السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فرنسا وتهديدات القاعدة

17 يونيو 2007 23:19
واجه الرئيس الفرنسي المنتخب مؤخراً ''نيكولا ساركوزي'' تحديات جسيمة ترتبط بضمان أمن مواطنيه وتجنيبهم التهديدات التي يطرحها ''أسامة بن لادن'' و''القاعدة'' على بلاده· وتزداد تلك التحديات وضوحاً مع مساعي تنظيم ''القاعدة'' إلى تكريس وجوده في الدول المغاربية والانطلاق من شمال أفريقيا لاستهداف أوروبا الغربية· ولهذا الغرض يعتقد أن ''أسامة بن لادن'' ونائبه ''أيمن الظواهري'' دخلا في مفوضات دامت عامين مع ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال'' الجزائرية، وتم خلالها الاتفاق على الضوابط والشروط لانضمام الجماعة إلى تنظيم ''القاعدة''· وفي أواخر العام الحالي يعتقد أن ''بن لادن'' أمر بإطلاق اسم ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي'' على التنظيم الجديد، حيث بدأ مباشرة في تنفيذ عمليات باسم تنظيم ''القاعدة'' مثل الهجمات التي استهدفت مراكز الشرطة في الجزائر، فضلاً عن مهاجمة مصالح النفط الغربية في البلاد· وفي 12 من شهر أبريل الماضي نفذت الجماعة سلسلة من التفجيرات الانتحارية لم تعهدها الجزائر من قبل واستهدفت مقر رئيس الوزراء وقيادة الشرطة في الجزائر العاصمة، وهو ما أسفر عن مصرع العشرات من الأشخاص· لكن ''الظواهري'' كان واضحاً، في كل ذلك، من خلال تأكيده أن فرنسا هي هدفه الأساسي الذي يسعى إلى ضربه· فلدى إعلان تأسيس الجماعة الجديدة في الجزائر كفرع لتنظيم ''القاعدة'' في منطقة المغرب العربي صرح ''الظواهري'' قائلاً عن التنظيم الجديد إنه سيكون ''مصدراً للمرارة والإحباط والحزن بالنسبة للمرتدين، وللخونة من أبناء فرنسا''، حاثاً الجماعة على أن تصبح ''شوكة في حلق الصليبيين من الفرنسيين والأميركان''· ويتوقع المسؤولون في أجهزة الاستخبارات الفرنسية تنفيذ هجمات تستهدف مصالح فرنسية في شمال أفريقيا، دون استبعاد إمكانية انتقال تلك العمليات إلى التراب الفرنسي نفسه· ولا تعتبر التهديدات الأمنية الحالية جديدة على فرنسا، إذ سبق أن وجهت ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال'' تهديدات سابقة باستهداف المصالح الفرنسية· فحسب تقارير إعلامية قدر جهاز الاستخبارات الداخلية الفرنسية في شهر فبراير من عام 2005 وجود ما لا يقل عن 5000 شخص متعاطف مع الجماعة على التراب الفرنسي، 500 منهم متشددون· هذا وتشعر الجالية الجزائرية في فرنسا باستياء كبير حيال التصريحات التي أطلقها الرئيس ''نيكولا ساركوزي'' على خلفية أعمال الشغب التي شهدتها فرنسا عام ،2005 لاسيما وأنه يعتبر أكثر تعاطفاً مع إسرائيل مقارنة مع الرؤساء السابقين· وبالنظر إلى العمليات السابقة التي نفذتها ''القاعدة'' في لندن واسطنبول ومدريد، فإنه يتعين على فرنسا توخي الحذر وتشديد إجراءاتها الأمنية· فقد تحدثت بعض التقارير عن وجود خطط لدى الجماعات الإرهابية في شمال أفريقيا باستهداف مواقع أميركية وإسرائيلية في فرنسا وبلجيكا، فضلاً عن مقرات تابعة لحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي· وتجدر الإشارة في الأخير إلى أن أول خطة تم كشفها لاختطاف طائرة ركاب وتفجيرها ضد هدف معين ترجع إلى عام 1994 إذ كان ينوي تنفيذها شخص جزائري ينتمي إلى الجماعات الإرهابية، حيث كان يخطط لضرب برج إيفل وسط العاصمة باريس· وهي العملية التي قالت عنها لجنة التحقيق في هجمات 11 سبتمبر إنها أصبحت النبراس الذي اهتدى به الإرهابيون بعد ذلك· ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
المصدر: زميل بارز في معهد بروكينجز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©