السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ميسون الباجه جي تحوز جائزة المخرجين الخليجيين عن فيلم «كل شي ماكو»

ميسون الباجه جي تحوز جائزة المخرجين الخليجيين عن فيلم «كل شي ماكو»
12 ديسمبر 2012
مرت الليلة الثانية من مهرجان دبي السينمائي هادئة بعيداً عن الصخب المعتاد، وتم فيها توزيع جائزة IWC للمخرجين الخليجيين، حيث أعلن كل من دار الساعات السويسرية الشهيرة IWC Schaffhausen ومهرجان دبي السينمائي الدولي اسم الفائز بجائزة IWC للمخرجين الخليجيين، التي فازت بها العراقية ميسون الباجه جي مخرجة فيلم «كل شي ماكو»، الذي ترصد فيه أحداث العنف الطائفي في آخر أسبوع من عام 2006، وتتعمد الباجه جي رصد مقاربة إنسانية حيث كان الناس منشغلين بالتجهيز للاحتفال برأس السنة الميلادية في حين كان العنف الطائفي في العراق على أشده. (دبي) - تسلمت العراقية ميسون الباجه جي مخرجة فيلم «كل شي ماكو» الجائزة في حفل خاص ومبهر من الممثلة كيت بلانشيت باعتبارها رئيسة لجنة تحكيم جائزة IWC للمخرجين الخليجيين، والبالغة قيمتها 100 ألف دولار أميركي، بحضور مجموعة من نجوم الفن والسينما من ضمنهم الممثل الشهير كيفين سبيسي، وأحيا الحفل الذي أقيم في «ون أن أونلي» بفندق رويال ميراج المطرب الشهير براين فيري. «في حب السينما» تعتبر جائزة IWC للمخرجين الخليجيين إحدى الجوائز التي تقدم الدعم التمويلي للمخرجيين الخليجيين، إلى ذلك يقول جورج كيرن الرئيس التنفيذي لدار IWC Schaffhausen، إن سبب تقديم الجائزة يعود إلى القناعة بأن المواهب والأفلام الصادرة من منطقة الخليج تستحق أن تصل إلى العالمية. وكان حفل توزيع الجائزة مليئاً بالنجوم، حيث حضره نحو 300 من المهتمين بحقل صناعة السينما والفنانين والمخرجين، بالإضافة إلى مجموعة من أصدقاء IWC، مثل المخرج البريطاني مايكل أبتيد الحائز على جائزة «انجاز العمر» من «دبي السينمائي»، وكذلك الفنانة المصرية القديرة رجاء الجداوي، والممثلة شيري عادل، المقتبس عن قصة حقيقية، وقعت خلال هذه الحقبة الجديدة التي تمر بها العاصمة العراقية بغداد. وحصلت الباجه جي أيضاً على ساعة من IWC منحوتاً عليها عبارة « في حب السينما»، وكانت كيت بلانشيت ترأست لجنة تحكيم جائزة IWC للمخرجين الخليجيين يرافقها، كلٌّ من جورج كيرن؛ الرئيس التنفيذي لدار IWC Schaffhausen، وعبدالحميد جمعة؛ رئيس «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، ومسعود أمرالله آل علي؛ المدير الفني لـ«مهرجان دبي السينمائي الدولي»، وأوليفير بيير، مدير عام «مركز فن السينما الفرنسي» ومقره العاصمة باريس. وكان التنافس على هذه الجائزة بين المخرج البحريني محمد راشد بوعلي، ومن الإمارات كل من عبدالله الكعبي، الذي أخرج في السابق فيلم «الفيلسوف»، والمخرج علي مصطفى، والذي أخرج في السابق أيضاً فيلم «دار الحي»، بالإضافة إلى المخرجة العراقية المقيمة في لندن ميسون الباجه جي التي أخرجت تسعة أعمال وثائقية، منها أفلام «الرحلة الإيرانية» و»المياه المرة»، التي حازت العديد من الجوائز. «المهر العربي» شارك في هذه الدورة في مسابقة المهر العربي للأفلام الوثائقية العديد ممن لديهم تجارب سابقة وممن حصلوا على جوائز عديدة في مهرجانات عالمية. المخرجة الأميركية نادية شهاب ذات الجذور المشتركة بين اليمن والعراق تشارك في فيلم «حديقة أمل» تتحدث عن عجوزين يعيشان في شمال العراق، هما أمل ومصطفى الزوجين اللذين تحديا الحروب والأهوال التي مرت بالعراق وظلا معاً، بعد أن وضعت الحرب أوزارها تقوم المخرجة شهاب بزيارة هذين الزوجين لتقضي معهما 7 أيام استغرقتهما في تصوير الفيلم. والمخرجة شهاب تتكلم العربية بصعوبة، ومع ذلك قامت بتصوير فيلمها الوثائقي الأول في العراق وعن العراق للعودة إلى جذورها، علماً أنها زارت العراق في صغرها. تقول شهاب