الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الوعي الشقي

الوعي الشقي
2 فبراير 2011 19:35
تندرج مقاربة هذا الكتاب “الوعي الشقي/ قراءة في البنية العميقة لشعر سامي مهدي” للدكتور صالح هويدي ضمن مشروع الاشتغال على الخطاب الشعري العراقي، متخذة من نصوص الشاعر العراقي سامي مهدي ميداناً لها، وإذا كان لكل اشتغال نقدي مسوغاته الموضوعية والفنية، فإن بالإمكان إحالة القارئ على المنطلق الأساس الذي كان وراء جميع ما قدمتُ من أعمال نقدية، وأقصد بذلك الانطلاق من الإيمان بالنص الإبداعي المحرّض، والاعتصام به والسعي إلى تفكيكه والكشف عما جعل منه نصاً مميزاً دون سواه، من دون إنكار أو تجاهل لما يمكن أن يثوي في أعماق هذا الاختيار من معايير جمالية نسبية لا مفر لأي منهج من تفاديها، على الرغم من محاولات الاعتصام بالنص بوصفه منطلقاً فنياً ومحرضاً أولياً للدنو منه أو الاتجاه نحوه. إن الانطلاق من النص بوصفه بنية فنية مميزة ليس أسلوباً إجرائياً حسب، ولا وسيلة للتخلص من الوقوع تحت مظلة المرجعيات الخارجية للنص ومهيمناتها الأيديولوجية والقومية والدينية والاجتماعية وسواها، ما يمكن أن يؤثر في عمل الناقد وآلياته وأحكامه، بل هو إلى جانب ذلك من شأنه أن ينأى بالنص بعيداً عن أي مرجعيات مشوشة عليه ليصب في مصلحة المجتمع الذي ينتمي إليه الناقد والوطن بمعناه الأوسع، إذ لا شك أن الاتجاه صوب النصوص الإبداعية الناضجة المضيئة هو مصلحة وطنية قبل كل شيء، لأنها ستشكل في النهاية مستودعاً لثروات إبداعية متنوعة في اتجاهاتها ومختلفة في مشاربها وعقائدها وتوجهاتها ورؤاها، وإن صبت في النهاية في مصلحة الإبداع الوطني الذي هو جزء لا يتجزأ من الإبداع العالمي. وفي هذه المقاربة نسعى إلى تقديم قراءة في نماذج من الشعر الحديث منطلقين من فحص إحدى المقولات الأساسية التي قدمتها اللسانيات واشتغل عليها المنهج البنيوي في عدد غير قليل من إنجازاته، ممثلة في مقولة (البنية السطحية والبنية العميقة) أو ما سمي بـ(بنية الحضور وبنية الغياب)، بغية الكشف عن المسكوت عنه في نص الشاعر، مما ليس ثمة سبيل إلى التعبير المباشر عنه، بفعل عوامل شعورية ولا شعورية مختلفة ومتداخلة. فمن المعروف أن النص الشعري والأدبي الحديث بات أكثر عزوفاً عن تلبية مطالب القارئ العادي في النص الأدبي، وأكثر ميلاً إلى دعوة هذا القارئ لتأمل تجربة الكاتب والتفاعل معها، بغية سبر غورها والكشف عن شبكة العلاقات التي تحكمها العلاقة اللغوية بين الدوال ومدلولاتها، وصولاً إلى الكشف عن واقع البنية التي يقترحها النص الإبداعي. يذكر أن للدكتور صالح هويدي مؤلفات عدة منها، الترميز في الفن القصصي العراقي الحديث، التوظيف الفني للطبيعة في أدب نجيب محفوظ، العراق، بنية الرؤيا ووظيفتها في القصة العراقية القصيرة، النقد الأدبي الحديث- قضاياه ومناهجه، تحليل النصوص الأدبية- قراءات في الشعر والسرد، بالاشتراك مع د. عبد الله إبراهيم، صفحات من كتاب التراث- مقدمة ومختارات، صورة النوخذة في الرواية الإماراتية الحديثة، لعبة النص: قراءات في الشعر والسرد. الكتاب صدر عن دار فضاءات للنشر والتوزيع – عمان ، وقد جاء في 192 صفحة من القطع المتوسط، وصمم غلافه الفنان نضال جمهور.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©