الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تجارب ملتقى السمالية تجسد أنماط الحياة في الماضي

تجارب ملتقى السمالية تجسد أنماط الحياة في الماضي
22 ديسمبر 2011 19:54
(أبوظبي) - يزخر ملتقى السمالية الذي يقام بإشراف نادي تراث الإمارات بالعديد من الأنشطة والفعاليات ذات السمة التراثية المميزة، حيث يشهد الطلاب المشاركون في الملتقى تجارب عملية تختصر أنماط الحياة التي كانت سائدة في الإمارات سابقاً، وهي تكتسب أهميتها من طاقاتها الخلاقة، ومما تصدر عنه من وسائل تأقلم مع صعوبات العيش، ابتدعتها ذهنيات الأسلاف المتقدة بهاجس الاستمرار في ظروف صعبة. بين الأنشطة التي أثارت اهتمام الطلبة المشاركين كانت الصقارة في المقدمة، تحلق المشاركون حول المدرب سالم سويد المنصوري الذي راح يشرح لهم قواعد عملية الصيد بالصقور، وما يترتب على الراغبين في ممارستها القيام به حيال الصقر في بداية الأمر حتى يستجيب للرغبة في القنص، ذلك أن الطير، بعكس ما يتبادر لأذهان غير المحترفين، ليس مطواعاً إلا بقدر ما يشاء ذلك، ويمكنه أن يستثار لأسباب بسيطة قد لا تخطر ببال صاحبه، فيمتنع عن التجاوب مع مراحل القنص، وتؤول العملية إلى فشل ذريع قد لا يسع المبتدئون إدراك أسبابه. وأوضح أن تدريب الصقر يبدأ في عمر مبكر، حيث يكون على القائم بالمهمة أن يتدرج في تعويد طائره على التحرك لمسافات مختصرة في البداية، لتزداد المسافة يوماً بعد يوم، كذلك هو حذَّر من تعويد الصقر على الطعام دون أن يكون قد قنص شيء ما، لأن من شأن ذلك أن يصرفه عن فكرة القنص، المطلوب، برأي المدرب، أن ترتبط فكرة الأكل في لا وعي الطائر بقدرته على الاصطياد، ولفت المنصوري إلى بعض الأخطاء التي لا تقتصر على المبتدئين في مجال القنص وحدهم، بل هي قد تطال المحترفين كذلك، وهي تتمحور حول الوسيلة التي يعتمدها القناص لانتزاع الطريدة من براثن الشاهين بعد انقضاضه عليها، اعتماد الخشونة هنا ليس ملائماً لأنه سيثير حنق الطائر، فهو يعتبر الفريسة ملكه وحده ويمكن لحرمانه منها أن يدفعه إلى عدم تكرار تجربة القنص مجدداً، لذلك أوضح المنصوري أن الخبيرين في مجال القنص يمارسون قدراً من الحنكة في الحصول على الطريدة، وهي يجب أن تذبح أولاً كي يكون لحمها محللاً، أما الحنكة المشار إليها فتتصل ببعض الحركات الهادئة التي تجعل الصقر يتخلى عن فريسته دون كثير من العناء. وأجاب المدرب على أسئلة الطلاب الذين بدوا متشوقين لمعرفة الكثير عن الصقور، وفي معرض رده على أحد الأسئلة توقف عند كيفية ربط إطعام الصقر بقدرته على الصيد، فماذا لو لم يعثر الطائر على صيد ملائم لأسباب خارجة عن إرادته، هل يبقى حينها دون طعام؟ شرح المنصوري الأسلوب المعتمد في حالات مماثلة، وهي تحصل كثيراً في الواقع، حيث استعان ب” الملواح” وهو عبارة عن رزمة من ريش الطيور متراصة بما يجعلها تحسبه طائراً حقيقياً، ويستخدمها القناص بهدف الإيحاء للطائر بأنه عثر على فريسة، بعد ذلك يتولى إطعامه من مخزون خاص، هكذا يظل الاقتران قائماً في ذهن الصقر بين القنص والرغبة في الأكل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©