الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«المحمول».. رومانسية عصرية

«المحمول».. رومانسية عصرية
13 ديسمبر 2012
لم يعد الهاتف المحمول مجرد آلة أو اداة للاتصال، لكن صارت له العديد من الاستعمالات، وأصبح موضعاً مهماً للدارسين وللباحثين، وآخرهم الباحث حاتم با طه الذي قام بدراسة ميدانية على مستخدمي المحمول في مصر، وصدرت مؤخراً ضمن سلسلة “الثقافة الرقمية”. اختار الباحث عينة تمثل جميع شرائح المجتمع من مختلف الفئات العمرية، فضلاً عن أنها تضم الطبقات والمستويات المادية المختلفة، ومن الناحية التعليمية كان بينهم من وصل إلى التعليم ما بعد الجامعي “ماجستير ودكتوراه”، مرورا بمختلف المستويات التعليمية، وصولاً الى من هم أميون أو بالكاد يمكنهم القراءة والكتابة. توصل الباحث الى نتائج عدة مهمة، من بينها أن كثيراً من الناس يهتمون بامتلاك أجهزة هواتف مزودة بخاصيات وميزات متقدمة إلا أنهم لا يقبلون على استخدام تلك الخواص مما يجعلها بلا فائدة لهم، ويعد هذا إهداراً لاموالهم، وهذا يقود إلى فكرة أن يكون استعمال المحمول في أحد جوانبه من باب الموضة وإثبات المكانة أو الوجاهة الاجتماعية، فقد تبين أن 50.4 في المئة من مستخدمي المحمول فعلوا ذلك للتماشي مع المجتمع، وهناك 48.6 في المئة استعملوه كدليل على المكانة الاجتماعية، وهذا يفسر بعض النتائج الأخرى مثل أن 41.7 في المئة من المستخدمين يفضلون أن يكون شكل الجهاز عصرياً، وهناك 40.7 في المئة يفضلونه غالي الثمن، لكن في المقابل هناك 29 في المئة يفضلون أن يكون ثمنه معقولًا. استعمال المحمول اختلف، وهناك من يرونه وسيلة للتواصل الاجتماعي، وهؤلاء يفضلون استعمال الاتصال الصوتي المباشر ـ نسبة 91.5 في المئة ـ بينما 64.9 في المئة يفضلون الرسائل النصية، وظهر مؤخراً من يستعمله في التعامل مع الانترنت 34.1 في المئة، وهناك خدمة دخلت مصر في عام 2009، وهي خاصية تحديد موقع الطرف الآخر، والإقبال عليها ليس كبيراً ـ نسبة 5 في المئة ـ وبعضهم يستخدم هذا الجانب من باب الفضول أو باب المراقبة للطرف الآخر. الذين يستخدمون الإنترنت هم في الأغلب فئة رجال الأعمال، ويبرر الباحث ذلك بأنهم الأقدر مادياً على تحمل كلفتها، وأنه الأسرع بالنسبة لهم في إنجاز بعض الأعمال والمهام. لا تختلف الأرقام والنسب التي توصل اليها الباحث كثيرا عن النسب المشابهة في الابحاث التي اجريت في عدد من الدول مثل اليابان والولايات المتحدة وكوريا، فضلاً عن دول جنوب شرق آسيا ففي بلاد مثل سنغافورة واندونيسيا، هناك من يضع بعض الاحجار الكريمة على جهاز التليفون للدلالة على الوجاهة والثراء. بعيدا عن الارقام والنسب التي توصل اليها الباحث في بحثه الميداني فإن التليفون المحمول كانت له على عكس ما كان متوقعا نتائج ايجابية في العلاقات الانسانية، فقد ادى الى ازدياد التواصل الاجتماعي بين الافراد والاسر وحقق قدرا من الدفء الانساني بين الافراد، فضلا عن انه ساعد في سرعة انجاز الكثير من الاعمال، وسرعة اتخاذ القرارات، حيث يمكن للفرد أن يتشاور بسرعة عبره مع الآخرين، وينتهي إلى قرار حاسم. كانت الحكومة المصرية تعلن ان ازدياد اعداد المحمول مع المواطنين دليل على الرفاهية والثراء، ولكن ليس ذلك صحيحا تماما، ولاحظ البعض انتشاره بين سكان العشوائيات والمقابر في القاهرة، ذلك ان جهاز المحمول ومرفقاته كافة يمكن ان يصل سعره الى 25 دولارا، ويرتفع مع البعض الى اكثر من الف دولار، لكن انتشار استعماله يدل على حاجة الناس الى التواصل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©