الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مدارس الشراكة ··في عيون الميدان التربوي

20 يونيو 2007 03:33
بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' ومتابعة من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس أبوظبي للتعليم، واهتمام من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان وزير شؤون الرئاسة نائب رئيس مجلس أبوظبي للتعليم أنشئ مجلس أبوظبي للتعليم ليكون القاطرة التي تقود التعليم في إمارة أبوظبي وتهيئه للتعامل مع متطلبات القرن الواحد والعشرين وكذلك تمكنه من مجابهة التحديات التي يشهدها هذا القطاع الحيوي في مختلف أنحاء العالم وخاصة في المجالات التقنية والتطبيقية· وعلى مدى أكثر من 18 شهراً دخل مصطلح مجلس التعليم إلى أروقة الميدان التربوي ولفترة طويلة آثر المجلس ألاّ يدخل حلبة ''الدعاية'' الإعلامية مفضلاً العمل والإنتاج على التصريحات، وقد نشط المجلس خلال هذه الفترة في رصد وتحليل ورسم استراتيجيات لمعالجة المشاكل التي يعاني منها قطاع التعليم في إمارة أبوظبي من خلال دراسات ميدانية دقيقة يقوم بها نفرٌ من الباحثين المتخصصين في مختلف القطاعات التربوية والتعليمية· لفترة طويلة ظلت صورة المجلس وآلية عمله وأهدافه وبرامجه غير مفهومة لدى قطاع عريض من العاملين في الميدان التربوي، وعلى الرغم من المشاريع التربوية المتميزة التي دشنها المجلس في المناطق التعليمية في أبوظبي والعين والغربية ظل البعض على ولائه للصورة القديمة التي لا يرى فيها المجلس بشكل دقيق وفي إطاره المنشود· واليوم تفتح ''الاتحاد'' ملف مجلس أبوظبي للتعليم وتتيح الفرصة للقراء للاطلاع على الصورة الدقيقة للمجلس والتي يستهدف من خلالها النهوض بالتعليم ليس في إمارة أبوظبي فحسب وإنما على مستوى الدولة، فتجربة مجلس أبوظبي للتعليم لن تقتصر ثمارها على المناطق التعليمية الثلاث بل هناك رؤية استراتيجية لأن يخدم هذا المجلس بمشاريعه الناجحة وتجاربه المميزة مسيرة التعليم على مستوى الدولة· تابعت ''الاتحاد'' جولتها في تناول ملف مجلس أبوظبي للتعليم من خلال زيارة عدد من مدارس الشراكة في إمارة أبوظبي للاطلاع على آلية العمل داخل هذه المدارس ورصد آراء الاداريات والمعلمات بتلك المدارس والاستماع إلى وجهات نظرهن بشأن الايجابيات والسلبيات التي قد تعترض مسيرة تلك المدارس وكيفية تعزيز الايجابيات والتخلص من السلبيات بطرق علمية سليمة· مدرسة الزعفرانة وفي البداية أكدت سعاد مبارك الجنيبي مديرة مدرسة الزعفرانة في منطقة أبوظبي التعليمية على أن انضمام مدرستها تحت لواء مدارس الشراكة ساهم في النهوض بالعملية التعليمية في المدرسة والارتقاء بمستويات الطالبات مشيرة إلى أن كل مشروع له سلبيات وايجابيات ومن أبرز السلبيات التي واجهتنا في بداية العام الدراسي الحالي أنه عند تطبيق تجربة مدارس الشراكة فوجئنا بأن أعداداً كبيرة من أولياء الأمور لا يعرفون اللغة الانجليزية وهي اللغة الأساسية التي تم التركيز عليها في التدريس داخل هذه المدارس مما خلق فجوة بين الطرفين - المدرسة والأسرة- إذ أن ما تقدمه المدرسة للطالب في حاجة لمتابعة