الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سياسة أوباما الخارجية··· وتجاوز التحديات الموروثة

سياسة أوباما الخارجية··· وتجاوز التحديات الموروثة
31 مارس 2009 03:23
بعد 69 يوماً احتلت فيها القضايا الدولية مكانةً متأخرة وراء جهود إنقاذ الاقتصاد في الداخل، يصعد الرئيس الأميركي أوباما إلى المسرح الدولي هذا الأسبوع كشخصية تحظى بتأييد واسع بين الأوروبيين، ولكن أيضاً كشخصية تواجه مهمة صعبة في ''بيع'' مخططاتها لزعماء القارة العجوز· يعتزم الرئيس أوباما الدفع في اتجاه مقاربة جديدة للحرب في أفغانستان، وتكثيف الجهود لوقف انتشار الأسلحة إضافة إلى جهود أوروبية أكثر توحداً لمحاربة الركود العالمي· غير أن بعض الخبراء يحذرون من أنه إذا كان الرئيس الأميركي يعتقد أن شعبيته ستجعل الحكومات الأجنبية تقبل إقبالا سريعاً وأعمى على الخط الذي رُسم لها وراء زعامة أميركية جديدة، فإنه سيستفيق على حقيقة مرة· فعلى سبيل المثال، تقاوم الحكومة الألمانية الدعوة لإرسال مزيد من القوات المحاربة إلى أفغانستان، بينما ترفض روسيا بقوة إقامة نظام دفاع صاروخي لـ''الناتو'' في بولندا· غير أن البيت الأبيض أوضح يوم السبت أنه لا يحاول أن يملي على العواصم الأوروبية كيفية الإنفاق من أجل إنعاش الاقتصاد العالمي، وذلك بعد أن قوبل بمقاومة قوية من فرنسا وألمانيا ودول أخرى· ويقول نايل جاردينر، مدير مركز مارجريت تاتشر للحرية بمؤسسة هيريتدج فاونديشن: ''إن الفكرة القائلة بأن أوروبا ستلتف حول هذه الإدارة هي اليوم بصدد التفنيد''؛ وتوقع جاردينر ''ترحيباً كبيراً'' بأوباما من قبل الجمهور الأوروبي ولكنه أضاف: ''عندما يبدأون في مناقشة المواضيع المطروحة على بساط البحث··· ستكون ثمة نقاشات حادة جداً''· لقد استبشر العديد من الزعماء الأوروبيين بانتخاب أوباما باعتباره قطيعة واضحة مع إدارة بوش الابن الذي أثار حفيظة الكثيرين في العواصم الأجنبية بسبب ما كانوا يعتبرونه عدم احترام لوجهات نظرهم؛ فكانوا ينظرون إلى سلف أوباما ''الجمهوري'' باعتباره شخصا متهوراً ومستعداً للتحرك بخصوص أمر ما بدون الحصول أولا على توافق· واليوم، يصف مسؤولو البيت الأبيض زيارة أوباما لأوروبا باعتبارها طريقة لمواجهة تلك ''التحديات الموروثة'' عن إدارة بوش، ويقولون إنهم يتوقعون أن ينتج عن القمم الثلاث التي سيشارك فيها أوباما اتفاق واسع حول مقاربات جديدة لانتعاش الاقتصاد ومحاربة الإرهاب وتأمين السلام في مناطق غير مستقرة من العالم· وفي هذا الإطار، يقول دنيس ماكدونو، نائـــب مستشار الأمن القومي المكلف بالاتصال الاستراتيجي: ''نعتقد أن (الزيارة) من الواضح أنها ستكون جزءاً أساسياً من أجندة الرئيس المتمثلة في إصلاح واستعادة مكانة أميركا في العالم، ولاسيمـــا في أوروبــــا''· وحسب مراقبي الزيارات الرئاسية العابرة للأطلسي، فإن أوباما مازال يحافظ على الكثير من النجومية التي أظهرها خلال جولته في أوروبا الصيف الماضي· وفي هذا السياق يقول ريجنالد دالي، زميل مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية: ''إن الزعماء الأوروبيين يرغبون في أن يراهم الناس إلى جانب أوباما، ومن الأفضل معه: ذراعاه حول أكتافهم، وعلى وجوههم ابتسامــة عريضة لأنه يحظى بشعبية كبيرة جداً في أوروبا''· غير أن استبدال بوش بأوباما لم يمح الاختلافات الجوهرية التي مازالت قائمة بين الولايات المتحدة وأوروبا حيث يقول السيناتور جون كيري (الديمقراطي عن ولاية ماساتشوسيتس) رئيس لجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ: ''إنها دعوة للتحرر من الأوهام··· إنها أوقات عصيبة ومعقدة، وهناك غضب في العالم··· بشأن اعتقاد الناس أن بلدنا ساعد على خلق هذه المشاكل· وبالتالي، فعلى الرئيس أن يعمل على تجاوز مشاكل بوش''· وطيلة حملة الانتخابات الرئاسية، كان منافسو أوباما يتساءلون بشكل مستمر عما إن كان شبابه وافتقاره النسبي للخبرة سيجعلانه يبدو ضعيفاً حين يلتقي وجهاً لوجه مع زعماء العالم· وبالتالي، فإن مهمة أوباما اليوم هي تبديد تلك الشكوك، وهو أمر يتأتى في جزء منه من خلال الوفاء بما كان قد وعد به خلال حملته الانتخابية من أنه سيحسن العلاقات المتوترة أحياناً مـــع حلفاء الولايات المتحدة· ويقول مساعدو أوباما إنه انخرط في هذا المسعى منذ وصوله إلى البيت الأبيض، من خلال الاتصال هاتفياً بزعماء العالم بشكل يكاد يكون يومياً· وعلى رغم تركيزه على الأزمة الاقتصادية، اتخذ أوباما خطوات لاقت عموماً صدى إيجابياً في الجانب الآخر من الأطلسي، ومن ذلك الأمر بإغلاق معتقل جوانتانامو في كوبا، والإعلان عن سحب القوات الأميركية من العراق، وصياغة سياسة جديدة للتعاطي مع أفغانستان وباكستان أعلن عنها يوم الجمعة الماضي· وفي هذا الإطار يقول أحد مستشاري أوباما للسياسة الخارجية: ''إن هذه هي أول قمة كبيرة متعددة الأطراف يشارك فيها··· ولكنه كان يعمل على مختلف المواضيع منذ الفترة الانتقالية''· ومن جانبه، يقـــول مايكــل فورمان، نائب مستشار الأمن القومي للشؤون الاقتصادية الدولية إن الرئيس يعتزم ''أن يتزعم عبر إعطاء القدوة'' وذلك عبر تقديم قراراته وتحركاته في الداخل -مثل حزمة تحفيز الاقتصاد، والإصلاح التنظيمي، ومقترحات قطاع السكن ومخططات الاستقرار المالي -كدافع لتحرك عالمي· ويقول فورمان: ''إنه سيعمل في المقام الأول على إظهار التزام الولايات المتحدة لبقية العالم· عليه أن يكون متفتح الذهن، ويستمع للآخرين، ولكن عليه أيضاً أن يتزعم عبر إعطاء القدوة للآخرين''· مايكل شير - واشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©