الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ناصر نصر اللَّه يقدم العالم بعين الطفولة البريئة ومخيلتها المدهشة

ناصر نصر اللَّه يقدم العالم بعين الطفولة البريئة ومخيلتها المدهشة
24 ديسمبر 2011 00:49
اختتم مساء الخميس الماضي “المعرض الشخصي” للفنان التشكيلي الإماراتي ناصر نصر الله، نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الامارات للفنون الجميلة، الذي أقيم لمدة عشرة أيام في مقر الجمعية بمنطقة الشويهين بالشارقة القديمة. وقد اشتمل المعرض، الذي عُرضت مقتنياته في الرواق الداخلي لصالة العرض في الجمعية، على قرابة خمسة وعشرين عملا نفذها الفنان ناصر نصر الله على ألواح من الكرتون المقوى المُعاد إنتاجه في إطار توجّه نحو تدوير المادة المستهلكة التي من الممكن استخدامها على نحو فني. ومن هذه الجهة تحديدا يمثل هذا الاستخدام لعناصر من البيئة وقد أعيد تدويرها بحيث تكون مفيدة لأغراض فنية موقفا معرفيا وجماليا من البيئة المحيطة وعناصرها بحيث تكون هذه العناصر هي المادة الخام التي يمكن للفنان وبِقَدْرٍ من الاشتغال عليها أن ينتج عملا فنيا يستمر بوصفه كذلك. في أي حال، أعمال “المعرض الشخصي”، كان الفنان ناصر نصر الله قد أنجزها في النمسا خلال برنامج الفنان المقيم الذي أقيم الصيف الماضي وتقترب في مجملها من ما يُعرف بـ”رسومات الأطفال” التي تحاكي صورة المشهد المرئي تخييليا وليس كما هو عليه ولا تقيم العلاقات بين عناصر العمل وفقا لفن المنظور بل بسبب تدفق من إحساس طفولي يعزّ على الوصف لكنه في النهاية يُنتج فنا مرسوما المشهد فيه أقرب إلى المحلوم به أو المرجو من قبل مخيلة طفولية. هنا فالأعمال جميعا تمتاز بخطوط حادة الوضوح في الفصل بين العناصر بعضها عن بعضن كما انها هي التي ملامح الأشياء والشخوص فيستطيع الناظر إلى العمل تمييزها بوضوح دون حاجة إلى التأويل او بذل جهد في استيعاب فكرة المشهد خارج إطار ما هي عليه. أيضا، في هذا المعرض، يحتفي ناصر نصر الله بالطفولة، أو يحتفي بطفولة ما تتداخل عناصر فيها مما كان يراه أثناء اشتغاله على أعماله في النمسا وتخص الطفولة اللاهية الأميل إلى اللعب و”الشقاوة” وطفولة هنا كأنما يتذكرها هو، فتخلط عناصر من هذه بتلك فيخرج المشهد خليطا من الاثنين. يبرز هذا الموضوع اكثر في اللوحة التي تحمل عنوان: “المدينة في داخلك” التي هي عبارة عن لوحة طولية وتتوفر على مشهد بانورامي تخييلي كانما خرج من مخيلة طفل يعيش لحظة لَهْوِهِ ولعبه للتو وليس من مخيلة فنان ناضج مكتمل الأدوات المعرفية والتقنية التي من المفترض أن تنأى به عن أي حسّ فطري بالأشياء، وهذه ميزة فنية تُحسب لناصر نصر الله بالفعل. لكن، ربما تدخل الفنان في ترتيب مشاهد فنية والربط في ما بينها بحيث بدت كما لو أنها مشهد واحد لا يتحدث عن شيء ولا يقول شيئا بل ربما هو الإحساس الطفولي الخالص بالعالم الذي يكتشفه طفل ما لأول مرة. ففي هذه اللوحة لا وجود لعناصر بشرية أو شخوص لأطفال أو ما يمكن أن يشير إلى مكان ما يلهو به الطفل بالعادة بل هي أشياء العالم الجامدة وتقنياته الحية المتعينة للعين كل يوم وقد تصالحت معا في إطار فني يصعب وصفه بأنه فانتازي أو سوريالي أو ما إلى ذلك من التصنيفات بل هو طفولي فحسب، إنه العالم مرئيا بعين الطفولة ومُعادٌ بناه وفقا لمخيلة طفولية ترى سلاما بين كل الأشياء التي يستخدمها الإنسان الغائب عن المشهد.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©