الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

السدو.. تراث تلوّن به المواطنة حياتها قبل أن تزيِّن به جدران بيتها

السدو.. تراث تلوّن به المواطنة حياتها قبل أن تزيِّن به جدران بيتها
22 ديسمبر 2011 00:07
محمد الأمين (المنطقة الغربية) - استقطبت معروضات ومشغولات السدو في السوق الشعبي اهتمام الكثير من الزوار، من باب الحرص على اقتناء قطعه التي تعد لوحات فنية رائعة، أو من باب الاطلاع على التقنيات المستخدمة في صناعة هذه الحرفة التي لا تزال المرأة الإماراتية تلون بها حياتها. وقالت “أم محمد”، إنها تحرص على زيارة المهرجان سنوياً، لشراء عدد من هذه المنسوجات، خصوصاً أن السوق الشعبي يوفر فرصاً عديدة لاختيار البضاعة. أما هالة نور سيدة أعمال، فقد أكدت أن السوق فضلاً عمّا يوفره من تنوع في الإنتاج، فإنه كذلك يوفر فرصاً للتعاقد على بيع كميات كبيرة مباشرة، مشيرة إلى إعجابها بمعروضات هذا العام من السدو. وقالت عفراء سعيد إحدى الخبيرات المعتمدات من غرفة التجارة في مجال صناعة السدو، وصاحبة محل في السوق إن السدو تحفة من الماضي الجميل يصنع بخيوط من القطن والصوف، ويتميز بأشكاله وألوانه الزاهية وزخارفه المميزة، وصناعته يدوية بحتة تنفذ باستخدام آلة “النول” حيث تركب الخيوط عليها وتنسج بها، لنحصل في النهاية على الأشكال والزخارف المطلوبة، دون استخدام أية أدوات إلكترونية، وسجادته تحفة فنية وثروة يحرص على اقتنائها الكثيرون وكلما تقدم بها الزمن تحافظ على جودتها ويرتفع سعرها، وتختلف طريقة صناعة السدو عن صناعة السجاد من حيث الآلات المستخدمة والنقوش والزخارف. ولفتت إلى أن صناعة السدو كانت تعتمد قديماً على وبر الجمال، أما اليوم فالنساء يستخدمن الصوف ويقمن بصبغه، ويصنع السدو بشكل خيوط عمودية تمد على أوتاد باستخدام آلات خاصة حادة مصنعة من قرن الغزال، ولابد لصانعته من تعلم الطريقة الصحيحة لمد القطن على آلة النول، وهي آلة خشبية بأحجام مختلفة توضع بشكل عمودي، ثم تستخدم آلة أخرى تسمى النير لتثبيت الخيوط بحيث توزع في الأعلى والأسفل، ثم تأتي عملية تنفيذ الغرز للرسم على السدو، وله أنواع عديدة تجتهد الحرفيات في تنفيذها. وتتطلب صناعة قطعة السدو، من أسبوع إلى أسبوعين. وقالت صافية القبيسي مسؤولة تطوير التراث في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث مسؤولة السوق الشعبي، إن الهيئة شجعت 40 حرفية من الحرفيات المتمكنات عبر عرض أعمالهن في مجالس الهيئة الأربعة، إضافة إلى العرض في السوق، مشيرة إلى أن هذا السوق يتميز هذا العام بعرض أعمال مجموعة من النساء الحرفيات الماهرات على مستوى عال في صناعة السدو. وقالت القبيسي إنه وبعد موافقة اليونسكو على تسجيل السدو كتراث إماراتي حي قبل ثلاثة أسابيع في مدينة بالي بإندونيسيا، خلال اجتماع اللجنة الدولية الحكومية للتراث غير المادي باليونسكو من خلال ملف قدمته الهيئة من قبل باحثين وخبراء، فإن الهيئة تعمل على ترويج السدو واعتماد خطط وبرامج لتطوير المنتجات، مؤكدة أن الهيئة تقوم بإعداد قوائم لحصر التراث في إمارة أبوظبي بغية صونه وحفظه للأجيال المقبلة، إضافة إلى أن الهيئة تعمل حالياً على تسجيل الفرودة والعيالة وألعاب الأطفال الشعبية في اليونسكو. وأضافت أن الهيئة جلبت خبراء في تطوير الحرف والصناعات اليدوية من تونس وقاموا بإعطاء دورات في العين وأبوظبي والغربية للحرفيات، استفدن منها في إدخال نماذج حديثة للحرف بحيث تصبح قابلة للتسويق. وكشفت أن الهيئة تقوم بشكل مستمر خلال كل شهرين بشراء منتجات الحرفيات في هذا المجال لتشجيعهن على الاستمرار، مشيرة إلى أن صندوق خليفة بالتعاون والتنسيق مع الهيئة يقوم بشراء بعض هذه المنتجات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©