يومية من الأسرة وتصبح المشكلة صعبة لدى كثير من الطلبة الذين لا يجدون في البيت من يعينهم على التفاعل مع هذه المواد باللغة الانجليزية، وقد نجحت المدرسة في التخلص من هذه المشكلة من خلال كتابة تقرير يومي حول أداء كل طالبة يُرسل معها في نهاية اليوم إلى ولي الأمر باللغتين العربية والانجليزية بحيث يتمكن ولي الأمر أو الأم من متابعة الأداء اليومي للطالب· وأشارت الجنيبي إلى أنها لا تفضل أن يكون هناك توجيه تربوي من جانب الوزارة على مدارس الشراكة إذ أن وجود هذا التوجيه يخلق نوعاً من الازدواجية خاصة مع وجود موجهات وموجهين من جانب الشركات التي تدير هذه المدارس، وأوضحت أن تجربة مدارس الشراكة ستحمل كثيراً من الخير للعملية التعليمية ولكنها لا تزال في بداياتها الأولى ولا تزال مدرسة مثل مدرستنا تعاني من نقص في التجهيزات والتقنيات والمكتبات والمرافق العلمية وهذا كله يضاعف من العبء الملقى على عاتق المعلمات· الهوية الوطنية وحول سؤال يردده كثير من أولياء الأمور من أن مدارس الشراكة لا تهتم بالتربية الاسلامية أو اللغة العربية أكدت الجنيبي على عدم صحة هذه الملاحظات فمدارس الشراكة تهتم بهاتين المادتين إلى جانب الاهتمام بمواد علمية أخرى مثل الرياضيات والعلوم، ولا يُعقل أن تكون مديرة مواطنة تقبل بتهميش التربية الدينية أو اللغة العربية فهي من صلب هويتنا الوطنية، وأوضحت الجنيبي أن المشكلة التي تواجه مدارس الشراكة تتمثل في عدم وجود معلمات متخصصات في اللغة الانجليزية إذ أن معظم المعلمات ليس لديهن اتقان كامل لمادة اللغة الانجليزية، وإن كان هذا الأمر تم التغلب على جزء كبير منه من خلال التدريب الميداني والأخذ بمبادرات قيادية وابداعية متميزة، كذلك هناك مشكلة أخرى تتعلق بعدم وجود مكافآت مالية للعاملين في مدارس الشراكة وهذا الموضوع تم بحثه كثيراً ولكن للأسف الشديد حتى الآن لم يطرأ جديد بشأنه خاصة في ظل صرف مكافأة شهرية للعاملين في المدارس النموذجية قدرها ألفا درهم شهرياً· التخصص العلمي وحول ما يردده البعض من إجبار مدارس الشراكة لبعض المعلمات على تدريس مواد علمية لا تندرج تحت تخصصهن العلمي مثل قيام معلمة التربية الفنية بتدريس اللغة الانجليزية، أو معلمة اجتماعيات بتدريس العلوم والرياضيات أشارت الجنيبي إلى وجود حوادث فردية في هذا الصدد، وهذه الحوادث لم يقرها أحد ولم نأخذ بها كتوجه في مدارس الشراكة· ومن جانبها أشارت السيدة شارون المديرة الفنية لمدرسة الزعفرانة إلى أنها سعيدة جداً بتحسن مستويات الطالبات في اللغة الانجليزية وكذلك المعلمات خاصة مع وجود فترات تدريبية مناسبة لصقل مهارات المعلمات وإكسابهن مهارات علمية متخصصة مؤكدة على أن آلية العمل في المدرسة تتم بمنظور الفريق الواحد، وعلى الرغم من النجاح الذي حققته مدارس الشراكة في عامها الأول إلا أنه لا تزال أيضاً معوقات مرتبطة بزيادة الكادر التدريسي والمتضمن (7) ساعات أسبوعياً· التربية الإسلامية وأوضحت رقية الشيباني مديرة روضة أطفال الجزيرة في مدرسة شراكة على أهمية الدور الذي تقوم به مدارس الشراكة وتميز الخبرات الأكاديمية والتربوية التي تقدمها للطالبات