الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المهارة والجماعية تتفوقان على الحماس والاندفاع

المهارة والجماعية تتفوقان على الحماس والاندفاع
25 مارس 2016 02:36
بعد مباراة صعبة ومواجهة مثيرة أمام منافس لا يستهان به، فاز منتخبنا على نظيره الفلسطيني 2/‏ صفر أمس على ستاد محمد بن زايد بالجولة السابعة من المجموعة الأولى لتصفيات كأس العالم 2018. افتتح إسماعيل الحمادي التسجيل لمنتخبنا في الدقيقة 32 بعد أن تبادل تمرير الكرة بمهارة عالية مع أحمد خليل في عمق الدفاع الفلسطيني، وعاد أحمد خليل ليحرز الهدف الثاني من ضربة جزاء ليؤكد أن المهارة الفردية والأداء الجماعي وراء التفوق على حماس واندفاع الضيوف. وبهذا الفوز يرفع منتخبنا رصيده إلى 16 نقطة، وينتظر لقاء الثلاثاء المقبل الحاسم مع الأخضر السعودي لتأكيد التأهل إلى المرحلة الثانية من التصفيات. ولم تشهد تشكيلة «الأبيض» أية مفاجآت سوى الطابع الهجومي الجريء الذي أتسم به أداء منتخبنا من البداية، في ظل وجود «عموري» مع إسماعيل الحمادي، وعامر عبد الرحمن، وأحمد خليل، وأحمد علي، وفي المقابل جاءت تشكيلة فلسطين مستقرة خاصة في المنظومة الدفاعية وغابت عنها المفاجآت. ومع صافرة البداية كانت الصورة داخل أرض الملعب تحمل ملامح مختلفة، فالمفاجأة الأولى كانت من الضيوف واتسمت تحركاتهم ومحاولاتهم بالخطورة، بل كانوا الأقرب من مرمى «الأبيض» والأكثر حيوية وجرأة في التقدم للهجوم من خلال تحركات الوسط والهجوم الذي نفذ الضغط العالي مبكرا من الأمام، واستفاد من ارتباك دفاع منتخبنا. وشهدت تلك اللحظات تألق أحمد أبو ناهية لاعب المنتخب الفلسطيني الذي تواجد في كل مكان، وتميز أداؤه بالسرعة والمهارة في صناعة الهجمات وإنهائها. ومع مرور الوقت ظهر واضحاً وجود عموري تحت الرقابة من محمد درويش لاعب ارتكاز المنتخب الفلسطيني، ونال بطاقة صفراء في الدقيقة 18 نتيجة استخدام القوة والخشونة، فيما تولى هيثم ديب مراقبة أحمد علي. وكان الحماس هو عنوان البداية بالنسبة لمنتخب فلسطين، فيما كان منتخبنا يبحث عن الحلول ولذلك تأخرت خطورة «الأبيض» إلى ما بعد الدقيقة 20 من اللقاء نظرا لاندفاع المنتخب الفلسطيني، وتراجع وسط وهجوم منتخبنا للتعامل مع هذا الاندفاع، لكن مع الدقيقة 20 بدأ عموري يتراجع للخلف لاستلام الكرة وتوزيع الأدوار وقيادة الهجمات من الخلف، ويستفيد بذلك من تحركات أحمد علي من الخلف للأمام، لكن تلك المحاولات اصطدمت بانضباط منتخب «الفدائي» الذي كان يعود بكامل عناصره للخلف، ويشكل عمقا دفاعيا كثيفا، وساهم في إضعاف خطورة الأبيض وعدم وصولها إلى مرمى فلسطين. ومع الوصول إلى الدقيقة 30 كانت هناك علامة استفهام كبيرة عن الغياب الكامل لإسماعيل الحمادي، حيث لم يظهر في منطقة العمليات، ولم يكن هناك أي نوع من أنواع الانسجام بينه وبين عامر عبد الرحمن وعموري، لكن كل هذا الاستفهام تلاشى مع أول ظهور للحمادي في الدقيقة 32 حيث تبادل الكرة بمهارة عالية مع أحمد خليل 4 مرات، حتى وصل إلى المرمى ليسجل هدف منتخبنا الوطني بالدقيقة 32 من اللقاء. وتبقى هنا قيمة إسماعيل الحمادي صاحب الأداء السريع والتحركات البينية بين مدافعي منتخب فلسطين، لفتح المساحات، وخلخلة الدفاعات، والتواصل مع المهاجمين، وهو بذلك لا يحتاج إلى التحضير كثيرا، أو الظهور كثيرا من أجل الوصول للمرمى، وبرغم تقدم «الأبيض» إلا أن المباراة ما زالت متكافئة في اللعب، لأن الفريق الضيف واصل عطاءه بنفس الحماس، معتمدا على طريقة (4 – 5 – 1)، وتحركات سامح مراعبة، وعبد الله جابر، وأبو ناهية، وجوناثان، كان واضحا أن منتخبنا لا يجب أن يخطئ في الدفاع لأن الفلسطيني لا يمل من المحاولات والاندفاع. وعن أسباب ندرة هجمات منتخبنا يمكن أن نقول بأن «الطرفين» لم يقوما بأي عمل للمساندة الهجومية نظرا للضغط المتواصل عليهما من قبل لاعبي المنتخب الفلسطيني، فيما غاب أحمد علي عن الظهور