يعلقها على واجهات البيوت ليمنحها شكلاً جمالياً، «الخصف» عبارة عن كيس لحفظ التمور ولكن الكثيرين يستخدمونه الآن في أغراض الديكور، بعد ظهور الثلاجات وغيرها من وسائل حفظ الطعام الحديثة. وقالت إن جريد النخل يتعرض لعدة عمليات لتجهيزه قبل البدء في استخدامه لصنع هذه الأشياء الجميلة، حيث يتم وضعه في الماء ليومين أو ثلاثة في كثير من الأحوال حتى يصبح جاهزاً للتعامل معه، ويكون أكثر مرونة وتطويعاً في يد من يستخدمه في صناعة تصميمات وأشكال تراثية مختلفة. ومن واقع خبرتها ومشاركتها في كثير من الأحداث التراثية المهمة، أشادت الوالدة، بالجهد الكبير الذي يبذله أولو الأمر في الدولة ومسؤولو المهرجان في الاعتناء بموروث ألأباء والأجداد، الذي «يشرح القلب» بحسب تعبيرها عند رؤية أي من منتجاته أو أشكاله التراثية ومشغولاته اليدوية الجميلة. أول مرة وشاركت أم سهيل في فعاليات القرية التراثية، بركن خاص لحلوى الأطفال، مشيرة إلى أنها المرة الأولى التي تساهم فيها بأحد المهرجانات التراثية، وسعدت كونه مهيأً لأقصى درجة لراحة العارضين والزائرين على حد سواء، وتم تجهيز الخيمة الكبيرة بالمكيفات على الرغم من جودة الطقس وهذا يعكس الحرص المتناهي على توفير أقصى درجات الراحة وكرم الضيافة للعارضين والجمهور، وأكدت أنها كإماراتية مشاركة في مهرجان سلطان بن زايد التراثي 2014، تشعر بالفخر لإسهامها في التعريف بمأكولاتنا وتراثنا وطرق حياتنا وثقافتنا الخاصة. ومن المأكولات التي تعرضها «الخنفروش» وهو أحد أنواع المعجنات، والـ «ممروسة»، فضلاً عن تقديم الهريس والعصيدة والجرس إلى الزوار الذين راقهم ما تنتجه نساء الإمارات من أكلات خاصة مرتبطة ببيئتهن وثقافتهن المحلية. وإلى جوارها جلست والدتها، أم محمد، وقالت إنها شاركت في عدد من المهرجانات التراثية قبل ذلك مثل ليوا، الوثبة، وهذا المهرجان استطاع أن يحقق نجاحا كبيرا وهو ما يعكسه وجود جمهور كبير من الإمارات وخارجها. ? إقبال على المشاركة في مسابقة المحالب في سويحان أبوظبي (الاتحاد) - في إطار فعاليات مهرجان سلطان بن زايد التراثي المقام في سويحان، بدأت في ساعة مبكرة من صباح أمس مسابقة المحالب التي يشارك فيها عدد كبير من أبناء الدولة ودول مجلس التعاون الخليجية، وتعتبر من أهم مسابقات المهرجان، حيث تهدف إلى تشجيع الملاك على اقتناء أفضل النوق في مجال حليب الإبل الذي يعد جزءاً أصيلاً من تراث الإمارات. وتوقع رئيس مسابقة المحالب علي بن خصيبة أن يكون الإقبال كبيراً هذا العام مقارنة مع العامين الماضيين، الأمر الذي يؤشر على حرص المواطنين على تعزيز جهود سمو الشيخ سلطان بن زايد، لصيانة الموروث وتعزيز مكانته في مختلف المجالات. وأضاف: بدأ أمس السبت، تسلّم الإبل المشاركة وترقيمها من قبل جهاز الرقابة، ثم فرزها وتصنيفها حسب الفئة المخصصة لها، من قبل لجنة المحالب، تمهيداً لوضع كل الإبل المشاركة في الفئات والأشواط المحددة لها، وتتم هذه الخطوة لضمان نزاهة المحالب بحيث تكون جميع الإبل تحت الإشراف المباشر للجنة قبل يوم كامل من حلبها، والذي يكون على فترتين صباحية ومسائية، ويسمى اليوم الأول هذا بيوم التطيب للإبل المشاركة، وفي ذات الوقت للتأكد خلاله أن الإبل ليست «محينة» أي مضى عليها أكثر من أربع وعشرين ساعة لم تُحلب. وأوضح أن من أبرز شروط‏? ?مسابقة? ?المحالب، السماح? ?لكل? ?مالك? ?بالمشاركة? ?بناقة? ?واحدة? ?فقط، وأن? ?يكون? ?الحلب? ?عن? ?طريق? ?صاحب? ?الناقة? ?أومن? ?يراه? ?مناسبا،? ?كما? ?أن? ?وعاء? ?الحليب? «?الطاسة?» ?ستكون? ?من? ?قبل? ?فريق? ?التحكيم، وأشار? ?إلى? ?أنه? ?في? ?شوط? ?فئة? ?المحليات? ?يجب? ?أن? ?تكون? ?الإبل? ?المشاركة? ?من? ?المحليات? ?الأصايل? ?ويُمنع? ?مشاركة? ?الإبل? ?المهجّنة? ?بها، كما? ?يجب? ?أن? ?تكون? ?الناقة? ?خالية? ?من? ?جميع? ?الأمراض? ?المعدية? ?والفطرية،? ?وأن? ?يكون? ?الضرع? ?جيداً? ?ولا? ?يكون? ?متهدلاً? ?والحلمات? ?سليمة،? ?كما? ?يجب? ?أن? ?تكون? ?الناقة? ?غير? (?محينة?) ?وأن? ?لا? ?تكون? ?تحت? ?تأثير? ?أي? ?أدوية? ?مدرّة? ?للحليب،? ?وذكر? ?رئيس? ?لجنة? ?مسابقة? ?المحالب? ?أن? ?تغذية? ?الإبل? ?المشاركة? ?في? ?مسابقة? ?المحالب تكون? ?عن? ?طريق? ?فريق? ?المسابقة. مسؤولية مضاعفة قالت خديجة ناصر المهري، مساعد إداري بنادي التراث وعضو بلجنة الأنشطة بالقرية التراثية والسوق الشعبي المقام على هامش المهرجان، إن نجاح المهرجان يمثل مسؤولية مضاعفة علينا، للحفاظ على ما وصلنا إليه وتحقيق مزيد منه في الدورات القادمة، خاصة أن سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات، يقدم كل الدعم والرعاية لهذا المهرجان وغيره من المناشط التراثية التي يشرف عليها نادي تراث الإمارات، وغيرها التي تقام في الدولة وتعنى بإبراز تراث أجدادنا في حلة زاهية. مشغولات تراثية تقول الوالدة وادية عتيق، إحدى منتسبات نادي تراث الإمارات، إنها التحقت بنادي التراث منذ سنوات عديدة، شاركت خلالها في دورات كثيرة لتعليم الفتيات الصغيرات، المشغولات التراثية الإماراتية المرتبطة بالخامات المستخرجة من النخيل كونه يكثر في البيئة الإماراتية ويمكن الإفادة منه في نواح عديدة، ويمكن صبغ منتجاته بألوان متعددة، ما يبرز جماليات العمل اليدوي فيها على وجه أوضح.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©