الحرمان من النجاح

للمعلم مكانة رفيعة في جميع المجتمعات، وله يعود الفضل الأكبر في بناء الأمم وازدهارها وتقدم أبنائها ورفعة ورقي حضارتها ومجتمعاتها، حيث يعتبر مدرسة علمية للأجيال على مر العصور، والمعلم اسم والمهنة تطلق على اشخاص تتوافر لديهم مؤهلات وشروط وخصائص معينة، وبما ان هذا المعلم قد خول لمزاولة هذه المهنة فهو إذن قد نذر نفسه لخدمة العلم وطلابه، وهذا الدرب الطويل الذي سيسلكه سيكسبه الخبرة والمهارة في التعامل مع طلاب العلم، أما المعلم الجدير الذي يستحق كل الاحترام والتقدير·· فهو الذي يستطيع الأخذ بيد طلابه ومساعدتهم للوصول الى ما يصبون إليه رغم مواجهة أصعب الظروف، ولكن حين يستغل المعلم مركزه ويمارس شتى طرق إنزال العقاب بطلابه ويحدد مصير بعضهم دون أسباب مقنعة، فهذا الشخص لا يستحق أبداً هذا الاسم ولا تلك المهنة ولا ذاك الشرف الذي ينسب اليه، بل على العكس سينشئ جيلاً معقداً يعاني من المشاكل النفسية بسبب هذا المعلم وبسبب تسلطه· ونحن بعض طالبات كلية التقنية بأبوظبي للسنة التأسيسية الأولى واجهنا أحد المواقف الصعبة مع إحدى المعلمات الأجنبيات، والتي بدر منها تصرف غريب تجاه طالباتها، وأنا لا أقصد بمقالي هذا الاساءة اليها أو الى غيرها من المعلمات، ولكن بما اننا نسعى الى رفع المستوى التعليمي ومعالجة السلبيات التي تواجه هذا المحيط، فيجب ايضاً على المعلمين الأخذ بيد الطلاب لأقصى حد ممكن، فعند وضع امتحان تجريبي ''للفاينل'' والذي تحسب منه نسبة 30 في المئة للطالبة، فعندما تقدمت الطالبات لأداء الامتحان واللاتي يصل عددهن الى أكثر من 50 طالبة، وقامت المعلمة بطردهن بحجة التأخير دون حتى اعطائهن فرصة التحدث اليها قائلة: "Say bye bye to higher diploma" ومع هذا قامت مجموعة من الطالبات بالذهاب الى المدير حتى يتم ادخالهن لأداء الامتحان، وقام بارسال السكرتير الذي خرج آسفاً لرفضها السماح للطالبات بأداء الامتحان وعدم تجاوبها مع كلمة المدير، لماذا هذه اللا مبالاة في التدريس ان كانت المعلمة تريد معاقبة الطالبات، فلماذا لا تختار نوعاً آخر من العقاب دون حرمان مثل هذا العدد من الامتحانات· وان كانت كلية التقنية تحدد عدداً معيناً لتخريجه فقط والبقية للرسوب فلماذا يتم قبول هؤلاء الطالبات لإضاعة السنين عليهن فقط· مريم المنصوري أبوظبي