شهدت سوريا تصعيداً أمنياً هو الأعنف من نوعه منذ بدء الاحتجاجات في منتصف مارس الماضي، حيث سقط 44 قتيلاً امس بينهم 22 مدنياً برصاص قوات الأمن في ادلب و22 آخرون (مدني و6 منشقين و15 جنديا) بمواجهات واشتباكات عنيفة في درعا وفق ما ما أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان مشيراً الى ارتفاع حصيلة الضحايا الى 193 قتيلاً خلال الـ 24 ساعة الماضية بينهم 164 مدنياً و29 عسكرياً. في وقت طالب المجلس الوطني السوري المعارض مجلس الامن الدولي بعقد جلسة طارئة لوقف المجازر المروعة التي يرتكبها نظام الرئيس بشار الاسد وتوفير الحماية الدولية للمناطق المنكوبة (ادلب وجبل الزاوية وحمص) وإعلانها “مناطق آمنة”، داعياً السوريين والعرب في الخارج الى تنظيم تظاهرات استنكاراً لمجازر النظام.
وقال المرصد السوري في بيان إن 22 قتيلاً من المدنيين سقطوا امس برصاص قوات الأمن في ادلب لترتفع حصيلة الضحايا هناك الى 143 قتيلاً خلال الساعات الـ24 الماضية حيث كان تم احصاء سقوط 121 قتيلاً بما وصفه بـ”مجزرة” ارتكبتها قوات الامن في بلدة كفر عويد والقرى المجاورة في جبل الزاوية المتاخمة للحدود التركية، مشيراً الى ان عشرات الضحايا سقطوا خلال مطاردتهم في البساتين تم توثيق اسماء 52 منهم”.
ووقعت هذه “المجزرة” بحق المدنيين في كفر عويد بعدما سقط في نفس المنطقة الثلاثاء “مئة جندي منشق على الاقل بين قتيل وجريح في مواجهات مع الجيش”. وقال المرصد “إنه عقب اشتباكات اندلعت صباح الثلاثاء مع الجيش، جرت محاصرة مئة منشق، سقطوا بين قتيل وجريح بين قرية كفر عويد والفطيرة في جبل الزاوية. بينما قتل 12 في حمص واثنان في درعا التي شهدت ايضا في اليوم نفسه مقتل 14 جندياً في كمين نصبه “منشقون”.
وقال المرصد “إن المنشقين أتلفوا أو دمروا 17 عربة عسكرية في إدلب منذ الأحد. واضاف “إن 22 قتيلاً هم ستة منشقين ومدني واحد و15 من قوات الجيش والأمن سقطوا امس اضافة الى عشرات الجرحى من المدنيين داخل منازلهم اصابات كثيرين منهم خطرة في مواجهات وإطلاق رصاص من رشاشات ثقيلة ومتوسطة في مدينة داعل بمحافظة درعا في جنوب سوريا. ولفت ايضا الى أن قوات الأمن اقتحمت المسجد العمري في داعل”.
وافاد المرصد ايضا عن سماع اصوات انفجارات وإطلاق رصاص كثيف فجراً في مدينة القصير التابعة لمحافظة حمص والقريبة من الحدود مع لبنان. في حين قتل في مدينة الزبداني بريف دمشق ثلاثة نشطاء إثر استهداف سيارتهم بعد منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء من قبل قوات الامن السورية. بينما قال نشطاء “إن السلطات اعتقلت في مطار دمشق علي عبدالعزيز الخير عضو هيئة التنسيق الوطنية المعارضة”.
الى ذلك، قال المجلس الوطني السوري المعارض “إن اكثر من 250 شخصا قتلوا الاثنين والثلاثاء في مذابح دموية في سوريا”، وطالب بعقد جلسة طارئة لمجلس الامن لوقف المجازر المروعة التي يرتكبها نظام الرئيس بشار الأسد في المناطق المكنوبة جبل الزاوية وادلب وحمص واعلانها “مناطق آمنة” تتمتع بالحماية الدولية وإرغام قوات النظام على الانسحاب منها”.
