الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

قطر تسعى لاستنساخ حزب المؤتمر بصيغة توافق توجهات الحوثيين

قطر تسعى لاستنساخ حزب المؤتمر بصيغة توافق توجهات الحوثيين
5 يناير 2018 00:31
فتاح المحرمي (عدن) شهدت الأسابيع الأخيرة تزايداً كبيراً في حجم الدعم المالي المقدم من قطر لميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، رغم أن هذا الدعم ليس وليد الصدفة، بل إن له امتداد يصل إلى عام 2004م، وهي الفترة التي تمردت فيها ميلشيات الحوثي، ودخلت في مواجهة عسكرية مع الجيش اليمني. وقد عملت الدوحة ومنذ ذلك الوقت على توفير الرعاية للاتفاق الذي تم بين الميليشيات والحكومة، حيث قدمت للميليشيات ملايين الدولارات تحت مسمى تقديم التعويضات، وإعادة الإعمار، لتصبح هذه الأموال مصدراً لدعمهم وتمويل أنشطتهم، وتقوية نفوذهم حتى وصل بهم الأمر إلى دخول صنعاء والسيطرة على معظم مناطق اليمن، قبل أن يتم دحرهم بإسناد التحالف العربي من العديد من المحافظات، وعلى وجه الخصوص محافظات الجنوب. وأكد سياسيون وصحافيون يمنيون حقيقة وجود دعم مالي كبير تقدمه قطر للميليشيات الحوثية، والذي تزايد في الفترة الأخيرة، وهو ليس وليد اللحظة أو أنه أتى منذ ما بعد إعفاء قطر من التحالف العربي، بل إن جذور الدعم تمتد إلى فترة بداية تمرد الحوثيين، وأشاروا إلى أن هذا الدعم المالي ليس مجرد تهمة تقال جزافاً، بل هو حقيقة يعرفها من في الداخل والخارج. وقالوا لـ «الاتحاد»، إن الدوحة قد زادت من حجم دعمها المالي للحوثيين في الأسابيع الأخيرة على أمل أن ينجح ذلك في مواجهة التقدم الذي يحققه الجيش اليمني بدعم من التحالف العربي في مختلف جبهات القتال، موضحين أن الميليشيات تسعى لاستغلال هذه الزيادة في الأموال على جبهات عدة، منها دعم جبهات القتال ومحاولة شراء ولاءات بعض القبائل والقيادات المؤتمرية، سيما بعد قتلهم الرئيس المغدور علي عبد الله صالح، وعدد من قادة المؤتمر، بالإضافة إلى أن جزء منه يذهب للجانب الإعلامي الداعم لمليشيات الحوثي. وأشاروا إلى أن أموال قطر تستهدف أيضاً محاولات استنساخ لحزب المؤتمر وبصيغة تتفق مع توجهات الحوثيين على أمل السيطرة على اليمن. وفي هذا الإطار أوضح المحلل السياسي منصور صالح أن الدعم المالي القطري لمليشيات الحوثي بات واضحاً في الآونة الأخيرة وبشكل كبير، مشيراً إلى أن الدعم كان حتى في ظل وجود قطر ضمن التحالف، وكانت هناك شكوك حول الدور القطري، وقال منصور «غير خاف الجهد القطري المبذول لإفشال مهمة دول التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن منذ أن كانت قطر في إطار هذا التحالف، حيث كانت هناك شكوك تحوم حول الدور القطري الذي اكتفى بدعم وإسناد الحوثيين، وتعطيل جهود التحالف وتحويل بعض الجبهات إلى جبهات استنزاف مالي وعسكري للتحالف استمر لسنوات». وأضاف: «واليوم وبعد أن تبين بوضوح طبيعة الدور القطري، فإن قطر باتت تقدم بوضوح دعما ماليا مساندا للانقلاب، إضافة إلى دعم إعلامي يستهدف النيل من جهود التحالف، والعمل على تشويهه، وهو دور يترافق مع تقارب قطري إيراني لا تخطئه العين ولا تتحرج الدوحة في المجاهرة به عبر وسائلها الإعلامية، وفي مقدمتها الجزيرة». وقال منصور: «مما لا شك فيه أن قطر وبواسطة أموالها الضخمة قد حققت اختراقاً في مناطق شمال اليمن، وهناك عناصر يمنية تقيم في الدوحة، وبإيعاز قطري إيراني تلعب دوراً في استمالة وشراء مواقف القبائل لصالحها، وهو ما ظهر جلياً خلال الأيام الأولى من مطلع ديسمبر الماضي». وتابع: يبدو أن العناصر اليمنية الموجودة في الدوحة وعبر علاقاتها القبلية والحزبية في الداخل يسهل مهمة الدوحة في لعب دور تخريبي ومعطل يستهدف التأثير على جهود الجيش اليمني ودول التحالف في حسم المعركة شمالاً. ومن جانبه، قال الصحفي والكاتب أديب السيد، إن الأموال القطرية، وبدلاً من أن تدعم جهود التنمية في البلدان العربية والإسلامية، باتت تمثل مورداً مهما لتغذية الصراعات، وتمويل جماعات التطرف والإرهاب سواء في مصر أو سوريا أو ليبيا وصولاً إلى اليمن، مؤكداً أنه لولا قطر ودعمها المالي لما كانت ميليشيات الحوثي اليوم تعيث فساداً في اليمن. وأكد قائلاً: مؤخراً تزايد الدعم المالي المقدم من قطر للحوثيين؛ وذلك بهدف إيقاف التقدم للجيش والمقاومة على كثيرٍ من الجبهات، وهو دعم مكمل للدعم الإيراني، ولربما أن تصاعد الدعم المالي القطري يأتي بإيعاز من إيران التي باتت حليف قطر سيما، وهي تعيش حركة إضرابات احتجاجية جماهيرية أتت نتيجة الأزمة المالية التي تعيشها إيران، والتي تعتبر الفتيل الذي أشعل الربيع الفارسي ضد الحكومة، موضحاً أن قطر ستحاول زيادة تمويلها ودعمها للحوثيين خلال الأيام القادمة لتعويض غياب الدعم الإيراني المشغول حالياً بالاحتجاجات وثورة الشعب الإيراني ضد نظامه. وتابع السيد: هناك تأكيدات أخرى تبين حقيقة وجود الدعم القطري للحوثيين، ومنها اعترافات نشطاء وكتاب وسياسيون ممن تمكنوا من الهرب من ميليشيات الحوثي بتلقي قبائل طوق صنعاء أموالاً كبيرة دفعتها قطر لتقدمها المليشيات لتلك القبائل مقابل كسب ولائهم وعدم مساندتهم للشرعية، ويضاف إلى ذلك تصريح قيادات مؤتمرية بأن قطر دفعت أموالاً كبيرة للحوثيين فقدموها كإغراءات لقيادات مؤتمرية مقابل كسب ولائهم ودعمهم في استنساخ حزب المؤتمر بصيغة توافق توجهات مليشيات الحوثي. وأضاف: إذا ما تتبعنا الخطاب الإعلامي لقناة الجزيرة القطرية الذي بات مسانداً للمليشيات الحوثية تتبين لنا حقيقة المال القطري الداعم والذي يخصص منه جزء لدعم الإعلام الحوثي. وأشار إلى أن قطر وأموالها تشكلان طوق النجاة للميليشيات إلى جانب إيران الراعي والداعم أيضا للحوثيين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©