محمود خليل (دبي) - ألقى رجال التحريات والمباحث الجنائية في دبي، القبض على شخصين من الجنسية الأفريقية، قالت شرطة دبي إنهما استوليا على مليون درهم من رجل أعمال خليجي، بعد أن أوهماه لمرتين متتاليتين بقدرتهما على مضاعفة المبلغ إلى سبعة أضعاف.
وقال العميد خليل ابراهيم المنصوري مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، إن شرطة دبي تمكنت من استعادة أموال رجل الأعمال على شكل عملات مختلفة بين اليورو والدولار والدرهم وجدت بحوزة المتهمين.
وأعرب العميد المنصوري عن استغرابه من إقدام رجل الأعمال المجني عليه على تسليم أمواله للجناة لمرتين متتاليتين، رغم أنهما خادعاه في المرة الأولى، واستوليا منه على 700 ألف درهم ولاذا بالفرار، لكنه عاد بعد أن أمسك بأحدهما بعد أيام، وسلمهما من جديد 300 ألف درهم ليكملا ما أوهماه به بمضاعفة أمواله.
وناشد أفراد المجتمع سرعة الإبلاغ عند التعرف على أي من هؤلاء المحتالين في أي مكان من أرجاء الدولة، وذلك حماية لهم وللآخرين، لافتاً إلى أن السرعة في الإبلاغ تفيد في إعادة الحقوق إلى أصحابها.
وفي التفاصيل أوضح المقدم أحمد حميد المري مدير إدارة البحث الجنائي في دبي، أن الواقعة تعود إلى عدة أشهر، عندما تعرف المتهمان الافريقيان على رجل أعمال خليجي، وأوهماه بقدرتهما على مضاعفة 700 ألف درهم إلى 7 ملايين دولار، حيث انساق رجل الأعمال رغم تمرسه في السوق وتحذيرات شرطة دبي المتكررة من مغبة الوقوع في براثن المحتالين الذين يدعون مضاعفة الأموال، وراء طمعه بالحصول على الكنز المزعوم، وانطلت عليه الخديعة وقام بتسليم المتهمين مبلغ 700 ألف درهم في محل إقامتهما بأحد الفنادق في دبي، حيث قاما أمامه بإدخالهما في خزنة حديدية، وأجريا تجربة وهمية أمامه بغسل بعض الأوراق السوداء، فأصبحت دولارات سلموه إياها ليذهب لأي محل صرافة ويتأكد من صحتها.
وتابع المري، أن رجل الأعمال توجه فعلياً لأحد محال الصرافة وقام بصرف الدولارات، وهنا تيقن بأن الصفقة مربحة للغاية، لكنه أصيب بالخذلان حين عودته إلى مقر إقامة المتهمين حينما اكتشف أنهما استوليا على أمواله ولاذا بالفرار وغادرا الدولة.
وأشار المري إلى أن رجل الأعمال لم يجرؤ آنذاك على إبلاغ الشرطة بالخديعة التي تعرض لها، وخسارته المبلغ، واكتفى بالصمت وعدم الحديث به مع الآخرين لشعوره بالخجل مما أقدم عليه.
وأردف، أن رجل الأعمال قام بتسليم المتهمين، مبلغا إضافيا قدره 300 ألف درهم، حينما صادف أحدهما بشكل مفاجئ الشهر الماضي في السوق الكبير بمنطقة الرفاعة، حيث أمسك للوهلة الأولى بالمتهم وهدده بأنه سيبلغ عنه الشرطة، إلا أن الأخير تمكن من مخادعته من جديد تحت دعوى أن المواد الكيميائية المزعومة التي يستطيع هو وشريكه من خلالها إتمام ما كانا وعداه به في المرة الأولى، تتطلب منهما دفع 300 ألف درهم أخرى، وأن عليه دفعها لهما لينهيا ما وعداه به. وتابع المري أن الحيلة انطلت على رجل الأعمال وقام بتسليم المتهم المبلغ المطلوب، مشترطا عليه الإقامة معه في السكن ذاته، حيث ذهب معه إلى شقة مفروشة مستأجرة في الطابق الأول، وأعطاه المبلغ، وأغلق عليه الباب ليتم العملية، إلا أنه عاد وعندما تأخر المحتال طويلا ليفتح باب الغرفة التي تركه بها فلم يجده، حيث تمكن من القفز من شرفة الشقة والهروب، ليصبح المبلغ المسلوب مليون درهم.
وقال المقدم المري، إن رجل الأعمال أدرك بعد هذه الحادثة أنه وقع ضحية للمرة الثانية، وقام بإبلاغ الشرطة، التي تلقت خلال ساعتين فقط من البلاغ، معلومات موثوقة المصدر بوجود الشخص الهارب في مطار دبي مع شخص آخر وهما يستعدان للسفر، حيث ألقي القبض عليهما قبل مغادرتهما بلحظات، ولوحظ أن أحدهما مصاب في رجله، وتبين خلال استجوابه بأن قدمه كسرت جراء قفزه من الشرفة.
وبين أن المتهمين اعترفا بالواقعة، مشيراً إلى أن رجال الضبط عثرا بين حقائبهما على مبالغ مالية بعملات عدة منها 580 ألف درهم، ونحو 124 ألف يورو، و45 دولارا لتصل في مجموعها لأكثر من مليون درهم.
وأشار المري إلى أنه تمت إحالة المتهمين إلى النيابة العامة بتهمة استخدام الاحتيال لسرقة والاستيلاء على مال الغير.
عدد اليوم
