الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

"ترابانت".. "دلوعة" العصر الشيوعي

16 يونيو 2007 00:15
زويكاو (ألمانيا) - د ب أ: باعتبارها رمزاً لعهد سياسي مضى، تنطوي السيارة ''ترابانت'' الشعبية رخيصة الثمن على معانٍ مختلفة بالنسبة للألمان بحسب المكان الذي ينحدر منه كل منهم، فمن قدم من شرق ألمانيا التي كانت ترزح لأمد طويل تحت الحكم الشيوعي ينظر إليها بشكل مغاير كثيراً عن نظيره الذي جاء من غرب هذا البلد· فلدى مرآها يتذكر أبناء غرب ألمانيا النكات العديدة التي كانوا يتندرون بها على هذه السيارة الصغيرة ذات المحرك المتهالك، في حين يستعيد مواطنو ألمانيا الشرقية السابقة الرحلات الخلوية التي قاموا بها خلال طفولتهم على متن تلك السيارة متوجهين إلى السواحل الواقعة على بحر البلطيق، وذلك قبل انهيار السور الحصين الذي كان يفصل ألمانيا الشرقية عن ألمانيا الغربية عام 1989 غير أنه بمرور الوقت زادت شعبية ''ترابانت'' وصار هناك من يسعى لاقتنائها والاحتفاظ بأعداد منها· وبالرغم من مرور نصف قرن على تصنيع أول سيارة من هذا الطراز، فإنه لا تزال هناك أكثر من 50 ألف وحدة منها في مختلف أنحاء ألمانيا بما يجعلها ذكرى تستعصي على التلاشي لنظام سياسي بائد· وتعود قصة ''ترابانت''، أو ''ترابي'' مثلما يطلق محبوها عليها، إلى الخمسينيات من القرن الماضي عندما قررت جمهورية ألمانيا الديمقراطية (ألمانيا الشرقية سابقاً) أن تثبت للغرب أن نظامها الاقتصادي قادر على مواكبة التقدم الجاري في البلدان الرأسمالية· واتخذ قرار على أعلى المستويات عام 1954 بإنتاج هذه السيارة ذات الطابع الشعبي بهدف توفير وسيلة نقل مناسبة للعمال· وعندما واجه الألمان الشرقيون مشكلة ضرورة توفير مبالغ كبيرة بالعملة الصعبة للحصول على الصلب الضروري لتنفيذ المشروع ، آثروا اختيار مادة تسمى ''دورابلاست'' لتصنيع هيكل السيارة منها· كما اختار المصنعون محركاً مكوناً من أسطوانتين لتزويد هذه السيارة به وهو نوع من المحركات تستخدمه عادة الدراجات البخارية· واكتمل تصنيع أول وحدة من ''ترابي'' في مصنع بمدينة زويكاو عام 1957 وعلى مدار 35 عاماً ظل تصميم ''ترابانت'' كما هو دون أي تعديل جوهري· وبالرغم من أنه كان لمصممي هذه السيارة خطط طموحة لإنتاج طرز جديدة منها، إلا أن النقص المزمن في الأموال وقف حائلاً دون تحقيق ذلك· وللمفارقة عاشت ''ترابي'' أعواماً أكثر من تلك التي عاشها نظام الحكم الذي ابتكرها للبرهنة على قوته وقدرة اقتصاده كما أن هناك العديد من أندية محبي السيارات في ألمانيا لا تزال تحتفي بهذه السيارة بما يعني أنها ستبقى في هذا البلد لأعوام عديدة مقبلة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©