الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أكاذيب طهران تفشل في وقف الزحف على صنعاء

أكاذيب طهران تفشل في وقف الزحف على صنعاء
9 يناير 2016 20:26
حسن أنور (أبوظبي) مع اشتداد الضربات، واستهداف العصابات الموالية لها في اليمن، لم تجد إيران سوى اللجوء للأكاذيب في محاولة يائسة من أجل وقف زحف الشرعية لتحرير واستعادة العاصمة صنعاء، فقد كثف التحالف العربي، بقيادة السعودية خلال اليومين الماضيين غاراته على مواقع وتجمعات عصابات المتمردين من الحوثيين وأتباع المخلوع صالح في العاصمة صنعاء، وعدد من مدن البلاد، حيث تعرضت صنعاء لعشرات الضربات الجوية قال سكان، إنها هي الأعنف منذ انطلاق الحملة الجوية للتحالف العربي أواخر مارس. وخلال أقل من ساعتين، استهدفت أكثر من 19 غارة جوية المجمع الرئاسي جنوب العاصمة ومعسكر القوات الخاصة في منطقة صباحة غرب العاصمة، وأصابت غارتان منطقة جربان في بلدة سنحان مسقط رأس المخلوع صالح شرق صنعاء. كما طال القصف الجوي قاعدة الديلمي الجوية شمال العاصمة، وتجمعات للحوثيين في بلدتي بني حشيش ونهم شرق وشمال شرق صنعاء، ودمرت غارة جوية عنيفة منصة إطلاق صواريخ في قاعدة عسكرية بميدان السبعين جنوب العاصمة، واستهدفت أرعى معسكر قوات الأمن الخاصة القريب. ورغم عنف الضربات الجوية، فلم ترد تقارير تشير إلى سقوط ضحايا أو إصابات في صفوف المدنيين من سكان الأحياء القريبة من مواقع القصف، غير أن الآلة الإعلامية التابعة لعصابات إيران في اليمن حاولت التحايل والادعاء بمقتل شخص، وجرح آخرين وتضرر مركبات مدنيتين في غارات على العاصمة، إلا أن التحالف العربي عزا ذلك إلى انفجار صاروخ بالستي فوق صنعاء أطلقه الانقلابيون تجاه السعودية. وفي إطار الأكاذيب، فوجئ المجتمع الدولي باتهامات رددتها طهران عن استهداف طائرات التحالف لمقر السفارة الإيرانية في العاصمة اليمنية، وهو ادعاء واضح تحاول به إيران التغطية على جريمتها بحق الاعتداء على مقر السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مشهد، وهو الاعتداء الذي حظي بإدانة دولية واسعة النطاق، ووضع طهران في مأزق لا تعرف سبيل الخروج منه، فلجأت إلى زعم الاعتداء على سفارتها في اليمن، وعلى الفور، أعلن التحالف أنه سيحقق في هذه المزاعم، مؤكداً في الوقت نفسه، أن طائراته نفذت هجمات مكثفة في صنعاء مستهدفة منصات إطلاق صواريخ تستخدمها جماعة الحوثي ضد السعودية، مضيفاً أن الجماعة استخدمت منشآت مدنية، منها سفارات مهجورة. وأعقب ذلك، نفي التحالف الاتهامات الإيرانية، بل وأكد في بيان أنه «بعد المراجعة والتحقق ثبت كذب هذه المزاعم، وأنه لم تنفذ أي من العمليات في محيط السفارة أو قربها، كما تأكد لقيادة التحالف سلامة مبنى السفارة وعدم تعرضه للأضرار»، ولم تقتصر عملية النفي على التحالف فقط، بل أكد سكان محليون أن الغارة الجوية التي شنها طيران التحالف، استهدفت معسكر النهدين ودار الرئاسة ومنصة ميدان السبعين في العاصمة صنعاء، وليس حي «حدة» السكني الذي تقع فيه السفارة الإيرانية. وأفاد سكان مجاورون لمقر سفارات ألمانيا وطهران، في تصريحات متطابقة أوردتها صحف يمنية، بأن الغارات استهدفت