مشيرة إلى أنها بدأت العمل في 1972 في روضة أطفال أبوظبي وتدرجت في مختلف المراحل الدراسية إلى أن عملت في تلك الروضة التي استقطبتها اللجنة المشرفة على مشروع الشراكة لتطبيق المشروع بها· وقالت السيدة دينيس المديرة الفنية للروضة من جانب الشركة إن اهتمام الشركة بالتربية الاسلامية واللغة العربية لا يقل بأي حال من الأحوال عن الاهتمام الذي نوليه للرياضيات والعلوم واللغة الانجليزية، وأوضحت أن شركة موزاييكا التي تدير المدرسة تدرك جيداً حجم التحديات التي يواجهها مشروع الشراكة سواء فيما يتعلق بزيادة ساعات اليوم الدراسي أو تكثيف الحصص أو الضبط والربط داخل المدرسة· وأكدت رقية الشيباني على أن طول ساعات الدوام لا يشكل عبئاً على المدرسة خاصة في ضوء التأكد من وجود نفس المنهاج الدراسي عند جميع الطلبة، وقالت موزة المزروعي إن المركز التقني في هذه الروضة يفتح آفاقاً جديدة أمام الطالبات من خلال التعارف على أحدث الأساليب العلمية والتطبيقية في هذا المجال، وأوضحت وفاء رمزي أن مشكلة صغيرة بدأت تظهر في الأفق وهي وجود عدد من الطلاب داخل الصفوف الدراسية يستسهلون تعلم اللغة الانجليزية أكثر من إلمامهم بالعربية· وقالت أسمهان البندري مدرسة حاسوب إن البرنامج الذي تطبقه الشركة يعتمد في مجال الكمبيوتر على الفرز السريع للأخطاء واعادة تقييم الطالب بصورة جيدة· وأكدت دينيس باترسون على أن ما يحدث في روضة الجزيرة وعلى الرغم من قِدم المبنى يعتبر نقلة نوعية بكل المقاييس إذ يجد الطالب وسط بيئة تعليمية مجهزة وتضم عدداً من الملاعب والورش الفنية والتدريبية وغيرها من تلك التجهيزات التي تدخل الفرح إلى القلوب· كفاءات وطنية ومن جانبها أكدت ظبية القمزي مديرة مدرسة حليمة السعدية على وجود تميز علمي في مدارس الشراكة وهذا التميز سيتجه بشكل أو آخر لخدمة الميدان التربوي بصورة عامة بصرف النظر عما إذا كانت هذه المدرسة عادية أو نموذجية أو مدرسة فصول مسائية، إذ أفرزت التجربة كفاءات وطنية مميزة من بينهم المعلمة حنان الجنيبي مدرسة الرياضيات وهي خريجة جامعة زايد وتدرس هذه المعلمة 24 حصة في الأسبوع، وتتقاضى نفس الراتب الذي تتقاضاه زميلتها في مدرسة أخرى أو أقل كفاءة وهنا علينا أن نعيد التأكيد على ضرورة إقرار بدل خاص للعاملين في تلك المدارس· ومن جانبها قالت شيخة عبدالله رئيسة مجلس الأمهات وموزة الشامسي نائبتها في مجلس حليمة السعدية إن المدرسة نجحت في تقديم تجربة جديدة ليس للمعلمات فحسب بل أيضاً لأمهات الطالبات حيث خصصت المدرسة دروساً في اللغة الانجليزية للأمهات للتواصل مع الطالبات بصورة سلسة من خلال إتقان بعض مفردات اللغة الانجليزية· وطرحت مديرة المدرسة ظبية القمزي عدداً من التساؤلات التي تتطلب تخطيطاً مكثفاً في مدارس الشراكة ومنها آلية العمل في السنة المقبلة وهل هناك رؤية واضحة مستقبلاً للعمل في تلك المدارس من حيث المناهج المطبقة والكتب الدراسية وهل هناك تقاعد أو تحويل من الشراكة إلى مدارس أخرى، كذلك ما مدى استقلالية مدارس الشراكة فيما يتعلق بتصريف الأمور المالية والإدارية· ·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©