أبوظبي (وام) - أكد الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي الأمين العام السابق لمجلس التعاون لدول الخليج العربية أهمية التوصيات التي أقرها قادة مجلس التعاون في قمتهم التي اختتمت أمس الأول في الرياض بالانتقال من مرحلة “التعاون” إلى مرحلة “الاتحاد” في كيان واحد متحد لمواجهة كل من التحديات الخارجية وتحديات التنمية التي تتطلع إليها شعوب دول المجلس. وأعرب خلال ندوة نظمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية أمس الأول عن تقديره للجهود العلمية التي يبذلها سعادة الدكتور جمال سند السويدي مدير عام المركز في متابعة الأحداث واستقرائها على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وأضاف خلال ندوة “مجلس التعاون لدول الخليج العربية وآفاق المستقبل” التي عقدت في “قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان” في مقر المركز في أبوظبي..أن دول مجلس التعاون تواجه عددا من التحديات الأمنية مشيرا إلى أن دول المجلس تنظر بقلق كبير إلى الفراغ الأمني الذي سيخلفه الانسحاب الأميركي من العراق وتأثيراته في أمن دول مجلس التعاون والمنطقة بأسرها واستقرارها.
وشدد الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي على أهمية بناء دول مجلس التعاون منظومة أمنية ودفاعية مشتركة تؤهل الدول الأعضاء للدفاع عن أمن المنطقة واستقرارها بخاصة أن لدى دول المجلس من المعدات والإمكانات التكنولوجية والقوى البشرية المؤهلة ما يوفر لها الاطمئنان بشأن قدرة دول المجلس على حماية أمن شعوبها واستقرارها من أي تهديدات خارجية محتملة ..داعيا إلى ضرورة توسيع الشراكة الاقتصادية بين دول المجلس ودعم حجم الاستثمار فيما بينها، إضافة إلى مراعاة متطلبات التنمية المستدامة لدول المجلس وحاجات شعوبها من هذه التنمية حتى عام 2020 من الخدمات والماء والطاقة الكهربائية واستشهد في هذا المجال بالنداء الذي وجهه الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حينما أكد أن الماء هو الأكثر أهمية من النفط لأنه لا يشكل أكثر من 30 في المائة من الناتج القومي الإجمالي للدولة.
وأعاد إلى الأذهان أهمية إجراء دول مجلس التعاون إصلاحات هيكلية سريعة في بناها التحتية كتطوير نظم التعليم والصحة والخدمات وتعزيز السوق الخليجية المشتركة وبناء شبكة من خطوط سكك الحديد بنحو ألفين و200 كيلومتر تربط دول المجلس فيما بينها حتى الحدود التركية فضلا عن الاستثمار في الطاقة والمياه والزراعة بهدف الاكتفاء الذاتي مؤكدا في الوقت نفسه أهمية أن تأخذ المرأة في دول المجلس دورها الحقيقي في التنمية والسياسة كما حدث في دولة الإمارات.
وعما اصطلح على تسميته “بالربيع العربي” قال الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي إن دولة الإمارات العربية المتحدة ودول المجلس الأخرى وقفت مع المطالب المشروعة للشعوب العربية. يذكر أن الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي يشغل حاليا منصب رئيس مجلس إدارة “الإمارات الدولية للمحاماة” وينصب عمله على تقديم الاستشارات فيما يتعلق بالمشروعات والقضايا المحلية والخليجية ذات الطبيعة الخاصة: الاقتصادية والسياسية والقانونية.
وكان الشيخ فاهم وزيرا للاقتصاد والتجارة ثم وزيرا لشؤون المجلس الأعلى ومجلس التعاون خلال المدة 1996-2005 .. وقبل التحاقه بالحكومة الاتحادية اختاره المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه “ ليكون أول إماراتي أمينا عاما لمجلس التعاون لدول الخليج العربية خلال المدة 1993-1996 وكان قد عمل قبل ذلك سفيرا للدولة لدى الأمم المتحدة في نيويورك 1980- 1984 وعمل قبلها سفيرا لدى المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف 1976-1980.
عدد اليوم