مواقع الحوثيين وقوات المخلوع صالح في منطقة السبعين، والنهدين، ووصلت بعض الشظايا فقط إلى المجمع السكني، الذي يضم عددا من السفارات وشركات نفطية دولية. وذكر الشهود، أن الحوثيين فرضوا طوقاً أمنياً على مبنى السفارة يمنع الوصول إليها، فيما لم تشر وسائل إعلامهم للحادثة. وقال شاهد عيان، استطاع الوصول إلى بوابة السفارة الإيرانية والتحدث مع حراساتها من الحوثيين «لم تتعرض السفارة لأي قصف، حتى الحراس أبدوا استغرابهم من الحديث عن وجود قصف جوي»، وأضاف الشاهد «وصلت شظايا صغيرة إلى الحي». من جهة أخرى، قال مراسل وكالة «أسوشييتد برس»، إنه لا يوجد أي آثار للقصف على السفارة الإيرانية في صنعاء، ليتضح من كل ذلك أن إيران وعصاباتها في اليمن ليس أمامهم خيار سوى الكذب من أجل التغطية على جرائمهم، ومحاولة الحيلولة دون مضي التحالف في طريقه لتحرير صنعاء. فوضى في صفوف الانقلابيين وجاءت هذه الأكاذيب متزامنة مع تصاعد حالة الخوف والانقسام في أوساط الميليشيات الانقلابية جراء تقدم التحالف العربي والجيش الوطني والمقاومة إلى الحزام الأمني للعاصمة صنعاء، والتي ترى بأنه خطر يهدد مصالحها في السيطرة على الدولة اليمنية. وبدا أن هناك حالة خوف في أوساط الميليشيات ذاتها التي لم تعد تمتلك الإمكانيات، وترى بأنها واقعة في ورطة كبيرة، بعد أن تمكنت قيادة التحالف من توجيه ضربات ناجحة ومتقنة عسكرياً، وبدا واقع الميليشيات الانقلابية يعكس واقع قياداتها التي تبدو منهارة تماما، بفضل الضربات الناجحة والنوعية للتحالف. ويتضح ذلك من محاولات الميليشيات الفرار إلى المناطق المأهولة بالسكان، وتفخيخ الطرق الرئيسية والمزارع والجسور بالألغام، وهي في حالة انهيار كاملة، قد تصل لاستسلام قيادات بارزة لقوات الشرعية خلال الأيام المقبلة. وعلى الصعيد الميداني، جاء إعلان المقاومة الشعبية في صنعاء، تحرير مناطق جديدة في بلدة نهم، 40 كيلومترا شمال شرق العاصمة، في إطار هجمات عنيفة تشنها المقاومة على مواقع مليشيات الحوثي وصالح بمديرية نهم، حيث تمكنت من تحرير جبال ووادي رَثَم وقرى آل خُريص، فيما تكبدت عصابات الحوثيين الموالية لإيران عشرات القتلى والجرحى ليزيد الوضع سوءاً بالنسبة للمتمردين، كما تمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي على موقعين كانا تحت قبضة الحوثيين في منطقة المخدرة بمديرية «صرواح» المحاذية لمديريات صنعاء، وباتت هذه القوات على مسافة 9 كيلو مترات فقط من مديرية بني حشيش في صنعاء، كما أحبطوا عشرات المحاولات من قبل العصابات الحوثية لاستعادة مواقع فقدوها، من بينها «جبل الصلب» في مديرية «نهم»، وكبدوهم خسائر فادحة، كما جاء ذلك مع الإعلان رسمياً عن تحرير محافظة مأرب من المليشيات الانقلابية. وبالتزامن، تتواصل المعارك العنيفة بين المتمردين الحوثيين وقوات الشرعية في تعز ثالث مدن البلاد، فيما استمر زحف الشرعية صوب مدينة حرض الحدودية مع السعودية في محافظة حجة شمال البلاد، فيما لجأ الحوثيون، كعادتهم، الى زرع «آلاف» الألغام على الطريق بين جمرك حرض والمدينة، وهو ما علق تقدم القوات اليمنية المشتركة. كما نجحت قوات الشرعية اليمنية في تحرير بلدة