الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاهتمامات المشتركة أكثر ما يجمع الأصدقاء على «الفيسبوك»

الاهتمامات المشتركة أكثر ما يجمع الأصدقاء على «الفيسبوك»
22 ديسمبر 2011 19:57
يبدو أن موقع الشبكة الاجتماعية الأكثر شعبيةً وشُهرةً «فيسبوك» أضحى يُساعد الباحثين على الإجابة على بعض الأسئلة التي تُحيرهم من قبيل سؤال من سبق من، البيضة أم الدجاجة؟ لكن على صعيد العلاقات البشرية والطبيعة الإنسانية هذه المرة. فهل نُكون علاقات صداقة مع أشخاص آخرين بسبب مشاطرتنا اهتماماتهم عينها، أم أننا نُصبح مثلهم مع مرور الوقت ونتبادل التأثير والتأثر على مستوى السلوكات والأذواق والاختيارات؟ هذا ما تحاول الإجابةَ عنه دراسة جديدة نُشرت في النسخة الرقمية لمجلة «الأكاديمية الوطنية للعلوم». فهي تنطلق من هذه الفرضية للوصول في النهاية إلى تصديقها أو تفنيدها، أو ما يُصطلح عليه في علم المنطق الرياضي بـ»البرهنة بالتعدي». وأنجز هذه الدراسة باحثون من جامعة هارفارد، إذ حصلوا على إذن بتجميع معلومات وبيانات تخص حسابات جميع الأعضاء المسجلين في أحد البرامج الأكاديمية في الفصل الخريف الدراسي لعام 2005 في هارفارد. واعتمد هؤلاء الباحثون على عدد من المؤشرات القياسية لتحليل البيانات التي حصلوا عليها، بما في ذلك عدد طلبة كل صف والتفرعات الأكاديمية للباحثين. ووجد الباحثون أن جميع الطلبة كانت لديهم حسابات على موقع «فيسبوك»، لكنهم لاحظوا أن اختيارات البعض بشأن وضع الحساب الشخصي جعلت المعلومات المتاحة قليلة ومحدودة جداً بدافع الخصوصية. لكن الباحثين تمكنوا في النهاية من إدماج 1001 طالب ممن كانت صداقاتهم على موقع «فيسبوك» مُتاحةً لجميع الطلبة، القدامى منهم والجُدد والخريجين. واتضح أن الطلبة يميلون إلى تكوين صداقات مع الأشخاص الذين يقطنون في الحي الجامعي نفسه أو يدرسون معهم التخصص نفسه أو في الصف نفسه. فأحد الطلبة المشمولين بالدراسة كان يُفضل مثلاً تكوين صداقة مع من يسكنون في المبنى نفسه الذي يسكن هو فيه. وكان طالب آخر يُفضل بنسبة 10% مُصادقة شخص آخر إذا كان للاثنين صديق مشترك. وتوصل الباحثون أيضاً إلى أن غالبية الطلبة يفضلون فصلهم عن الآخرين وتكوين «تجمعات شللية» بناءً على خلفياتهم من حيث الجنس والعرق والمنطقة الجغرافية التي ينحدرون منها، وبناءً كذلك على الوضع الاجتماعي الاقتصادي. ودرس الباحثون اختيارات هؤلاء الطلبة من حيث ما يفضلونه من موسيقى وأفلام وكتب ومؤلفات، فوجدوا أن الطلبة الذين يَهْوَوْن الموسيقى الكلاسيكية أو الجاز أنشأوا صداقات مع طلبة يعشقون نفس اللون الموسيقي. لكن الموسيقى كانت العنصر الوحيد الذي وصفه الباحثون بالقاسم المشترك الذي ينتقل كالعدوى بين الطلبة ويجمعهم، ولو أن بعض الباحثين اعتبروا تفضيل لون موسيقي على آخر لا يخلو من تأثيرات ثقافية، وأنه يعكس إلى حد ما الوضع السوسيو-اقتصادي لكل طالب. وبشكل عام، لُوحظ أن الطلبة وأصدقاءهم يتشاركون في العديد من الأذواق والألوان الموسيقية والسينمائية. وهو ما يعني أن الأشخاص الذين يهوون أفلام الآكشن يُصادقون من يعشقون النوع ذاته من الأفلام، والأمر نفسه ينطبق على عُشاق أفلام الكوميديا أو الرعب أو الرومانسية. فالطلبة الذين تجمعهم قواسم مشتركة أكثر يميلون إلى تكوين صداقات أكثر وأطول. ولذلك، إذا اعتقدت أنه بإمكانك إقناع أصدقائك بمرافقتك لمشاهدة أحدث فيلم من سلسلة الشفق «بزوغ الفجر» أو فيلم «التحمس للسرعة»، ففكر مسبقاً ما إذا كان من تدعوه من عُشاق هذا النوع من الأفلام. ويخلص الباحثون إلى القول «كشفت النتائج التي توصلنا إليها أن الأصدقاء يميلون إلى تشاطر بعض الأذواق والاختيارات ليس لأنهم يؤثرون على بعضهم، بل لأن أوجه التشابه بينهم تكون في الأساس ومنذ البداية حافزاً يدفعهم إلى تكوين علاقة صداقة واستدامتها». وهذه النتيجة تؤكد مقولة «الطيور على أشكالها تقع». عن «لوس أنجلوس تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©