الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مخلفات المصطافين تضر بالبيئة وتؤذي العين في الأماكن العامة

مخلفات المصطافين تضر بالبيئة وتؤذي العين في الأماكن العامة
23 ديسمبر 2013 00:20
هناء الحمادي (أبوظبي) - تبقى المحافظة على نظافة المدينة من السلوكات التي يجب أن يتم التأكيد عليها للوصول إلى الرقي. وهذا السلوك يجب أن نزرعه في عقل المجتمع بكافة أعماره وفئاته. ومن هنا يبرز دور المؤسسات المختصة في هذا الموضوع للتركيز على أهمية التربية البيئية في تطوير السلوكات البيئية، وضمنها النظافة، والتي قد تعتبر مجرد سلوك بسيط، ولكنه بالأساس سلوك إذا ما اتبعه كل فرد من أفراد المجتمع بصفة شخصية فإنه يسهم في تحقيق حماية للبيئة. ومع اعتدال الطقس وخروج العائلات للاستمتاع بالحدائق والأماكن الترفيهية المتنوعة المتوافرة في أبوظبي، تبرز مشكلة ترك المخلفات التي تشوه مظهر المدينة وتعود بنتائج سلبية على البيئة، ما دفع مجموعات تهتم بالبيئة إلى إقامة حملات أبرزها «نظفوا الإمارات» محاولة منها لجعل النظافة ممارسة يومية حضارية. حملة سنوية في سبيل المحافظة على نظافة البيئة، برزت فعاليات حملة «نظفوا الإمارات» في دورتها الـ 12 في العاصمة أبوظبي التي اختتمت مؤخرا، بعد أن شارك بها نحو 4500 شخص تم تجهيزهم بكامل العدة والعتاد لحفظ سلامتهم من قفازات قطنية وأكياس بلاستيكية قابلة للتحلل ومستوعبات مخصصة لتجمع النفايات، لتسير قافلة الحملة في الإمارات السبع وعلى مدار أسبوع من الفعاليات. وخلال الفعالية تم جمع 2,5 طن من النفايات في اليوم الأول، وفي مدارس إمارتي الشارقة وعجمان جمعت الحملة، التي تنظمها مجموعة عمل الإمارات للبيئة ودائرة البلدية والتخطيط بعجمان، نحو 6 أطنان من النفايات من منطقة المنتزي بعجمان التي تعتبر من المواقع الإستراتيجية التي يرتادها الزوار للتنزه. إلى ذلك، قالت حبيبة المرعشي، رئيسة مجموعة عمل الإمارات للبيئة، إن المجموعة تمكنت من خلال رحلة حملة «نظفوا الإمارات»، والتي استمرت 12عاما على التوالي، من إيصال رسالة واضحة المحافظة على البيئة، ومحاولة تعزيز ثقافة إعادة التدوير لتصبح جزءا لا يتجزأ من نشاطات الفرد اليومية، مؤكدة أن الحملة منذ انطلاقها تحتضن إمارة تلو الأخرى عاما بعد عام بأهدافها تصل برسالتها النبيلة إلى الأجيال كافة، وبمشاركة الجميع من المواطنين والمقيمين الذين لبوا النداء لهدف واحد ومشترك وهو المحافظة على بيئة الإمارات. ويعتب خلفان الظاهري (رب أسرة)، الذي يعشق التخييم في المناطق البرية مع أسرته، على الأسر التي ترتاد المناطق البرية مخلفين وراءهم الكثير من المخالفات والسلوكيات المرفوضة في البر، من حيث رمي الأوساخ وعدم وضعها في الأماكن المخصصة لها. ويقول «خلف قانون السماح بإقامة المخيمات في البر، تختبئ الكثير من المخالفات التي اعتاد أصحاب هواية التخييم الإقدام عليها، غير مراعين لحزمة التعليمات والتحذيرات التي نصت عليها القوانين واللوائح الصادرة من الوزارات والهيئات المعنية. ومعظم تلك المخالفات والتجاوزات باتت سمة دائمة بين محبي البر وهواية نصب الخيام، التي عجزت عن ستر الأخطاء التي يقع بها أصحابها أو احتوائها خلف أسوارها القماشية». ويضيف الظاهري «من حق الجميع الاستمتاع بجمال البر خلال الفترة الربيعية، لكن عليهم مراعاة القوانين واحترام التعميمات تحض على الطريقة المثلى في التخييم، إضافة إلى