اغتيال نائب "الأكثرية" وليد عيدو في بيروت

بيروت - الاتحاد ووكالات الأنباء: اغتيل النائب اللبناني وليد عيدو أحد أبرز ناشطي الأكثرية النيابية من كتلة ''تيار المستقبل'' بزعامة النائب سعد الدين الحريري في عبوة ناسفة استهدفت سيارته في منطقة ''الحمام العسكري'' (نادي الضباط) قرب المنارة غرب بيروت· وقالت مصادر الشرطة ان الانفجار الذي هز المنطقة بعنف أسفر ايضا عن مقتل نجل النائب عيدو واسمه خالد واثنين من مرافقيه إضافة الى 6 مدنيين آخرين بينهم اللاعبان في فريق النجمة لكرة القدم حسين دقماق وحسين الامين، فيما أصيب 20 على الأقل بجروح متوسطة وخطيرة· وأوضح أحد الشهود أن القنبلة التي خلفت الانفجار زرعت بسيارة عيدو وكان بالقرب منها لحظة الانفجار· وأظهرت لقطات تلفزيونية سيارة تشتعل بها النيران وحرائق ضخمة في المكان، وقال مصدر إنه جرى جمع أشلاء جثث عيدو وابنه خالد واثنين من حراسه من موقع الانفجار الذي أثار حالة من الهلع· وقال مصدر أمني ان تفجير العبوة الناسفة كان مستهدفا النائب عيدو، إذ انها زرعت بسيارته، وأضاف ان التفجير كان عبر جهاز تحكم عن بعد· وأقامت قوات الجيش نقاط تفتيش مكثفة حول المنطقة· فيما خرج عدد من المدنيين الى الشوارع خصوصاً في منطقة الطريق الجديدة مسقط رأس عيدو في تظاهرة عفوية وأحرقوا إطارات السيارات· ونعى رئيس البرلمان نبيه بري النائب عيدو وادعى على المدبرين والمنفذين· كما نعى زعيم ''تيار المستقبل'' النائب عيدو شهيد ثورة الأرز، واتهم الحريري ضمنا سوريا دون تحديدها بالاسم بالتورط في اغتيال النائب عيدو وطالب جامعة الدول العربية بمقاطعة ما وصفه بـ''النظام الإرهابي''، وقال ''الأصابع نفسها التي اغتالت الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسائر الشخصيات أصابع الشر وأجهزة الشر التي تزرع الرعب في كل لبنان هي نفسها ارتكبت جريمة اغتيال عيدو''، وأضاف ''إما أن تتمكن الجامعة من حماية لبنان وإما أن تقاطع نظام الإرهاب الذي يعتدي على لبنان بدون هوادة أمام أعين العالم كله''، وأكد أن مسيرة الحرية ستستمر والمجرمون سيساقون مكبلين الى المحكمة الدولية، ودعا الى المشاركة الشعبية في تشييع عيدو اليوم الخميس· وسارع وزير الاتصالات مروان حمادة من الاكثرية النيابية الى اتهام النظام السوري باغتيال النائب عيدو، وأدرج العملية في اطار سلسلة التفجيرات التي استهدفت لبنان منذ العام ،2005 وقال ''انه مسلسل تصفية جسدية للغالبية النيابية من قبل النظام السوري··انه القاتل نفسه الذي استشرس قبل قيام المحكمة الدولية وبعدها ليغير المعطيات ويقضي على ثورة الارز ويمنع انتخاب رئيس جديد للجمهورية''· كما اتهم أحد ابرز قياديي الاكثرية النائب وليد جنبلاط بدوره النظام السوري بالوقوف وراء الانفجار، وقال ''النظام السوري يقف وراء هذا الاغتيال''· إلى ذلك، أعرب البيت الأبيض عن أسفه لاغتيال النائب عيدو في تفجير استهدف سيارته وكرر دعمه للحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة، وقال المتحدث جوردن جوندرو ''ان الولايات المتحدة تأسف للاعتداء الذي تسبب في وفاة النائب عيدو ونجله ونحن الى جانب الشعب اللبناني والحكومة في معركتهما ضد المتطرفين الذين يحاولون تعطيل مسيرة لبنان نحو السلام والازدهار وديموقراطية دائمة''· كما أدان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير بشدة الاعتداء ووصفه بالجريمة البشعة والجبانة، مشددا على ان الذين يريدون زعزعة الاستقرار في لبنان لن ينجحوا في محاولاتهم· وقال ''علمت بتأثر شديد ان اعتداء جديدا ضرب بيروت موقعا العديد من الضحايا بينهم النائب عيدو وابنه··أدين بشدة هذه الجريمة البشعة والجبانة··لا بد من العثور على الجناة ومعاقبتهم''، وأضاف ان فرنسا مع المجتمع الدولي تقف الى جانب لبنان بمواجهة هذه المحاولات المتكررة لزعزعة الاستقرار فيه وعلى الذين يقفون وراء هذه المحاولات ان يعرفوا انهم لن يحققوا مبتغاهم، وتابع ان المطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى هو وحدة اللبنانيين من كل الطوائف واستئناف الحوار السياسي الحل الوحيد للخروج من الأزمة، وأكد ان فرنسا ستواصل جهودها بهذا الاتجاه وستواصل بقوة سياستها الى جانب وحدة واستقرار واستقلال لبنان· وأدان رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي ايضا بأشد العبارات اغتيال النائب عيدو ووصف الاعتداء بالجبان، وأكد أن مثل هذه الأعمال مرفوضة تماما مطالبا بكشف المسؤولين عنها فورا وملاحقتهم·