وميناء ميدي المطل على البحر الأحمر في محافظة حجة شمال غرب البلاد بشكل كامل، لتقطع طريقاً آخر تستخدمه إيران لتهريب الأسلحة لعصاباتها في اليمن. فشل زعزعة الأمن فشلت العصابات الموالية لإيران في محاولات قامت بها الأيام الماضية لزعزعة الأمن في عدن المحررة، فقد نجحت السلطات المحلية في المدينة بإعادة الأوضاع الأمنية إلى حالتها الطبيعية عقب الاشتباكات التي اندلعت بين القوات النظامية ومسلحين موالين للمخلوع وعصابات الحوثيين في الأطراف الغربية لميناء المعلا وسط المدينة بهدف زعزعة أمن واستقرار عدن. وتمكنت من بسط سيطرتها الكاملة على الميناء، وإفشال مخطط المسلحين الهادف إلى إخراج القوة الأمنية المكلفة حماية الميناء والاستحواذ عليه، وقامت السلطات المحلية بنزع أسلحة هذه العصابات، وإنهاء حالة الانفلات الأمنية. وفي الإطار نفسه، نجا محافظ محافظة عدن، العميد عيدروس قاسم الزبيدي، من محاولة اغتيال بسيارة مفخخة استهدفت موكبه غرب المدينة، في حين قتل جندي، وأصيب 7 آخرون من المرافقين مع الموكب في الهجوم، وكانت السيارة المفخخة متوقفة على جانب الطريق المقرر سير موكب المحافظ فيه في منطقة إنماء. وكان الموكب يضم إلى جانب العميد الزبيدي قيادات أخرى منها محافظ لحج د. ناصر الخبجي، ومدير الأمن العميد شلال شائع، وأن كل القيادات نجت من الحادثة. خطط إيرانية لاستخدام اسم «داعش» نجحت قوات الشرعية في الأيام القليلة الماضية من القبض على خلايا تابعة للمخلوع صالح وعصابات الحوثيين ثبت من التحقيقات ضلوعها في تنفيذ عملية إرهابية تحت مسميات القاعدة وداعش في عدد من المحافظات اليمنية المحررة، بما فيها وادي حضرموت. وأوضحت التحقيقات أن أتباع إيران في اليمن شكلوا عصابات من الموالين لهم في المناطق المحررة للقيام بتنفيذ عمليات تخريب وتفجير بحجة أنهم منظمات داعشية غير أنهم في الواقع من أتباع المخلوع والحوثي تهدف في المقام الأول إلى زعزعة الأمن والاستقرار تحت مسميات داعش والقاعدة»، ومن الواضح أنها خطة إيرانية، بالتنسيق مع المخلوع وتوظف بعض أبناء اليمن من المغرر بهم. القتل بأسلوب العصابات وفي مسار مخطط إثارة الذعر بين الآمنين، اغتال مسلحون مجهولون في مدينة عدن، جنوب اليمن، رجل الأعمال عضو المجلس المحلي محمود السعدي في منطقة الشيخ عثمان، حيث أطلقوا أعيرة نارية على المسؤول المحلي بالقرب من ملاه عامة قبل أن يقوموا بإخراج جثته من السيارة الخاصة ورميه على قارعة الطريق والفرار بالسيارة، كما تمكن خبراء متفجرات من إبطال مفعول عبوة ناسفة تمت زراعتها في منطقة التواهي بالقرب من ملعب ومدرسة أطفال. كما قتل الزعيم القبلي البارز الشيخ ناجي سعيد محمد التركي في منطقة دمت شمال غرب مديرية قطعبة التابعة إدارياً لمحافظة الضالع، جنوب البلاد، برصاص أحد القناصين التابعين لعصابات الحوثي والمخلوع صالح المتمركزين في المنطقة. وعمدت ميليشيات الحوثي والمخلوع منذ اندلاع الحرب في أواخر مارس الماضي إلى تنفيذ أعمال قنص وحشية في المدن اليمنية التي يسيطرون عليها، واستهداف الأطفال والنساء وكبار السن في عملياتهم الإجرامية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©