البيت الأبيض: لا أحد يسعى للحرب مع إيران

أعلن البيت الأبيض أمس ان لا احد في الادارة الاميركية يريد حربا مع ايران، رغم ان الرئيس جورج بوش يحتفظ بكل الخيارات، نافياً إرغام قائد العمليات العسكرية الاميركية في الشرق الاوسط الاميرال وليام فالون على الاستقالة بسبب معارضته سياسة بوش حيال إيران· وقالت الناطقة باسم البيت الابيض دانا بيرينو: ''لا احد في الادارة يشير الى اي شيء آخر غير المقاربة الدبلوماسية حول إيران''· ونفت ان يكون الاميرال فالون ارغم على الاستقالة، وقالت: ''هذه سخافة''· وأكدت ان ''الرئيس يرحب بالنقاش القوي والسليم''· واضافت بيرينو ''ما قاله الرئيس بان كافة الخيارات مطروحة سيساعد على نجاح الدبلوماسية ويجعلها اكثر فعالية''· وقالت إن البيت الأبيض لا يتوقع الكثير من الانتخابات التشريعية الإيرانية، بمعنى أنها لن تكون حرة· من جهته أعلن وزير الدفاع روبرت جيتس قبوله استقالة فالون ''بتردد وأسف''، وقال إن هناك ''سوء فهم'' بشأن خلاف الاميرال مع الإدارة الاميركية حول ايران· ونفى ما أوردته مجلة ''اسكواير'' من أن إقالة فالون تدل على أن الولايات المتحدة تستعد لشن حرب على إيران، مضيفاً أن الأخير سيترك الخدمة في نهاية الشهر وأن نائبه الجنرال مارتن ديمبسي سيتولى مسؤولية القيادة المركزية حتى اختيار خليفة على المدى البعيد· وأشاد جيتس بفالون مؤكداً انه دعم سياسة الحكومة لاستخدام الدبلوماسية لمحاولة حل الخلافات مع إيران مع عدم استبعاد الخيارات العسكرية· وقال فالون من جانبه في بيان إن ''التقارير الصحفية الحديثة التي تشير الى اختلاف ارائي واهداف سياسة الرئيس اصبحت تحول الانتباه في وقت حرج وتعرقل الجهود في منطقة القيادة المركزية''· واضاف ''لا أعتقد انه كانت هناك على الاطلاق اي خلافات بين اهداف سياستنا في مجال مسؤولية القيادة المركزية، والتصور البسيط لذلك يجعل من الصعب علي ان اخدم مصالح اميركا هناك بشكل فعال''· وفي مقال في مجلة ''اسكواير'' قال الكاتب ثوماس بارنيت إن ''المراقبين يقولون الان انه من غير المفاجئ إقالة فالون من قيادته قبل انتهاء ولايته في الربيع المقبل، من أجل تعيين قائد يعتبره البيت الابيض اكثر مرونة''· واضاف ''من المحتمل ان يعني ذلك ان الرئيس ونائبه يعتزمان شن عمل عسكري ضد إيران قبل نهاية العام، ولا يريدان ان يقف اي قائد في طريقهما''· وفي إطار أزمة الملف النووي دعا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس الأول في باريس الى القيام ''بالمستحيل'' لحمل إيران على التفاوض مع الأسرة الدولية في ملفها النووي· وقال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي برنار كوشنير: ''يجب البحث عن مقاربات مبتكرة، وضرورة بذل كل ما هو ممكن وحتى المستحيل لبدء مفاوضات مع ايران''· وأضاف ''لدينا قناعة مشتركة ان التحرك حسب الصورة القديمة وكما جاء في بيان الدول الست الصادر في نفس الوقت مع قرار الامم المتحدة الاخير، لن يكون منتجاً''· على الصعيد الداخلي تبادل المحافظون والإصلاحيون الاتهامات عشية الانتخابات التشريعية التي تنعقد غداً· فقد هاجم خامنئي المرشحين للانتخابات التشريعية وقال: ''من المؤشرات التي تدل على ان شخصاً غير مؤهل لدخول البرلمان هي عندما لا يرسم حدوداً واضحة مع العدو ودمى العدو''، في إشارة الى لقاء المسؤول الإصلاحي محمد رضا خاتمي بلقاء السفير الألماني في طهران· وهاجم نائب رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد رضا باهونار بشدة ايضا خاتمي ولقاءه بالسفراء الأجانب، كما اتهم وزير الاستخبارات الايراني غلام حسين محسني ايجائي النائب الاصلاحي نور الدين بير مؤذن بالخيانة لإجرائه مقابلة مع تلفزيون صوت اميركا الممول من الولايات المتحدة· من جهته دعا الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي الناخبين للمشاركة بكثافة في الانتخابات التشريعية غداً دفاعاً عن الحرية، داعياً إلى ''تشكيل مجلس قوي يمكنه محاسبة المسؤولين''· ورد على اتهامات الإصلاحيين قائلاً ''إن الأميركيين هم في الواقع ''انصار الذين يوفرون لهم ذرائع للبقاء في المنطقة''، مما يعد هجوماً مباشراً على أحمدي نجاد· إلى ذلك انتقد رجل الدين الايراني حسين علي منتظري الطريقة التي جرت بها الانتخابات البرلمانية في إيران يوم الجمعة الماضي وحذر من ''معارضة شعبية'' و''انقسام حاد''·