لـ«الاتحاد» إن «الفيلم يتكلم عن الحياة وإعادة بنائها من جديد، أحاكي فكرة ترتيب وبناء الحديقة الخاصة بأمل ومصطفى وبذلك عن ترتيب وبناء العراق كدولة، شعور غريب اجتاحني لتصوير مسيرة العجوزين في إعادة تنسيق الحديقة كمن يشيد كياناً جديداً من الصفر». ومع إن هناك العديد من المصاعب والعقبات واجهت المخرجة إلا أن ذلك لم يؤثر على إصرارها في التصوير، حيث تشير إلى المصاعب التي قابلتها من قبل الشرطة التي كان تحاول فرض إيقاف التصوير لعدم علمهم ماذا تفعل، بالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي المتواصل. وشهاب حاولت في فيلمها التعبير عن الإصرار والتحدي وأن كل شيء ممكن، أرادت العودة إلى مدينة أمها كركوك التي عرفتها من رسومات والدتها الفنانة التشكيلية، وإذ بها تتفاجأ بأن الصورة التي رسمتها في مخيلتها لهذه المدينة مختلفة تماماً عن الواقع المرير. والفيلم، وفق المخرجة الشابة، يعبر عن صوت شبابي للمستقبل ويعتبر فيلما وثائقيا بصورة شعرية يصور امرأة ورجل في خريف عمريهما يمضيان قدماً في بناء عراق جديد رقم المصاعب. العودة إلى الجذور المخرج الفرنسي من أصل جزائري لمين عمار خوجة، والحاصل على جائزة «الفيلم الأول» في مهرجان فيد مارسيليا الدولي للأفلام الوثائقية، يشارك في فيلم «سقسي خيالك»، ويسأل خوجة في هذا الفيلم العديد من الأسئلة، حيث إن كلمة سقسي تعني «اسأل»، من خلال كتابة يوميات العودة إلى الجزائر بعد اغتراب دام تسع سنوات، وتبدأ أحداث الفيلم في يناير 2011، حيث تشهد الجزائر اضطرابات شعبية، ويحاول فيها المخرج أن يجد مكاناً له ضمن هذه التغييرات، بعد التطور الذي حصل في شخصيته والوطن بشكل متواز. ويبحر المخرج الفرنسي من أصل مصري كريم غوري في قصة البحث عن والده، شاب استفاق على هذه الدنيا ولم يجد والده، أراد البحث عنه بعد أن اختفت أخباره، توجه إلى مصر ليقابل عائلته هناك ومن ثم يصدم بأن والده الذي كان يعمل في الكويت قد توفي منذ فترة طويلة، واعطوه تسجيل صوتي لوالده كان قد أرسله في عام 1982 ومدته 40 دقيقة أثناء غربته في الكويت. ويأخذ غوري الذي لا يتكلم العربية أيضاً هذا التسجيل والصور التي بقيت ويغادر إلى الكويت مقر عمل والده السابق في أحد مطاعم فندق، ليزور المكان محاولاً دمج الصوت الذي تركه الأب بالصورة التي يصنعها الابن. إلى ذلك، يقول غوري لـ»الاتحاد» إنه لا يعرف والده ولم يقابله، ولكنه يشعر بحنين له ويتمنى لو أنه قابله قبل وفاته، والجدير بالذكر أن هذه ليست التجربة الأولى لغوري، فقد سبق وفاز بفيلمه «صنع في مصر» عام 2007 في مهرجان دبي، ويروي فيها رحلة ذهابه إلى مصر والتعرف على أهله. الصرخة ومن رحلة البحث عن والده، تأخذنا المخرجة اليمنية خديجة السلامي المقيمة في باريس إلى مشاهد في فيلم «الصرخة»، الذي تعبر فيه عن رفض كل الموروثات والتقاليد التي نشأ عليها المجتمع الشرقي، وخاصة في اليمن الذي يعتبر صوت المرأة عورة. تقول السلامي «انطلقت الفكرة عندما كنت في ساحة التغيير أثناء الثورة في اليمن، وجدت وقتها العديد من السناء ومن جميع الشرائح اللواتي يطالبن بالتغيير ووجدت صرختهن مختلفة آنذاك، فهي ضد مجتمع بكامله وضد أقرب الناس إليهن، ضد الوالد والزوج والأخ في تعبيرهن عن رفض التقاليد البالية». وتتفاجأ السلامي كمثيلاتها من النسوة بأن المجتمع الذكوري لايزال على حاله حتى بعد حصول المجتمع اليمني على مطالباته، فالمجتمع يحتاج إلى صرخة نسائية في 4 مسارات ضد النظام والمجتمع والأسرة والثوار أنفسهم الذين ناقضوا أنفسهم، فهم حسب قولها يرفضون القمع، ولكنهم يقمعون صوت المرأة. وتقول السلامي لـ»الاتحاد» إن الكثير من اليمنيات شجعنها على المضي في مثل هذه الأفلام، خصوصاً بعد منعها من إكمال فيلم يحمل عنوان «أمينة» يتحدث عن الفساد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©