إعداد - أنور إبراهيم:
استطاع النجم الانجليزي ديفيد بيكهام أن يثبت أن النجم الحقيقي يظهر ويتألق وينقذ فريقه في الأوقات العصيبة واللحظات الحرجة والصعبة، واستطاع أيضاً أن يخرس كل الألسنة التي هاجمته وانتقدته وتحدثت عنه كما لو كان مجرد لاعب عادي لا تأثير له سوى كونه سلعة تسويقية جيدة في عالم الدعاية والإعلان·
الحقيقة أن بيكهام أخرج في الأسابيع الأخيرة للدوري الأسباني كل ما في جعبته من فنون الكرة وساهم بقوة في انتصارات النادي الملكي الاسباني ريال مدريد الى ان وصل الى قمة الدوري وها هو غداً ''الأحد'' يسعى الى تأكيد فوز الريال بالدوري في أسبوعه الأخير وانتزاعه من برشلونة منافسه اللدود والذي ظل لأسابيع طويلة متربعاً على قمة الدوري· ولو حدث وتحقق أمل ريال مدريد غداً وانتزع لقب بطولة الدوري الأسباني بعد غياب طويل فإن النجم الانجليزي بيكهام سيكون صاحب فضل كبير في هذا الانجاز باعتراف الايطالي فابيو كابيللو المدير الفني للفريق والذي قال بالحرف الواحد: لقد أخطأنا جميعاً في حق بيكهام الذي يستحق منا اعتذاراً عن كل ما فعلناه معه·· لقد أثبت بحق أنه لاعب كبير ورحيله خسارة كبيرة لريال مدريد·· والى جانب اعتراف كابيللو بظلمه لبيكهام عندما استبعده لفترة من صفوف الفريق، بل وعندما وافق على الاستغناء عنه فإن مجلة ''فرانس فوتبول'' الفرنسية اعترفت بدورها ايضاً بأن عودة المعاقب ''تقصد بيكهام'' كانت لها تأثير كبير على مستوى أداء الفريق الملكي وألهبت حماس لاعبيه وكان ذلك اعتباراً من أول شهر أبريل الماضي بعد شهر كامل من استبعاده·· وبمجرد عودته كان بيكهام عند حسن الظن به وكانت المباراة أمام سيلتا فيجو فسجل هدفاً وصنع تمريرة حاسمة حققت الفوز لفريقه·· ومن وقتها أسهم الريال في ارتفاع مستمر وتحسن مستوى معظم نجومه الآخرين وكأنها عدوى وقد انتقلت الى الجميع·· كاسياس حارس المرمى والهداف فان نيستلروي وسيرجيو راموس وكانافارو والثنائي ايمرسون وديارا·· صحوة كاملة للفريق بفضل عودة هذا الانجليزي وتألق كل زملائه الى ان تحققت لهم صدارة الدوري الاسباني في أسابيعه الأخيرة وأصبحت كل الأوراق في يد ريال مدريد اذ ان مباراة الغد على أرضه ووسط جماهيره التي تريد ان تحتفل بدرع الدوري البطولة المفضلة لجماهير الريال بعد غياب أربعة مواسم·
رد عملي
أعود الى نجمنا الانجليزي بيكهام الذي تحمل الكثير من الهجوم والاهانات والنقد من دون ان ينطق بكلمة واحدة وانما جعل رده عملياً في الملعب·· بيكهام تحمل ما كان يردده البعض من انه لا يستحق كل الشهرة والنجومية التي وصل اليها بالنظر الى انجازاته المحدودة والتي كان معظمها مع مانشستر يونايتد الانجليزي بينما لم يحقق مع الريال سوى بطولة كأس السوبر الاسبانية، وبينما لم يحصل على المستوى الشخصي على جائزة الكرة الذهبية مطلقاً كما لم يحصل على لقب أفضل لاعب في العالم·
نعم تحمل بيكهام الكثير من المضايقات والسخافات سواء من مدربين أو أجهزة إعلام وصحافة·· فقد قالت عنه صحيفة ''ليكيب'' ذات يوم انه مجرد نجم إعلانات أكثر منه نجم كرة قدم·· وقال عنه جراهام تايلور المدير الفني الاسبق لمنتخب انجلترا ''1990-''1993 انه لا يرقى الى مستوى اللاعبين العظماء أمثال زيدان وكرويف ومارادونا أو رونالدينيو، وانما هو لاعب جيد فقط حتى وان كان قد لعب مع منتخب بلاده 95 مباراة دولية· وقال تايلور ايضاً إنه ليس علامة بارزة ولا هو نجم عظيم·
أصابع الندم
ولم يكن هذا الكلام منصفاً على الاطلاق والدليل ان فابيو كابيللو وادارة نادي ريال مدريد وكل المسؤولين فيه يعضون اصابع الندم على كونهم سمحوا لأنفسم بالتفريط فيه وبيعه الى نادي لوس انجلوس جالاكسي بسعر خرافي نظير عقد مدته خمس سنوات تبدأ من شهر أغسطس المقبل ومقابل 250 مليون دولار بواقع 38,5 مليون يورو في الموسم الواحد وترددت في بعض الصحف الاسبانية أنباء تفيد بأن هناك محاولات للابقاء على بيكهام ولو لمدة موسم واحد آخر ولكن هيهات فقد سبق السيف العزل·
وكانت عودة بيكهام من جديد الى صفوف منتخب بلاده مؤخراً ومشاركته في مباراة البرازيل الودية وحصوله على لقب أحسن لاعب فيها وايضاً مشاركته في مباراة استونيا الرسمية ''3/صفر'' دليلاً جديداً على ان نجمنا مصمم على الرد بقوة على كل من انتقدوه سواء في انجلترا أو اسبانيا أو اي مكان في العالم، بل إنه صرح عقب مباراة منتخب بلاده الرسمية مع استونيا في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأوروبية 2008 بأنه سيجبر ستيف ماكلارين المدير الفني لمنتخب انجلترا على ان يشركه في كل المباريات المقبلة للمنتخب وسيرد على كل من يتحدثون عن تاريخه باستخفاف لمجرد انه كان قد طرد في مونديال 1998 واصيب في مونديال 2002 وكونه كان خارج الفورمة في مونديال ألمانيا ·2006
والنقطة البيضاء التي تحسب لديفيد بيكهام انه في أسوأ المواقف والظروف لم يكن يخرج عن مشاعره بشكل فج وانما كان يتمتع برباطة جأش يحسد عليها فلم يكن يرد على تصريحات كابيللو العنيفة في بدايات الموسم وآثر عدم الكلام الى ان جاءته الفرصة ورد في الملعب وكان أبلغ رد اذ جعل الجميع في ريال مدريد يلتفون حوله وها هو في انتظار الاحتفال ''الأحد'' مع عشاق النادي الملكي بلقب الدوري الاسباني ولا عزاء لبرشلونة واشبيلية·
عدد اليوم
