الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

دراسة استحداث معايير جديدة للتقويم الدراسي

16 يونيو 2007 01:48
دبي- علي مرجان: ودعّت وزارة التربيـة والتعليم والميدان التربوي والأسر الإماراتية أمس العام الدراسي الأول للثانوية العامة ''الصف الثاني عشر'' بنظامها الجديد القائم على التقويم المستمر للطلبة خلال العام الدراسي· وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهتها كافة الأطراف المعنية بالنظام منذ بداية التطبيق، إلا أن المحصلة النهائية- بحسب التربويين والطلاب- أكدت أنه الأكثر قدرة على قياس المستوى الفعلي للطالب، بعيداً عن ضغوط ما كان يعرف بـ''الثانوية العامة''· أهداف وطموحات وأكد معالي الدكتور حنيف حسن وزير التربية والتعليم، في أكثر من مناسبة، أنه ما كان لوزارة التربية أن تمضي لتحقيق تطلعات قيادات الدولة بنظام امتحانات عقيم وتقليدي لا يعبر عن حقيقة مستوى المخرجات، التي تعد من جهة أخرى مؤشراً لكفاءة النظام التعليمي والمؤسسة التربوية القائمة عليه، مؤكداً أن توجيهات القيادة السياسية للدولة بشأن رفع مستوى مخرجات التعليم العام تمثل التحدي الأكبر والأصعب الذي يواجه وزارة التربية، وهي تتحمله بكل مسؤولية، وتحث الطالب على تحمل جزء منه، وتدعوه إلى رفع مستوى الطموح لديه، واستيعاب مقتضيات المرحلة، وتوقعات المستقبل بالكد والمثابرة في تحصيل العلم، واكتساب المهارات التي تمكنه من الحفاظ على مكتسبات الدولة وإنجازاتها التي تشهدها في شتى المجالات· ولفت معاليه- في تصريحات صحفية سبقت امتحانات الفصل الدراسي الأول- إلى أن كل مسببات القلق من الامتحانات قد زالت مع النظام الجديد، وأن الورقة الامتحانية لم تعد هي الفيصل الوحيد الذي يحكم على الطالب ومستقبله كما كان في السابق، حيث تعددت أساليب التقويم، ومعها سبل حصد الدرجات بشكل يعكس حقيقة المستوى العلمي للطالب· الآن، وبعد مرور عام دراسي تجريبي، يرى التربويون أن هناك مكاسب عديدة تحققت مع النظام الجديد للثانوية العامة، مطالبين في الوقت ذاته بضرورة إعادة النظر في عمليات التقييم وتصحيح الأوراق الامتحانية لامتحانات الفصلين الدراسيين· واقترح التربويون أن تتولى المناطق التعليمية عمليات التصحيح عبر لجان مركزية لضمان الشفافية في قياس مستوى الطلاب، إضافة إلى تعميم نظام التقويم المستمر على بقية صفوف المراحل الثانوية خلال الأعوام المقبلة، للقضاء على عدم اعتياد طالب الصف الثاني ''الثانوية العامة'' على أساليب التقويم الخاصة بالبحوث والتقارير والمشروعات، مما يتسبب في تراجع مستواه خلال الفصل الدراسي الأول· من جانبها، وفي إطار حرصها على التواصل مع كافة الآراء والمقترحات، عملت وزارة التربية والتعليم خلال الفصل الدراسي الثاني على دراسة تقارير الأداء التي رفعها التوجيه الأول ومديرو المدارس وآراء المعلمين والطلاب وأولياء الأمور والتي حملتها المتابعة الميدانية لتطبيقات النظام· عمل مستمر وكشف محمد الخميري مدير إدارة التوجيه التربوي بالوزارة أن العمل مستمر حالياً لتعديل مسار نظام الثانوية إلى الأفضل وفق منظومة ''مقننة''، موضحاً أن الدراسة متواصلة لتقليل أدوات التقويم والاهتمام بتحقيق التكاملية بينها في مختلف المواد الدراسية، إضافة إلى دراسة اقتراح بأن تتكامل المواد الدراسية في بحث واحد· ولفت الخميري إلى أن تعميم التقويم المستمر على مستوى المرحلة الثانوية محل دراسة، وبالتنسيق مع مركز تطوير المناهج والمواد التعليمية ومركز القياس والتقويم بإدارة التعليم العام· وأشار الخميري إلى أن نظام التقويم المستمر دفع الطلاب نحو تعليم مستمر على العكس من النظام السابق للثانوية الذي كان يؤجل خلاله الطالب كل شيء إلى نهاية العام الدراسي، وأضاف: أتاح النظام قياس قدرات الطالب التي تمثل شخصيته المتكاملة من خلال أدوات التقويم الشفهية والكتابية والعملية· وركز الخميري على أن النظام الجديد أكسب الطلاب مهارات متنوعة وذات ارتباط وثيق بسوق العمل والمرحلة الجامعية، ومنها مهارات البحث والاستقصاء والعروض التقويمية، مؤكداً أن النظام اختزل الفجوة بين التعليم العام والتعليم العالي، من خلال اختبار قياس الكفاءة التربوية للغة الإنجليزية ''سيبا''، والذي أدمج في اختبار اللغة الإنجليزية للثانوية العامة، الأمر الذي انعكس إيجاباً على الطلاب· تقييم ميداني وأشاد التربويون بالدور الذي لعبته وزارة التربية والتعليم ممثلة في الإدارة التربوية بكل فروعها في تدريب وتأهيل المعلمين منذ اعتماد النظام، مما ساهم في فهم كامل لمفرداته· ووصفت فوزية غريب مديرة منطقة الشارقة التعليمية النظام الجديد بأنه يمثل نقلة نوعية من نظام سابق يعتمد على التلقين والحفظ إلى نظام يقيس مهارات الطالب من خلال أساليب التقويم المستمر، إلى جانب ما أفرزه من حالة ارتياح عامة لدى الطلبة وأولياء الأمور وتلاشي الشعور بالقلق والخوف· ودعت غريب إلى إشراك كافة الفئات المعنية وذات الصلة من تربويين وأولياء أمور وطلبة في التقييم الشامل لنظام الثانوية العامة، بهدف الوقوف على السلبيات ومحاولة القضاء عليها خلال الأعوام المقبلة، مطالبة بأن تتولى المناطق التعليمية تصحيح الامتحانات ''مركزياً'' لضمان الشفافية في قياس مستوى الطلاب· أريحية العمل ''النظام أثبت نجاحاً بعد عام من التطبيق''·· هذا ما أكده عبيد القعود مدير منطقة أم القيوين التعليمية، مشيراً إلى ما لمسه شخصياً من أريحية في عمل المدارس أثناء الامتحانات الفصلية وخلال التقويم، الأمر الذي انعكس على الطلبة وأولياء الأمور· وذكر القعود أن نسبة النجاح بالصف الثاني عشر على مستوى المنطقة والتي بلغت 5,99 % تعكس إيجابيات النظام الجديد للثانوية، وتمثل نتيجة طبيعية لتضافر جهود المجتمع التربوي من تدريب وتعريف وتوجيه على مدار العام الدراسي· كما أكد مديرو مدارس في دبي أن طلبة القسم العلمي حققوا تميزاً خلال العام الأول للنظام الجديد للثانوية العامة، مقارنة بطلبة القسم الأدبي، لافتين إلى أهمية إيجاد الوسائل الملائمة لرفع مهارات الطلبة في اللغة الإنجليزية خلال المراحل الدراسية الأولى، وذلك من أجل مواجهة انخفاض معدلات الطلاب في اختبار الكفاءة التربوية ''سيبا''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©