وتحقيق الإضافة لعدم انسجامه مع أحمد خليل، فضلا عن البطء الشديد في التحضير أحيانا، والكرات المقطوعة في الأحيان أخرى. ولذلك لم تكن هناك سوى هجمة وحيدة مكتملة لمنتخبنا هي التي تم تسجيل الهدف منها بمهارة فردية من الثنائي أحمد خليل وإسماعيل ألحمادي، فيما تكسرت باقي المحاولات على أعتاب التنظيم الدفاعي، والكثافة الدفاعية الكبيرة الذي كان يرتد كله في الهجوم المعاكس لمنتخبنا الوطني. وبعد الهدف اتسعت المساحات نسبيا في منتخب فلسطين الذي تنازل تدريجيا عن انضباطه الدفاعي، وزاد اندفاعه للهجوم، وفي المقابل زادت تحركات الثلاثي أحمد خليل، واحمد علي، وإسماعيل الحمادي الذي ارتفعت ثقته بنفسه، وزاد عطاؤه. ومع بداية الشوط الثاني تكرر الارتباك لدى منتخبنا بلا مبرر، وهنا أصبح منتخب فلسطين هو الأخطر، ولاحت له أكثر من فرصة، وكان أكثر رغبة في إدراك التعادل، وضاعت فرصة خطيرة من اللاعب أليكسيس نصار الذي سدد بقوة بجوار القائم الأيسر، فيما كان خط وسط منتخبنا بطيئا، وسقط ماجد ناصر في خطأ فادح كاد يكلفنا كثيرا عندما مرر بالخطأ للاعبي فلسطين، وانقذ الموقف ماجد حسن في تدخله باللحظة الأخيرة. ومع مرور الوقت وبلوغ الدقيقة 55 كان ضروريا أن يتدخل مهدي علي لضبط الإيقاع خصوصا في منطقة الوسط، وبالفعل قام بسحب احمد علي والدفع بمحمد عبد الرحمن، الذي قام بالفعل بأحكام السيطرة على منطقة الوسط، وبناء الهجمات، ونتج عن ذلك سريعا خطورة إماراتية، تسببت في حصول الأبيض على ضربة جزاء نتيجة اصطدام الكرة بيد أحد مدافعي المنتخب الضيف، ويتمكن احمد خليل من تسجيل ركلة الجزاء بشكل استعراضي بالدقيقة 60 من اللقاء. غياب التركيز وبعد الهدف الثاني فقد المنتخب الفلسطيني توازنه، وفقد تركيزه، وفي المقابل اكتسب لاعبو منتخبنا ثقة أكثر، وأداء أكثر إقناعا، ودفع مهدي علي بورقته الثانية للمزيد من ضبط الإيقاع في منطقة وسط الملعب وخصوصا المنطقة الدفاعية، في ظل توقعاته باندفاع أكثر من المنتخب الفدائي، حيث ألقى بحبيب الفردان في منطقة الارتكاز لزيادة العدد إلى 3 لاعبين، وسحب إسماعيل الحمادي الذي أدى ما عليه وبذل جهدا كبيرا، لاستكمال أدوار عموري وخليل في منطقة المقدمة. أفضل قرار ومع مرور الوقت يتعرض لاعب منتخب فلسطين محمد درويش للطرد على أثر حصوله على البطاقة الصفراء الثانية، وتزداد صعوبة الوضع على الفريق الضيف، وتزداد سيطرة الأبيض على منطقة وسط الملعب، مستغلا الكثرة العددية في منطقة الوسط. ويمكن أن نقول بأن قرار الدفاع بمحمد عبد الرحمن الشهير ب «عجب» كان أفضل قرار فني في اللقاء لأنه حقق التوازن المطلوب لمنتخبنا، ومن حيث التوقيت فقد جاء في توقيت رائع نرفع فيه القبعة لمهدي علي حيث انه رفع الضغط من على عاتق منتخبنا، وألقاه على عاتق الضيوف وتسبب في السيطرة على وسط الملعب، وإتاحة الفرصة إلى «الطرفين» وليد عباس من اليسار، ومحمد فوزي من اليمين، للتحرك ومساندة الهجوم، ومن هنا فقد كان هذا التغيير حلا للكثير من المشكلات في منتخبنا الوطني ويمكن أن نعتبره نقطة التحول في اللقاء. وبعد حالة الطرد انتظرنا ان يزداد ضغط منتخبنا الوطني على الضيوف لكننا وجدنا العكس، حيث كان الضغط من جانب فريق فلسطين، وتراجع الأبيض قليلا ليتيح الفرصة أمام المنتخب الفلسطيني لتهديد مرمى ماجد ناصر أكثر من مرة، وفي المقابل وضح الإجهاد كبيرا على المهاجم الرئيسي لمنتخبنا أحمد خليل، ثم سقط خليل متألما، فقام مهدي علي باستبداله خوفا عليه من الإصابة ودفع بسالم صالح بدلا منه في الدقائق الأخيرة. وإجمالا لم تكن المباراة سهلة لأن الفريق الفلسطيني قدم مباراة قوية، وكان البطء في الارتداد هو الملحوظة الوحيدة السلبية في منتخب فلسطين والذي استغله محمد عبدالرحمن بشكل رائع، لنحقق الهدف من اللقاء وهو الوصول إلى النقطة 16 في التصفيات في انتظار مباراة منتخب الأخضر السعودي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©