واوضح المجلس في بيان حمل عنوان “مجازر النظام السوري تقتضي تحركاً عربياً ودولياً عاجلاً” “ان جبل الزاوية وإدلب وحمص تتعرض لأعمال إبادة وعمليات تهجير واسعة من قبل ميليشيات النظام السوري”، داعياً الصليب الأحمر الدولي ومنظمات الإغاثة للتدخل المباشر وتوفير الاحتياجات الإنسانية العاجلة”، ومناشداً المجلس الوزاري العربي عقد جلسة عاجلة لادانة مجازر النظام الدموية واتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية المدنيين السوريين بالتعاون مع الأمم المتحدة”.
وأكد المجلس الوطني السوري انه يضع الدول العربية والمجتمع الدولي امام مسؤولياتهم في حماية السوريين من بطش النظام وجرائمه، ويشدد على اتخاذ الاجراءات الكفيلة بوقف الحملة الدموية التي تستهدف مزيداً من المدن والبلدات من خلال الحشود العسكرية التي يقوم بها النظام”.
ودعا المجلس السوريين والعرب في الخارج الى تنظيم تظاهرات حاشدة استنكاراً للمجازر، وقال في بيان “إدانة لمجازر النظام الوحشية في جبل الزاوية وإدلب وحمص ودرعا يدعو المجلس جميع السوريين في المهجر وأشقاءهم العرب وأنصار الحرية للخروج في تظاهرات عارمة”.
كما دعا “التنسيقيات الناشطة في الخارج إلى بدء حملات إعلامية وسياسية والاتصال بالنواب في بلدانهم والهيئات الحقوقية والمدنية لوضعها في صورة الواقع المأسوي في سوريا وعمليات الإبادة التي يقوم بها النظام وكتائبه الإجرامية. وحض ايضا على “إقامة اعتصامات ثابتة أمام السفارات السورية، ومطالبة الحكومات بطرد السفراء ووقف التعامل معه على كافة الأصعدة”. ودعا المجلس الوطني المعارض أنصار الثورة السورية حشد الجهود ورص الصفوف والعمل ضمن هيئات موحدة لمواجهة أضاليل النظام والوصول إلى الرأي العام في بلدانهم، ومحاولة التأثير على صناع القرار والقوى السياسية والمدنية، وحثها على الوقوف إلى جانب الشعب السوري المطالب بحقوقه المدنية والسياسية المشروعة”.
خطف 5 خبراء فنيين
إيرانيين في حمص
دمشق (وكالات) - خطف خمسة إيرانيين يعملون في محطة كهرباء جندر في حمص امس على أيدي مجموعة مجهولة. وقال بيان صادر عن السفارة الإيرانية في دمشق «ان مجهولين قاموا باختطاف الايرانيين الخمسة وبينهم مهندسون وفنيون لدى توجههم نحو ورشة المشروع، وان السفارة سارعت لاتخاذ ما يلزم بالتنسيق مع السلطات السورية المعنية وتبذل جهدها لمعرفة اوضاعهم». وشددت على النشاطات الاعمارية والخدمية التي يقدمها هؤلاء المهندسون والفنيون ويستفيد منها الشعب السوري، مطالبة بإطلاق سراحهم بأسرع وقت. وأوضحت انها طلبت من الحكومة السورية اتخاذ إجراء جاد وعاجل للتعرف على الخاطفين وتحرير العمال الإيرانيين سريعا».
وكانت صحيفة «الوطن» السورية ذكرت في وقت سابق «ان مسلحين اختطفوا سيارة أجرة كانت تقل ثمانية مهندسين يعملون في محطة جندر لتوليد الكهرباء بينهم خمسة خبراء إيرانيين». بينما قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» «ان ثمانية مهندسين من جنسيات مختلفة بينهم 5 إيرانيين اختفوا بعد ان توجهوا بحافلة الى عملهم في محطة كهرباء في حمص».
عدد اليوم
