الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

12/12/12 بين المتفائلين والمتشائمين

12/12/12 بين المتفائلين والمتشائمين
12 ديسمبر 2012
انقسم الناس بين متفائل بما سيحمله يوم 12/12/12 من الطاقة والضحك والفرح وما سيسفر عنه من أحداث أليمة وصلت لحد التنبؤ بنهاية العالم. فقد بات من المعروف أن العديد من الناس يفضلون ربط الأحداث المهمة في حياتهم كالزواج والخطوبة بتواريخ مميزة مثل ذكرى ميلادهم وعيد الحب 14/02 ورأس السنة وغيرها من التواريخ المميزة. لكن تاريخ 12/12/12 أثار الكثير من الاهتمام عبر العالم ليس لكونه رقما مميزا من حيث الأعداد المكونة له بل لاعتبارات أخرى عديدة. فهذا الرقم لن يتكرر في التقويم الميلادي إلا بعد ألف سنة أي في 12/12/3012، ساعتها سيكون الموت وربما النسيان قد طويا كل من يوجد على وجه الكرة الأرضية اليوم. لذلك سعى العديد من الناس لربط أحداثهم بهذا اليوم المميز الذي يسهل تذكره. كما أن العديد من الشائعات انتشرت في وسائل الإعلام حول نهاية العالم في هذا اليوم. إضافة إلى قربه من يوم 21/12/2012 الذي توقع التقويم الحضاري لحضارة المايا القديمة في أمريكا اللاتينية أنه سيكون نهاية العالم. اعتقد المايا أن البشر يخلقون ويفنون في دورات تزيد قليلا عن خمسة آلاف عام. ولأن آخر سلالة بشرية- من وجهة نظرهم- ظهرت قبل 3114 من الميلاد، فإن نهاية الجنس البشري ستكون عام 2012. من هنا، بدأت القصص الإخبارية تتوالى عن هذا اليوم بين متفائل ومتشائم ليصبح موضوعا خصبا يتبارى فيه خيال الناس بين متفائل ومتشائم ومروج لبضاعة ومقدم لعروض تجارية وناشر لشائعات. المتفائلون بهذا اليوم، يعتبرون أن تاريخ 12/12/2012 يعني الحظ والطاقة الجيدة. وأكد أحد الفلكيين أن هذا التاريخ له صدى لارتباطه بخصائص الجمال، الضحك والحب والمرح، فالرقم 12 جالب للطاقة في الإبداع والجمال الفني، والوئام، والاحتفال. من بين ما يتردد حول التفاؤل بهذا اليوم، ما نقلته جريدة "الراي" الكويتية من أن "العديد من الناس لا يريدون تفويت هذه المصادفة في رزنامة التقويم الميلادي". وصلت هذه الحمى ببعض النساء في بعض الدول الغربية والعربية إلى التوجه خلال هذه الساعات إلى عيادات الولادة لإجراء عمليات قيصرية لوضع مواليدهن في هذا اليوم المميز، على الأقل من حيث التاريخ. وأكدت جريدة "المدينة" السعودية نقلا عن عيادات خاصة في العاصمة الأردنية عمان أن هناك "ضغطا وتهافتا غير مسبوقين من قبل الحوامل اللواتي حجزن لعمليات قيصرية فقط لإنجاب الأطفال في هذا التاريخ". والغريب حقا أن تتهافت بعض النساء على الولادة في يوم يعتبره البعض نهاية العالم. أما المتشائمون بهذا اليوم، فغصت وكالات الأنباء بقصصهم. فقد قالت وكالة يو بي آي إن شركة روسية طرحت في السوق ما سمتها معدات للوقاية من يوم القيامة. وذكرت الوكالة ذاتها أن رجلا صينيا استثمر كل مدخراته لبناء سفينة تقيه من يوم القيامة. واستثمر الرجل نحو 160 ألف دولار لبناء قارب ضخم يأمل في أن يساعده على النجاة من الطوفان المتوقع في نهاية العام الجاري. ويتوقع أن يبلغ طول القارب بعد الانتهاء من بنائه، 21 متراً وارتفاعه 5.6 متر، وأن يزن نحو 80 طناً. أما الذين استغلوا هذا اليوم لتحقيق أرباح فكثر. فقد انتهزت السينما الأمريكية قصة نهاية العالم في يوم 12/12/12 وأنتجت العديد من الأفلام حول هذا الموضوع مثل فيلم "نهاية العالم 2012". وألفت العديد من الروايات والكتب التي فاق عددها المئات وقامت بعض المواقع الإلكترونية بوضع ساعات توقيت للعد التنازلي ليوم القيامة. لكن أغرب تلك القصص وأكثرها جدية في الوقت آنه بين صفوف المتشائمين باليوم هو ما نقلته صحيفة "عكاظ" السعودية عن تقارير علمية أمريكية تفيد أن "العالم مقبل على كارثة اقتصادية متوقعة ستؤثر عليه مع هبوب عاصفة شمسية قوية على الكرة الأرضية ابتداء من اليوم 12/12/12". وأضافت الصحيفة نقلا عن هذه التقارير أن هذه العاصفة "ستتسبب في قطع الكهرباء بشكل كامل عن المرافق الأساسية، لتعيد العالم إلى عصر الظلام الدامس، وتتوقف الأقمار الصناعية عن العمل، وتقطع شبكة الاتصالات والانترنت، وتتوقف شبكات الإذاعة والتليفزيون عن البث". لكننا كمسلمين نبقى متمسكين بأن يوم القيامة من الغيب الذي لم يطلع عليه أحد ولن يطلع عليه أحد وأنه لا وجود لأيام تجلب الحظ والسعادة وأخرى تجلب الخراب لأن كل الأمور مقدرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©