الحفاظ على البيئة الصحراوية والحياة الفطرية، خصوصاً أن هذا العام مَنّ الله علينا بأمطار أسهمت في إعادة تأهيل الحياة البرية وعودة النباتات والحيوانات إلى الصحراء مرة أخرى». وحول حملة نظفوا الإمارات، يرى الظاهري أن تلك الحملة تسهم بالاهتمام بنظافة البيئة، والذي يعد واجبا إنسانيا ووطنيا. إعاقة الاستمتاع يؤكد سيف الحوسني أن الحفاظ على الحياة البرية مسؤولية الجميع، الأمر الذي يجعل المهمة ملقاة على كاهل كل من ينصب الخيام في البر، وعليه مراعاة الحياة البرية والحفاظ عليها والاهتمام بها، وليس كما يفعل البعض حين يقدمون على اقتلاع النباتات وإشعال النيران فيها وترك المخلفات والأوساخ، معترفا أن هذا المنظر من تجمع الأوساخ في البر وهذا السلوك الخاطئ يؤثر على البيئة ويعيق استماع الآخرين بجمال البر، فالاهتمام بنظافة البيئة واجب. ويتابع «كلما حافظنا على بيئتنا نظيفة وسليمة وصحية، استطعنا أن نعيش سعداء، وأن نتمتع بصحة جيدة»، مؤكدا أنه أثناء تواجده في البر يجمع هو وأبناؤه مخلفات تخييمه من الأوساخ ويرميها في سلة المهملات، وهذا أقل تقدير يقدم للمحافظة على نظافة الحياة البرية الجميلة. ويعكر مزاج ريهام مصطفى في نهاية الأسبوع أثناء زيارتها الحدائق العامة، مشاهدتها قيام البعض من زائري الحدائق العامة ذات المسطحات الخضراء بحفلات الشواء التي تتصاعد منها الأدخنة المضرة بالتنفس، مضيفة «الجميع يلاحظ هذا السلوك غير الحضاري حيث إن أغلبية العائلات تقوم بهذا التصرف غير مبالية بمن حولها أو الجهود التي تبذلها البلدية للمحافظة على جمال المكان، ونرى أن بعض العائلات بعد أن ينتهي من الجلوس في الحديقة، يترك القاذورات في المكان الذي كانت تجلس فيه رغم توافر حاويات جمع النفايات. وترى ريهام أن هذا التصرف يؤدي إلى تشويه المظهر العام لهذه الأماكن التي وضعت له ولغيره للترفيه. في السياق ذاته، يتمنى إبراهيم أحمد (موظف حكومي) من كل مرتادي الشواطئ العامة، التي تأتي في مقدمة الأماكن الجميلة التي يقبل عليها الكثير من الزوار لتنوع الخدمات والوسائل الترفيهية فيها، أن يهتموا بنظافة تلك الشواطئ والتي لا تقل أهمية عن المناطق البرية أو الحدائق العامة، فهذه الأماكن تبعث في روح الإنسان الأمان والهدوء والراحة. كما أنها وفرت للجميع للاستمتاع بالمكان وبالخدمات المتوافرة للصغار والكبار سواء رجالا ونساء وشيوخا وشبابا وأطفالا، مطالبا الجميع أن يملك ثقافة المحافظة على البيئة باعتبارها واجبا وطنيا وفي الوقت نفسه حماية لما تحتويه تلك الأماكن من تنوع حيوي وجمال المنظر. جهود البلدية من أجل بقاء إمارة أبوظبي نظيفة وجميلة، تنظم بلدية أبوظبي العديد من حملات التوعية وتثقيف السكان بأهمية الحفاظ على النظافة العامة في شوارع وأحياء المدينة والامتناع عن ممارسة العادات السيئة والالتزام بالقوانين واللوائح المنظمة، وذلك لتوفير الحياة الكريمة وضمان مستوى الحياة الأفضل والبيئة المستدامة لسكان المدينة. كما توزع البلدية بالتعاون مع مركز تنظيم النقل بسيارات الأجرة منشورات توعية باللغات العربية والإنجليزية والأوردية والبنغالية على سائقي وركاب سيارات الأجرة تدعو إلى المحافظة على نظافة المدينة، والامتناع عن العادات السيئة، مثل رمي المخلفات في الأماكن غير المخصصة، ورمي أعقاب السجائر والعلكة على الأرصفة والشوارع والطرقات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©